اليمن يعلن استعداده استقبال فريق أمني إسباني للمشاركة في تحقيقات هجوم معبد بلقيس

نقل جثث الضحايا إلى مدريد.. واعتقال عشرات من مشتبهي «القاعدة»

TT

أبلغ اليمن اسبانيا استعداده لاستقبال فريق أمني إسباني للمشاركة في التحقيقات الجارية في واقعة الهجوم الانتحاري على قافلة من السياح الإسبان في معبد بلقيس بمأرب والذي قتل وجرح فيه 13 سائحا اسبانياً. وقال رشاد العليمي، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية اليمني في لقائه بوزير السياحة الاسباني إن الإرهاب ظاهرة عالمية وليست محلية، مبديا عدم استغرابه وجود عناصر إرهابية قد تكون موجودة في أي مكان من العالم. وقال الدكتور العليمي «لقد أبلغت الوزير الاسباني بأننا على استعداد لاستقبال فريق أمني اسباني للمشاركة في عملية التحقيق، وسنعلن النتائج التي نتوصل إليها أولا بأول، بالاشتراك مع الجانب الاسباني». وأشار الوزير اليمني إلى انه «في حالة توفر أيِّ معلومات لدى الأجهزة الأمنية حول العمل الإرهابي في معبد بلقيس سنعلن عنها مباشرة». وقال إن اليمن يدفع ثمن محاربة الإرهاب، مشيرا إلى إن بلاده تواجه حرباً مع العناصر الإرهابية بفعل التعاون اليمني مع الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي.

وأكد العليمي أن اليمن سيواجه مشكلة اقتصادية صعبة من تداعيات هذه الواقعة وخاصة في القطاع السياحي، وعبر عن أمل اليمن في وقوف المجتمع الدولي إلى جانبه في مواجهة الأعمال الإرهابية بحيث لا يدع للإرهابيين مجالا ليحققوا أهدافهم بتفكيك العلاقات بين الشعوب من خلال التواصل العالمي عبر السياحة، معتبرا الإرهاب ظاهرة عالمية ينبغي مواجهتها على المستوى الدولي. من جانبه، فقد أبدى وزير السياحة الاسباني استعداد بلاده لتقديم الخبرات للإسهام في الكشف عن كل من يقف وراء هذا الحادث، وذلك في إطار التعاون الثنائي بين اسبانيا واليمن. وأشار إلى أن الاهتمام في الوقت الراهن ينصب في الاهتمام بالمصابين والجرحى وإعادتهم إلى أسرهم في اسبانيا وتخليد من سقطوا في الحادث. وقال إنهم في اسبانيا يتفهمون هذه العمليات التي تعد ضمن سلسلة من العديد من العمليات الإرهابية التي يشهدها العالم. وأكد أن هذه العملية لن تؤثر على العلاقات اليمنية ـ الاسبانية، مشيرا إلى العلاقات التي وصفها بالجيدة التي تربط اسبانيا باليمن. وقال إن اسبانيا واليمن سيبذلان كل الجهود للتعاون في محاربة الإرهاب الذي يشكل كما قال الوزير الاسباني ظاهرة عالمية في كل مكان وليس في اليمن وحسب. وذكَّر ما لبلاده من تجارب سابقة في التعامل مع اعتداءات ومحاولات إرهابية. وكانت طائرة اسبانية قد حملت امس جثث الضحايا الاسبان السبعة والجرحى الخمسة الى قاعدة توريخون دي اردوث العسكرية قرب مدريد. ونقلت الجثث بعد ذلك الى معهد التشريح الشرعي في مدريد لتشريحها في اطار تحقيق فتحه القضاء الاسباني حول ذلك الاعتداء.

ورافق الجثث والجرحى في الطائرة العسكرية الاسبانية وزير الصناعة والسياحة والتجارة جوان كلوس والوزير المنتدب للشؤون الخارجية برناردينو ليون وفريق طبي.

وكان في استقبال الجرحى لدى نزولهم من الطائرة وزير الخارجية ميغل انخيل موراتينوس، في حين بقيَّ جريح سادس أصيب بجروح خطيرة في اليمن حيث خضع لعملية جراحية ثانية.

وصرح وزير الصناعة لصحيفة «الباييس» استنادا الى معلومات قدمتها الحكومة اليمنية ان الاعتداء لم يكن يستهدف السياح الاسبان بالتحديد بل السياح بشكل عام.

من جهة اخرى، أعلنت مصادر أمنية ان السلطات اعتقلت عشرات يشتبه ان لهم صلة بـ«القاعدة» منذ الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة، والذي وقع يوم الاثنين وقتل فيه 9 بينهم 7 سياح إسبان. وذكر مسؤول امني ان السلطات لم تتأكد بعد ان «القاعدة» هي التي وراء الهجوم. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز «اعتقل عشرات من المشتبه بهم الذين نعتقد ان لهم صلة بالقاعدة في ثلاث محافظات.. صنعاء وأبين وعدن». وهذا ثاني اعتداء من هذا القبيل يسفر عن مقتل اسبان في الشرق الاوسط في غضون اسبوع حيث استهدفت سيارة مفخخة في الرابع والعشرين من يونيو(حزيران) الماضي ناقلة جند تابعة للكتيبة الاسبانية في قوة الامم المتحدة المؤقتة بلبنان (يونيفيل)، مما اسفر عن مقتل ستة عسكريين؛ هم ثلاثة اسبان وثلاثة كولومبيين.

من جهة اخرى، جمدت السفارة الأميركية في صنعاء جميع السفريات الى خارج العاصمة، وحذرت مواطنيها من السفر الى مأرب، وحثتهم على توخي الحذر في شتى انحاء البلاد.