وزير الإعلام الفلسطيني يطالب حماس بسحب قواتها 3 كيلومترات من معبر رفح

حماس تتهم فتح باستغلال قضية العالقين لأهداف سياسية

مسلح تابع لحماس يحرس بوابة ممر فلادلفيا على الحدود مع مصر في رفح (إ.ب.أ)
TT

أجرت ثلاث قيادات فلسطينية محادثات في القاهرة أمس مع مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية ووزارة الخارجية تناولت تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ضوء سيطرة حركة حماس على قطاع غزة ومعبر رفح الحدودي. وفيما استمرت لقاءات القيادات الفلسطينية بالمسؤولين المصريين إلى وقت متأخر من مساء أمس رفضت مصادر مصرية اتصلت بها «الشرق الأوسط» الإفصاح عن فحوى المحادثات.

والتقت القيادات الفلسطينية الثلاث وهي أحمد قريع (أبو العلاء)، وياسر عبد ربه، وروحي فتوح، بالدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري. من ناحية أخرى حمّل رياض المالكي وزير الإعلام بحكومة الطوارئ الفلسطينية حركة حماس المسؤولية الكاملة عن المأساة الإنسانية التي يتعرض لها أكثر من 5000 مواطن فلسطيني عالقين في مصر منذ أكثر من شهر، والتي أسفرت حتى الآن عن وفاة عشرة أشخاص، فيما علق عشرات الفلسطينيين المضربين عن الطعام بمطار العريش المصري الليلة قبل الماضية إضرابهم عن الطعام بعد حصولهم على وعود من السلطات المصرية بإعادة فتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة .

وطالب المالكي، في مؤتمر صحافي عقده الليلة قبل الماضية بمطار القاهرة الدولي قبيل مغادرته إلى العاصمة الأردنية عمان في طريق عودته إلى الأراضي الفلسطينية، حركة حماس بالتجاوب السريع بسحب قواتها التي وصفها بأنها «غير شرعية» من معبر رفح الحدودي لمسافة لا تقل عن 2 الى 3 كيلومترات، «لكي تتمكن قوات الحرس الرئاسي الفلسطيني الموجودة في العريش ورفح من العودة الى المعبر وادارته الى جانب المراقبين الدوليين الذين رهنوا عودتهم لإدارة المعبر بعودة قوات الحرس الرئاسي الفلسطيني».

وقال «إن الجانب المصري أبرم اتفاقا مع الجانب الإسرائيلي ـ لسنا كفلسطينيين طرفا فيه ـ على فتح معبر كرم أبو سالم لمرة واحدة، وبشكل استثنائي لتمكين الفلسطينيين العالقين من العودة الى ديارهم». وأضاف «بعرض الاتفاق على أعداد كبيرة من الفلسطينيين العالقين أبدى قرابة 3 آلاف منهم موافقتهم على العودة الى الاراضى الفلسطينية عبر معبر كرم أبو سالم، إلا أن عددا آخر رفض العبور خشية تعرضهم لمشكلات ومضايقات أمنية من الجانب الإسرائيلي الذي يسيطر على المعبر».

وشدد المالكي على أن السلطة الفلسطينية لم تجبر أحدا أو تفرض على أي فلسطيني العبور من خلال معبر كرم أبو سالم، وقال «إن السلطة الفلسطينية ملتزمة باتفاقية المعابر المبرمة مع مصر التي تحدد أن يكون دخول الفلسطينيين وخروجهم من قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي بدون أي وجود للطرف الإسرائيلي به». وأضاف المالكي «أن اتفاقية المعابر المبرمة مع مصر تم اختراقها بالكامل في الأحداث الأخيرة التي جرت في قطاع غزة» ، معربا عن خالص شكره للرئيس المصري حسني مبارك وحكومته والمواطنين المصريين الذين لا يدخرون اي جهد وعون لمساعدة اخوانهم الفلسطينيين العالقين عند معبر رفح.

وعلى صعيد متصل قرر عشرات الفلسطينيين المضربين عن الطعام بمطار العريش المصري الليلة قبل الماضية تعليق إضرابهم عن الطعام بعد حصولهم على وعود من السلطات المصرية بإعادة فتح معبر رفح الحدودي.

وقال محمد علي أحد الفلسطينيين المضربين عن الطعام بمطار العريش «جميع الفلسطينيين المحتجزين قرروا تعليق الإضراب الذي بدأ قبل ثلاثة أيام كانوا يتناولون خلالها الماء والملح فقط»، مؤكدا أنهم يرفضون العودة إلى الأراضي الفلسطينية عبر معبر كرم أبو سالم لأنه يمر بالأراضي الإسرائيلية، وطالبوا بعودتهم عن طريق معبر رفح. وأشار إلى أن نحو 80 فلسطينيا من المرحلين المحتجزين بالمطار قد أضربوا عن الطعام احتجاجا على استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي مما عطل عودتهم إلى الأراضي الفلسطينية.

