تقرير أميركي: «القاعدة» أعتى من أي وقت مضى

وجدت ملاذا آمنا في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة في باكستان

TT

أفادت وثيقة سرية نشرتها قناة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية في وقت متأخر أمس، بأن تنظيم «القاعدة» يعمل على بناء قاعدته في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة في باكستان، وأنه يتمتع بنفس القوة التي كان عليها عام 2001 عندما كان في مرحلة التخطيط للهجمات التي شنها على الولايات المتحدة.

وقال جون كرينجن مدير دائرة المعلومات بوكالة الاستخبارات الأميركية (سي.آي.إيه) أمام لجنة خدمات القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي أمس «نعتقد بالفعل أن قيادة القاعدة استعادت نشاطها ودورها في التخطيط للعمليات. ويبدو أنها وجدت ملاذا آمنا في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة فى باكستان. نلاحظ مزيدا من التدريبات والأموال والاتصالات». ونقلت قناة «سي.إن.إن» عن مصادر لم تذكرها أن الوثيقة المكونة من خمس صفحات، تتضمن نتائج من المقرر أن يشتمل عليها تقرير «تقييم الاستخبارات الوطنية» الذي يصدر في وقت لاحق من الصيف الحالي. وقال مسؤولان استخباراتيان، إن نتائج التقرير مماثلة لتقديرات وكالات الاستخبارات القومية، والمتوقع أن تصدر في وقت متأخر من هذا الصيف. وقال أحد المسؤولين في الإدارة الاميركية، إنه رغم «أننا منعنا وقوع هجمات من القاعدة عبر نقل المعركة إليهم»، إلا أن «القاعدة» ما زالت في رأي البيت الأبيض «عدو قادر على التكيف والاندماج». ويشكل التقرير وسيلة دعم لتحذيرات أطلقها وزير الأمن القومي الداخلي مايكل شيرتوف وغيره، بأن «القاعدة» ما زالت تشكل تهديدا خطيرا، وأن الولايات المتحدة في وضع هش رغم التغييرات الأمنية العديدة التي اعتمدتها منذ هجمات سبتمبر (أيلول) 2001، وإن كان شيرتوف قد شدد أول من امس، بأنه ليس هناك أية «معلومات محددة وموثقة» بوجود تهديد إرهابي ماثل ضد البلاد.

وردا على تصريحات كرينجن والتقارير الخاصة بهذه الوثيقة، قال هاري ريد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي في بيان له، إنه لم تصبه الدهشة ازاء «قدرة القاعدة على إعادة تنظيم نفسها، وإعادة البناء فى ضوء اصرار الرئيس بوش على تمديد بقاء قواتنا في مستنقع الحرب الأهلية العراقية».

وقال ريد الذي يقود جهود الحزب الديمقراطي الامريكي في مجلس الشيوخ في سبيل وضع نهاية قريبة للحرب في العراق في بيان إنه «أمر يبعث على السخرية»، أن ينجح أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» في البقاء حرا طليقا بعد ست سنوات من وقوع الهجمات. وألقى باللائمة في ذلك على «الاستراتيجية المغلوطة» التي يتبعها البيت الأبيض لشن حرب خاسرة في العراق، وترك العدو الحقيقي في أفغانستان وباكستان حرا.

وأثار وزير الأمن الداخلي الأميركي مايكل تشيرتوف، مخاوف في وقت سابق من الاسبوع الحالي، بسبب تصريحات أدلى بها خلال مقابلة صحافية، قال فيها إن لديه «إحساسا داخليا» بأن «القاعدة» تتأهب لشن هجوم على الاراضي الاميركية خلال الصيف الحالي». وتراجع تشيرتوف عن تصريحاته أمس.

وأفاد البيت الابيض أمس بعدم وجود «معلومات استخباراتية قابلة للتصديق»، تشير إلى إمكانية تعرض الولايات المتحدة لهجوم خلال الصيف الحالي.

وفي تطور منفصل، دعا الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري في شريط فيديو جديد، الباكستانيين للثورة ضد الرئيس الباكستاني برويز مشرف، في أعقاب اقتحام قوات باكستانية للمسجد الأحمر في إسلام آباد.