الطبيب بلال عبد الله.. ولد في بريطانيا وشخصيته تشكلت في بغداد

والده كان طبيباً في بكنغهامشير قرب لندن ووالدته كانت تخشى أن تنزع الحجاب أمامه

TT

درس في مدرسة المنصور الثانوية، ثم في كلية بغداد، لكن بلال طلال عبد الله، الطبيب العراقي الموقوف في بريطانيا بشبهة التورط في اعتداء غلاسكو، معروف لدى زملائه بالجدية والتمسك بعقيدته الاسلامية لدرجة تفوق حدود الحماس المفرط. وحسب تقرير في صحيفة «الغارديان» البريطانية كشف جوانب من شخصيته أمس، فان والدته كانت فيما يبدو تخشى ان تنزع الحجاب في حضوره. أحد زملاء دراسته تذكر حادثة، عندما حاول عبد الله تحطيم «صليب» سقط من احد الطلاب المسيحيين في الصف. ووفقا للزميل، فإنه صار لا يتحدث أبدا مع أولئك الذين أصروا على اعادة الصليب الى صاحبه. ويشير تقرير «الغارديان» الى ان عبد الله تأثر بأفكار التيار المتطرف، على الرغم من أنه ولد في بريطانيا وابن لطبيب مقيم فيها. وكانت ولادة بلال عبد الله في ايليسبري بكنغهامشير شمال غربي لندن، حيث كان والده يعمل طبيباً أيضاً. وفي بغداد، يشير زملاؤه انهم كانوا يحافظون على وجود «مسافة» بينه وبينهم دائما. ويقول أحدهم «كان يُعرف بانه سني متشدد»، قبل ان ينتقل للاستقرار في بريطانيا، للعمل في مستشفى الكسندرا الملكي في منطقة بيسلي. وجرى استجواب بلال عبد الله أول من امس من قبل الشرطة حول دوره المزعوم في الاعتداءات الفاشلة التي وقعت في لندن وغلاسكو باسكوتلندا، وتقول مصادر للشرطة أنه كان في السيارة الجيب التي اصطدمت بواجهة مطار غلاسكو السبت الماضي. وتشك الشرطة في انه أحد المشتبه بهم من الرجال الذين جلبوا السيارات المفخخة الفاشلة الى مركز لندن يوم الجمعة. ووصف شهود عيان كيف قفز بلال وسائق سيارة الجيب اللبناني خالد أحمد، قفزا من السيارة وهما يصيحان «الله الله»، قبل يغمر أحمد نفسه بالبنزبن ويشعل النار في جسمه. وكانت سيارة الجيب محملة باسطوانات الغاز وصفائح البنزين، لكنَّ منفذي العملية أخفقا في تفجيرها. ولا يزال خالد أحمد، الذي تبين انه طبيب زميل لعبد الله، في وضع حرج بمستشفى الكسندرا الملكي، حيث عمل الدكتور بلال عبد الله لأحد عشر شهراً. وتخرّج بلال في كلية الطب في بغداد عام 2004، لكنّه كان يدّعي خلال اقامته في بريطانيا بأنه أردني. وعندما أعلن اسمه من بين المشتبهين في التفجيرات الاثنين الماضي، قيل إنّ إحدى زميلاته انفجرت باكية، لإنها شعرت أنه كان يجب عليها أن تحذر الشرطة عن سلوكه المريب. وكان المخبرون الذين يستجوبون زملاءه، يأملون في اكتشاف الكثير عن اتصالاته. وتقول «الغارديان» ان التحقيقات كانت تجري أيضا في كامبريدج، حيث سجّل كناخب عام 2001، وفي المنطقة التي كان يعيش فيها، بمنزل تابع لمسجد محلي، حيث استأجر شقة لوقت قصير سنة 2004. ويتذكر المالك أنه كان هادئاً، متديناً بشكل عميق. وقال: «عاش لفترة شهرين فقط ثم غادر». وأخبر شيراز ماهر الذي كانت تربطه علاقة صداقة ببلال، منذ 3 سنوات، «بي.بي.سي» أن صديقه أصبح متطرفاً بسبب دمار العراق. وقال ماهر، وهو أحد الأعضاء السابقين في مجموعة متطرفة تسمى «حزب التحرير»، إن «أحد أقرب أصدقائه الى نفسه قتل من قبل الميليشيات الشيعية في العراق». وأوضح أن عبد الله كان لديه عدد من أشرطة الفيديو عن زعيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي.