المطارنة الموارنة يحذرون من استمرار بيع العقارات في لبنان لغير اللبنانيين

قالوا إن المساحات المبيعة تجاوزت 7 ملايين متر مربع

TT

توقف المطارنة الموارنة، في اجتماعهم الشهري أمس برئاسة البطريرك نصر الله صفير عند قانون رفع الحظر عن بيع الأراضي لغير اللبنانيين الذي صدر منذ ما يقارب 14 عاما فذكروا أن مساحة المبيع من الأراضي اللبنانية للأجانب تفوق السبعة ملايين متر مربع. وحذروا من «أنه إذا استمر الأمر على هذه الوتيرة، فسيأتي يوم، وهو ليس ببعيد، يصبح اللبنانيون فيه أغرابا في بلدهم». من جهة أخرى نبهوا إلى «استبدال الامتحان بالتعاقد في قوى الأمن من رقباء ودرك مجندين.... ما فسح في المجال لقبول عناصر محسوبين على هذا أو ذاك من النافذين على حساب الولاء للوطن وفاعلية الخدمة». واعتبروا «أن مرسوم الانضمام إلى حقوق عهد الطفل في الإسلام مشروع يخالف المنحى المدني للدولة اللبنانية ويتعارض والمادة التاسعة من الدستور».

ولفت المطارنة، في بيان أصدروه في ختام اجتماعهم، إلى أنه «منذ أن صدر قانون برفع الحظر عن بيع الأراضي اللبنانية لغير اللبنانيين، أي منذ ما يقارب الأربع عشرة سنة، بلغت مساحة المبيع من الأراضي اللبنانية والتي صدرت مراسيم بيعها في الجريدة الرسمية، ما فوق السبعة ملايين متر مربع، وذلك دون الأخذ في الاعتبار المبيعات التي لا تحتاج إلى مراسيم، وتلك التي تتم بأساليب ملتوية تشكل احتيالا على القانون». ونبهوا إلى «أن الركون إلى استبدال الامتحان بالتعاقد في قوى الأمن من رقباء ودرك مجندين، والسعي إلى تثبيت هؤلاء بمرسوم، فتح الباب واسعا لإدخال عناصر إلى السلك من دون أخذ الكفاءات في الاعتبار... وهذا يضعف من قدرات قوى الأمن الداخلي وهيبتها». وأشار المطارنة إلى «أن مرسوم الانضمام إلى حقوق عهد الطفل في الإسلام الرقم 363 الذي ينص على شرط عدم التزام لبنان بما يمس حقوق الأطفال اللبنانيين غير المسلمين وسائر أنظمة الأحوال الشخصية، أثار اعتراضات عدة شبيهة بتلك التي أثارها مشروع منظمة الإيسيسكو وأدت إلى تجميده في مجلس النواب لثلاث سنوات مضت. وهو مشروع يخالف المنحى المدني للدولة اللبنانية ويتعارض والمادة التاسعة من الدستور اللبناني التي تنص على أن حرية الاعتقاد مطلقة». كما أشاروا إلى «أن ما يتميز به لبنان هو وجود 18 طائفة على أرضه ينتمي قسم منها إلى المسيحية وقسم إلى الإسلام. وتتعايش في جو من الحرية، وخصوصا الدينية منها، ما جعل هذا البلد نموذجا في العيش المشترك. فمن غير المقبول أن يعمل مغرضون على هدم شراكة الحياة هذه، بحيث تقضي فئة على فئة، ودين على دين، فتختنق الحرية الدينية فيه، ويسوده التعصب الأعمى». واعتبر المطارنة الموارنة «أن التماسك الذي برهن عنه الجيش اللبناني في ما خاض من معارك كان لا بد منها، يستأهل تحية خاصة من جميع فئات الشعب اللبناني لهذه الروح الوطنية الصافية». وختموا بيانهم بالتمني «أن يتمكن اللبنانيون المقيمون والمنتشرون وضيوفهم من مصطافين، من أن يقضوا صيفا هادئا بعيدا عن رائحة البارود وأزيز الرصاص ودوي المدافع».