إلى ذلك، وصل إلى معبر رفح 16 مرحلا فلسطينيا آخرين ليصل إجمالي عدد المرحلين المحتجزين بمطار العريش الآن إلى 92 مرحلا. من ناحيتها اتهمت حركة حماس رئاسة السلطة الفلسطينية بـ«ممارسة الابتزاز وتوظيف معاناة العالقين على معبر رفح لتحقيق أغراض سياسية وحزبية». ورفضت حماس في بيان صادر عن الناطق باسمها سامي ابو زهري، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، بشدة ادخال العالقين عن طريق معبر «كرم ابوسالم»، الذي تسيطر عليه اسرائيل والذي يقع عند مثلث الحدود الاسرائيلية والفلسطينية والمصرية. واضاف ابو زهري «إن رفض السلطة المعلن لفتح معبر رفح والتمسك بتحويله إلى معبر «كرم أبوسالم» الذي يعيد قطاع غزة للسيطرة الإسرائيلية المباشرة مرة أخرى يحمل السلطة المسؤولية عن معاناة أهلنا الذين تفاقمت أوضاعهم الإنسانية والصحية ويؤكد انسجامها مع الاحتلال الإسرائيلي ومواقفه على حساب الآم شعبنا ومعاناته». ودعا أبو زهري جميع الأطراف العربية التدخل لوقف ما اسماه بـ«الجريمة التي ترتكب بحق أهلنا وشعبنا الفلسطيني، والعمل على إنهاء هذه المعاناة بالضغط على الرئيس الفلسطيني للسماح بفتح المعبر، خاصة أن معاناة العالقين عند معبر رفح بدأت تتفاقم بشكل ينذر بوقوع كارثة حقيقية». من ناحيتها استهجنت حركة الجهاد الاسلامي موافقة حكومة الطوارئ الفلسطينية برئاسة سلام فياض على فتح معبر «كرم ابو سالم» الذي تسيطر عليه اسرائيل بدلا من الاصرار على ضرورة فتح معبر رفح الحدودي كمطلب وطني، معتبرة ذلك تكريسا لسياسات الاحتلال الاسرائيلي الهادفة الي التحكم والسيطرة على كل مفاصل الحياة الفلسطينية.

وأكدت الحركة في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه ان معبر «كرم ابو سالم» سيبقى التعامل معه كمعبر احتلالي ولن يتغير الموقف اتجاهه. ودعت الحركة السلطة الفلسطينية للتراجع عن هذه الموافقة، كما دعت مصر لرفضها والعمل على ايجاد حل لمشكلة معبر رفح بعيدا عن تدخل الاحتلال الاسرائيلي. وقالت ان دعم الجهود الرامية لفتح معبر رفح «سيشكل موقفا وطنيا محمودا، اما الرضوخ للابتزاز الاسرائيلي فسيجلب على الشعب الفلسطيني الخيبة والمهانة»، على حد تعبير البيان. من جهة أخرى، تواصلت الفعاليات المطالبة بحل مشكلة العالقين على المعبر، حيث انه من المنتظر أن يتم تنظيم مسيرة جماهيرية حاشدة باتجاه الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة للمطالبة باعادة فتح معبر رفح. في سياق آخر نفى ابو زهري وجود أية اتصالات سرية مع حركة فتح للخروج من الأزمة الحالية، وفي تصريح صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قال ابوزهري «حتى اللحظة قيادة السلطة الفلسطينية هي التي ترفض الحوار»، مؤكدا أن رغبة حماس في الحوار تنطلق من منطلق الشعور بالمسؤولية وليس من منطلق ضعف. وكانت مصادر إعلامية قد تحدثت عن وجود اتصالات سرية بين حركتي فتح وحماس في استوكهولم برعاية غربية. واستهجن ابوزهري ما صرح به مدير دائرة التفاوض في منظمة التحرير الذي اكد عدم نية الوفد الأمني المصري العودة إلى غزة في ظل سيطرة حركة حماس عليه، مستهجناً أن «ينصب عريقات نفسه ناطقاً باسم الوفد الأمني المصري بهذه الطريقة». وأوضح أن الوفد الأمني المصري عبر عن استعداده للعودة قريبا إلى غزة، منوهاً الى ان حماس ترحب بعودة الوفد «ونؤكد دعمنا وتوفيرنا كل التسهيلات لضمان نجاح دور هذا الوفد»، ومؤكداً وجود اتصالات مستمرة بين الحركة وبين القيادة المصرية والوفد الأمني.