مصادر أمنية: التحقيق في اغتيال بيار الجميل أمسك بالخيوط الرئيسية

اعترافات مسؤول في «فتح الإسلام» مصدر المعلومات

TT

تصر المراجع القضائية المعنية بملف اغتيال وزير الصناعة النائب بيار الجميل في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على التكتم حول المعلومات التي توافرت خلال الايام القليلة الماضية عن الجريمة وبعض الاعترافات عن علاقة تنظيم فتح الإسلام بها. واذ اكدت مصادر قضائية توافر خيوط ومعطيات مصدرها موقوف اساسي من هذا التنظيم، رأت ان اعلان مضمون هذه المعطيات والاعترافات قبل مطابقتها وتقاطعها مع امور حسية وادلة ضبطت في مسرح الجريمة وتتولاها لجنة التحقيق الدولية، يضر التحقيق ويوفر للجناة ومن يقف وراءهم معلومات تمكنهم من الافلات من الملاحقة التي يجري جمعها وتوثيقها للبناء عليها واستثمارها.

في المقابل، ابدت مصادر امنية مطلعة ثقتها بأن التحقيق في ملف الجميل أمسك بالخيوط الأساسية، وأن الصورة باتت شبه مكتملة، وإن لم يكن كل المنفذين في قبضة الاجهزة الامنية. وتوقعت ان يصدر بيان رسمي مقتضب يضيء على هذا التطور الهام وخلفياته من دون الغوص في اساس التحقيق وما يتضمن من وقائع وقرائن. واشارت الى أن القرينة الاولى «التقطت من أحد الموقوفين الاساسيين من فتح الاسلام الذي عدّد التفجيرات التي نفذها التنظيم في الآونة الاخيرة. وعندما سئل عن امكان ضلوع فتح الاسلام في الاغتيالات نفى ذلك. لكنه استدرك بأن احد قادة المجموعات أسرّ له عن التحضير لعملية اغتيال كبيرة. وبعد يومين او ثلاثة جرى اغتيال بيار الجميل. وانطلاقاً من هذه المعلومة اجريت تحريات سرية أفضت الى توقيف شخص اعترف باشتراكه في التنفيذ».

ورفضت المصادر الدخول في اسماء المنفذين وان لم تستبعد ان يكون بعضهم قتل في المعارك مع الجيش في الشمال والبعض الآخر يتحصن في مخيم نهر البارد، في حين ان اسماء معروفة غادرت لبنان براً الى سورية ولم يعرف اذا كانت لا تزال على الاراضي السورية. وهذا ما بحثه رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتز في زيارته الاخيرة الى دمشق.

على صعيد آخر، تواصلت التحقيقات القضائية مع موقوفي فتح الاسلام. فاستجوب قاضي التحقيق العسكري الاول، رشيد مزهر، احد الموقوفين الثلاثة الذين ينتمون الى مجموعة القلمون التي اشتبكت مع الجيش قبل اسبوعين ويدعى «ح.ص» وهو متدين متشدد. وعلم انه اعترف بمساعدة المجموعة التي كانت تختبئ في إحدى المغاور ويؤمن لعناصرها الطعام والشراب، كما زودهم بزّات عائدة لقوى الأمن الداخلي كانوا يرتدونها ويتجولون بها كي لا يكشف امرهم. كما استجوب القاضي مزهر احد موقوفي مجموعة البقاع. وقد اصدر مذكرتي توقيف وجاهيتين في حقهما.

من جانب آخر، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر امنية ان سورية سلمت لبنان سيارة تعتقد السلطات اللبنانية انها استخدمت في قتل الجميل.

وقالت المصادر الأمنية ان السلطات السورية عثرت في ديسمبر على سيارة من دون أوراق ثبوتية تطابق أوصافها أوصاف سيارة سرقت في لبنان وتسعى الشرطة الدولية (الإنتربول) للعثور عليها.

وأعادت دمشق السيارة المسروقة الى لبنان في مايو. ولم تكشف السلطات اللبنانية عن علاقتها باغتيال الجميل الا في وقت لاحق.