الجيش اللبناني يبدأ عملية «القضم والتنظيف» ويعلن سقوط 6 جنود في الهجوم على نهر البارد

القيادات الفلسطينية تتبادل الاتهامات بدعم «فتح الإسلام»

TT

بدأ الجيش اللبناني امس عملية «القضم والتنظيف» في مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان في محاولة للضغط على تنظيم «فتح الاسلام» المتحصن في المخيم منذ نحو شهرين. وكان الجيش باشر منذ فجر امس تكثيف الضغط العسكري على المخيم بعد فشل المساعي الرامية الى ايجاد حل سياسي وخروج معظم المدنيين منه اول من امس مع عناصر حركة «فتح» التي كان يؤمل ان تكون نواة القوة الامنية المشتركة التي لم تبصر النور بسبب معارضة فصائل التحالف الفلسطيني المتحالفة مع سورية لهذه القوة ما لم تحصل على «اجابات محددة عن دورها» كما قال ممثل حركة «حماس» في لبنان اسامة حمدان لـ«الشرق الاوسط». وكشف عن بقاء عناصر من الفصائل الفلسطينية في المخيم لـ«حراسة مخازن الاسلحة» لمنع «فتح الاسلام» من الاستيلاء عليها.

هذا، وبدت صورة الوضع في المخيم امس اكثر سوداوية مع فشل مساعي الحلول وانطلاق المرحلة الثانية من العملية العسكرية التي يتوقع ان تطول.

وعلمت «الشرق الاوسط» من مصادر لبنانية وفلسطينية ان الجيش ابلغ المعنيين في المخيم انه لم يعد معنياً بـ«المربع الآمن» الذي كان التوافق قائماً على عدم قصفه باعتبار انه منطقة محايدة وبعدما تبين له ان الوعود التي قطعت له بعدم دخول عناصر «فتح الاسلام» اليها لم يتم احترامها.

وقال مصدر عسكري مسؤول لـ«الشرق الاوسط» ان ما يجري ليس عملية حسم، بل عملية تضييق خناق اكثر فأكثر لالزام عناصر العصابة على الاستسلام. واكد ان «العملية لن تتوقف قبل تسليم قتلة الجنود (الذين اغتيلوا قبيل اندلاع المعركة) او ان يدخل الجيش ويسوقهم الى العدالة». واضاف.

ميدانياً، اشتعلت محاور المخيم كافة امس مع بدء الجيش تشديد الضغط عليه. وذكرت مصادر عسكرية لـ«الشرق الاوسط» ان الجيش باشر بعملية القضم وانه يقوم بالسيطرة على بعض المباني و«تحييد» اخرى بالسيطرة عليها بالنار، مشيرة الى ان مسار العملية سيكون بطيئاً لان الجيش يضطر الى التعامل بحذر ولأنه يقوم بتنظيف الابنية والاحياء التي يفخخها عناصر «فتح الاسلام».

ومنذ الرابعة فجراً بدأت الاشتباكات تعنف بعدما كان الجيش عزز ليلاً مواقعه وأدخل تعزيزات اضافية الى منطقة المواجهة وكان القصف المدفعي بمعدل 15 قذيفة في الدقيقة مع اشتباكات عنيفة دارت على مختلف المحاور. وساهمت الزوارق الحربية للجيش في عملية قصف تحصينات المسلحين في مواقع محددة الى الجهة الجنوبية للواجهة البحرية للمخيم القديم.

وأفيد عن مقتل ستة عناصر من الجيش وجرح آخرين في المواجهات. وعمل الجيش على تضييق الخناق على مسلحي «فتح الاسلام» متقدماً نحو مواقعهم بهدف إجبارهم على الاستسلام، كما عمل على السيطرة على بعض الأبنية للتصدي لمحاولات المسلحين ممارسة أعمال القنص. وبعد الظهر سقطت قذيفتان في محيط بلدة قعبرين في سهل عكار بالقرب من الطريق الدولية التي تربط لبنان بسورية ولم يبلغ عن اصابات.

من جهة اخرى، صدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه بيان نفت فيه بدء عملية الحسم، مشيرة الى ان بعض وسائل الاعلام تناقلت معلومات نسبتها الى قيادة الجيش حول الاحداث الجارية في مخيم نهر البارد. واوضحت القيادة ان «العمليات العسكرية الجارية حاليا لا تزال في اطار تضييق الخناق على المسلحين لاجبارهم على الاستسلام والرضوخ للعدالة». ودعت وسائل الاعلام الى «استقصاء المعلومات حصراً من مديرية التوجيه توخيا للحقيقة وحرصاً على المصداقية».

وقد ادى تصاعد العملية العسكرية الى تفجير في الموقف الداخلي الفلسطيني، بين حركة «فتح» التي تؤيد الحسم العسكري من قبل الجيش وتطالب به وبين فصائل «التحالف». ورفض ممثل «حماس» في لبنان اسامة حمدان اتهامات «فتح» للحركة بتشجيع ودعم «فتح الاسلام».

وقال لـ«الشرق الاوسط»: «ان اكثر تنظيم كانت له علاقة بفتح الاسلام هو حركة فتح. وكان مسؤولو فتح لا يكادون يغيبون عن شاكر العبسي». وأضاف: «اذا كان البعض يستسهل القاء الاتهامات فعليه ان ينتبه ان هناك حقائق ووقائع يعرفها الناس».