الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقر نشر مراقبين بكوريا الشمالية

واشنطن تعمل على التوصل لإنهاء الحرب الكورية رسميا

TT

وافقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس على إرسال مفتشين إلى كوريا الشمالية للمرة الأولى منذ نهاية 2002 لمراقبة تفكيك البرنامج النووي العسكري فيها، على ما أفاد دبلوماسيون في فيينا. وأقر مجلس أمناء الوكالة التابعة للأمم المتحدة طلب مديرها العام محمد البرادعي إرسال بعثة مفتشين ستكون الأولى منذ طرد نظام كوريا الشمالية الشيوعي الوكالة منهانهاية عام 2002.

وتعتبر عودة بعثة الامم المتحدة الى كوريا الشمالية جزءاً مهماً من الاتفاق التي تم التوصل إليه في هذا الشأن، وبالمقابل، ستحصل بيونغ يانغ على مساعدات اقتصادية. ومن المقرر أن تتسلم كوريا الشمالية حمولة من الوقود كدفعة أولى من جارتها الجنوبية نهاية هذا الأسبوع. وتعتقد الوكالة الذرية ان تمويل بعثتها إلى كوريا الشمالية سيكلف حوالي 5 ملايين دولار في سنتين. وقال دبلوماسيون في فيينا إن فريق التفتيش بإمكانه الحلول بكوريا الشمالية في غضون اسبوع واحد والبدء بالتأكد من إغلاق المفاعل. وجاء في تقرير هاينونان ان المسؤولين الكوريين سمحوا لفريقه بزيارة كل المنشآت النووية التي اتفق على إغلاقها، ووضع معدات المراقبة الضرورية. وان تمت المصادقة على إرسال البعثة الأممية إلى كوريا الشمالية، ستكون الأولى في نوعها منذ طرد مفتشو الوكالة من البلاد عام 2002. وقال دبلوماسيون إن فريقا مؤلفاً من نحو تسعة مراقبين سيضع كاميرات أمنية وأختاما على بنية أساسية حساسة في يونغبيون حيث تنتج كوريا الشمالية البلوتونيوم، مما أدى إلى اجرائها أول تجربة نووية في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

ومن المتوقع أن تستغرق مهمتهم المبدئية نحو أسبوعين وسيبقى مراقبان في الأقل بالموقع في الوقت الذي تتفاوض فيه كوريا الشمالية والدول الخمس على اتخاذ خطوات أخرى نحو نزع السلاح.

وفي نفس الوقت، يبحث استراتيجيون اميركيون سبل وضع اتفاق سلام ينهي رسميا الحرب الكورية التي استمرت من عام 1950 إلى عام 1953 ويأملون بدء المحادثات مع كوريا الشمالية فور انتهاء العام. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» امس في عددها على الانترنت نقلا عن مسؤولين أميركيين بارزين ان من المتوقع أن تغلق كوريا الشمالية مفاعل يونغبيون النووي خلال الايام المقبلة مقابل الحصول على 50 ألف طن من زيت الوقود، في إشارة إلى أن حكومة بيونغ يانغ تتحرك صوب الوفاء بتعهدها بالقضاء على برنامجها النووي.

وتابعت نقلا عن كريستوفر هيل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية، والذي يرأس الوفد الاميركي في المحادثات السداسية التي تهدف الى القضاء على البرنامج النووي الكوري الشمالي انه اذا مضت عملية تفكيك البرنامج النووي قدماً، فان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تأمل أن تبدأ مناقشة معاهدة سلام رسمية مع بيونغ يانغ بنهاية العام.

وأفاد تقرير الصحيفة أن بعض المسؤولين بالادارة الاميركية يأملون أن تتطور المحادثات السداسية التي شاركت بها كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والصين واليابان والولايات المتحدة وروسيا الى منتدى دائم لنزع فتيل التهديدات الأمنية في شمال شرقي آسيا.

وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الاميركيين أكدوا أن متابعة الأهداف الأمنية الاقليمية الاوسع يتوقف على تفكيك نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل لبرنامجه النووي.