مستشار بلير: وزراء كبار عاشوا لحظات قاسية من الشك قبل حرب العراق

روى أن رئيس الوزراء وحده كان هادئا

TT

قال أقرب مساعدي رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إن أعضاء كبارا في حكومته كانوا يعانون «لحظات عصيبة من الشك» حول ما إذا كان يتعين عليهم دعم الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.

وقال ألستير كامبل، مستشار بلير الإعلامي وأحد الشخصيات البارزة في فريق عمله، إن بلير كان هو الشخصية الحكومية الوحيدة البارزة الذي لم يكن لديه تحفظات خاصة بشأن قرار غزو العراق.

وكتب كامبل في مذكراته الذي ستنشر وسط دعاية كبيرة «كلنا على ما أعتقد كانت لدينا لحظات عصيبة من الشك، ولكنه لم يكن لديه ذلك حقيقة أو انه أخفى هذا الشك لو كان لديه»، حسب ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال إن نائب بلير، جون بريسكوت، وعددا من الوزراء الآخرين «بدوا كما لو انهم مرضى» أثناء مناقشة مجلس الوزراء للتحرك في 17 مارس (آذار).

وفي 18 مارس 2003، حصل بلير على دعم البرلمان لحرب العراق للإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وقال كامبل في مقدمة كتابه «سنوات بلير» انه أجرى تعديلات كثيرة في مذكراته وان الكتاب لا يحتوي إلا على «نحو سدس» ما سجله من ملاحظات.

والكثير من التفاصيل حول العلاقة بين بلير ورئيس الوزراء البريطاني الحالي غوردون براون التي عرف عنها إنها كانت متوترة تم أيضا حذفها.

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أول من أمس، دافع كامبل عن قراره، قائلا انه لا يريد أن يعطي ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين «منجما من الذهب» لاستخدامه ضد رئيس الوزراء الجديد.

وقال «لن أنكر أن ثمة أوقاتا متوترة في العلاقة بين بلير وبراون وأن أمورا قاسية قيلت». وفي مقتطفات عن هذه المذكرات نشرها موقع الـ«بي.بي.سي» الإلكتروني، يذكر كامبل ان وزير الداخلية جون ريد قال عشية التصويت في مجلس العموم على قرار المشاركة في الحرب في 17 مارس 2003 «سوف نحاكم على يد العراق الذي سيحل محل صدام» وفي يوم التصويت كتب كامبل ان خطاب بلير امام المجلس كان من أفضل الخطابات التي القاها. وكتب ان خطابه كان جديا جدا ومليئا بالمبررات الصلبة وأنه أجاب على النقاط الصعبة.

كذلك، يروي كامبل ان بلير قال لرئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا ازنار بعد استطلاع للرأي في إسبانيا اظهر ان أربعة في المائة فقط يؤيدون الحرب في العراق، «ان اربعة في المائة هو ما تناله في استطلاع للرأي حول ما اذا كان إلفيس (بريسلي) لا يزال على قيد الحياة. اذن امامنا معركة».

وفي مقتطفات اخرى، ينقل كامبل عن الرئيس الأميركي جورج بوش انه قال في الثاني من ابريل (نيسان) 2002 «الحقيقة ان التعابير التي املكها محدودة. أنا لست جيدا مع الكلمات، علي ان أفكر بما أقوله بدقة».

وبدأ كامبل عمله مع بلير كمستشار صحافي له في عام 1994 واستقال في اغسطس (آب) 2003 عندما كان طرفا في خلاف شديد حول مبررات خوض الحرب ضد صدام حسين.

واتهم بأعداد ملف حول العراق يحتوي على مبالغات استخدمه بلير كأساس لدعمه موقف واشنطن.

وتسعى مذكراته الى تقديم نظرة مراقب للأعمال اليومية لبلير وأيضا بعض التحديات له كرئيس للوزراء ومن بينها جهوده لإحلال السلام في آيرلندا الشمالية وجهوده في حرب كوسوفو ووفاة الأميرة ديانا عام 1997.