جونستون: كنت أشعر كمن دفن حيا ولم أرَ الشمس لثلاثة أشهر

قال إن ما سيتذكره عن غزة الذكريات الحلوة والأيام الجميلة التي قضاها

TT

وصف الان جونستون مراسل هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» المحرر، «الفترة التي قضاها في الاعتقال بانها كانت بالغة الصعوبة لانه من الصعب جدا ان يحافظ الانسان على قواه في مثل هذه الايام». وقال إنه شعر كمن «دفن حيا» بعيدا عن العالم واحيانا كان الامر مرعبا للغاية وانه لم ير الشمس لمدة ثلاثة شهور، وانه قضى أوقاتا طويلة مكبلا بالسلاسل. وبدا جونستون، 45 عاما، شاحبا وقد فقد الكثير من وزنه ولا يزال تحت وقع الصدمة. جاءت تصريحات جونستون في المؤتمر الصحافي الذي عقده في دارة اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال في مخيم الشاطئ غرب غزة، بعد الافراج عنه بعد 114 يوما في الاختطاف، وقبل مغادرته قطاع غزة برفقة القنصل البريطاني، عبر معبر إيرز شمال غزة، الى مكتب «بي بي سي» في القدس المحتلة. وأضاف ان الأسابيع الـ16 الأخيرة كانت أسوأ ما مرت به حياته، لكنه أكد أنه لم يتم تعذيبه خلال فترة الاعتقال غير ان خاطفيه «ضربوه قليلا» قبل نصف ساعة من إطلاقه. وقال إنه كان يعانى من المرض بسبب نوعية الطعام التي قدمت له. وأضاف «كنت أحلم مرارا بالحرية ثم استيقظ لأجد نفسي في ذات الغرفة». واضاف إن خاطفيه نقلوه إلى أربعة مواقع لكنه لم يمكث طويلا في اثنين منهما. وأوضح جونستون انه تمكن من متابعة برامج «بي بي سي» بعد اسبوعين على خطفه مشيرا الى انه تشجع للحملة الدولية التي اطلقت لصالح الافراج عنه. الا انه قال انه «في بعض الاحيان كان يشعر بالخوف الكبير لان الناس الذين اعتقلوه كانوا خطرين ولم يكن ممكنا التنبؤ بتصرفاتهم». وقال الصحافي البريطاني في الشريط «كما ترون البست حزاما ناسفا سيتم تشغيله عند اي محاولة لاقتحام هذا المكان على ما افاد الخاطفون». واضاف «كانوا يتحدثون عن قتلي وتعذيبي. لم اكن اعرف ما اذا كان علي ان اصدق ما يقولون ام لا. وفي نهاية المطاف كبلوا يدي ووضعوا قناعا على رأسي واقتادوني تحت جنح الظلام وهم يضربونني».

وكان جونستون حسب قوله «يعتقد ان الافراج عنه كان سيتم في غضون شهر او شهرين لكن الامور طالت اكثر، وكان ذلك عاملا نفسيا ضاغطا جدا وهذا ما يشعر به بالتأكيد كل انسان مخطوف»، ولكنه اضاف انه «لولا ضغوط حركة حماس لكان لا يزال معتقلا». وفي حديث لبرنامج «العالم اليوم» لإذاعة الـ«بي بي سي» العالمية قال جونستون انه «كان يعرف جيدا ان المجموعة التي اختطفته خطرة جدا، وبخاصة انه غطى خلال عمله 27 عملية اختطاف جميعها تقريبا انتهت في غضون اسبوعين»، الا انه «كان يعرف ان هناك مجموعة خطرة جدا كانت قد قامت بعمليتها الاولى في اغسطس (آب) الماضي، وكان يشعر دائما بالقلق من ان تتعرض له يوما، وقد صح هذا القلق». وقال جونستون أيضا إن استيلاء حماس على قطاع غزة ساعد على إطلاق سراحه وانهم، اي خاطفوه، كانوا يشعرون براحة وأمن كبيرين خلال عملية الاختطاف، حتى سيطرت حماس على القطاع منذ عدة أسابيع». وأضاف انهم أخبروه بـ«إطلاق سراحه الليلة قبل الماضية، عندها شعر بأنهم سيغيرون موقعه مجددا أو سيسلمونه لخاطفين جدد لكنه علم بانتهاء العملية فعلا لاحقا». وختم قائلا ان «ما سيتذكره عن غزة سيكون الذكريات الحلوة والايام الجميلة التي قضاها»، مشيرا الى انه «يعرف الثقافة الفلسطينية والشعب الفلسطيني المضياف». ونقلت وكالة رويترز عن جونستون قوله انه «من الجميل جدا ان يكون الانسان حرا».