قضية «لوغوفي» تعيد أجواء الحرب الباردة بين روسيا وبريطانيا

لندن تتجه لطرد دبلوماسيين وموسكو تحذر وتتوعد

TT

يبدو أن العلاقات الروسية البريطانية تقترب من نفق مظلم، بعد التصعيد المتبادل بين الدولتين على خلفية قضية رجل الأعمال الروسي أندريه لوغوفي الذي ترفض روسيا تسليمه للسلطات القضائية البريطانية.

وقال الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إن بريطانيا تعيد النظر في «مستوى تعاونها» مع روسيا، مشيراً الى ان وزارة الخارجية البريطانية ربما تتخذ خطوة رسمية في هذا الشأن خلال الايام القليلة المقبلة.

وأكد ناطق باسم الخارجية البريطانية لـ«الشرق الاوسط» ان «وزراء ومسؤولين بريطانيين يبحثون قضية العلاقات مع روسيا في اطار الرد على رفض الروس تسليم لوغوفي». وذكرت وسائل إعلام بريطانية أمس أن بريطانيا غاضبة بشدة بسبب رفض روسيا تسليم لوغوفي للسلطات القضائية البريطانية ما قد يدفع لندن إلى طرد دبلوماسيين روس لأول مرة منذ نحو عشر سنوات.

وقد شهدت العلاقات البريطانية الروسية في الاشهر الاخيرة تدهورا بسبب قضية وفاة اليكسندر ليتفيننكو، المعارض للكرملين الذي لجأ الى بريطانيا وأصبح مواطناً بريطانياً قبيل مقتله في لندن. واتهمت النيابة العامة البريطانية في 22 مايو(ايار) الماضي، لوغوفي العضو السابق في الاستخبارات الروسية بقتل ليتفيننكو الذي توفي بعد تسممه بالبولونيوم المادة الشديدة الاشعاع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006، وطالبت بتسليمه.

ودفع المتهم لوغوفي ببراءته متهما اجهزة الاستخبارات البريطانية بالتورط في تلك الجريمة وبأنها حاولت التعاقد معه لتوريط الرئيس فلاديمير بوتين، كما اتهم ليتفيننكو والثري الروسي المنفي بوريس بريزوفسكي بإجراء اتصالات مع اجهزة الاستخبارات البريطانية (إم. آي 6).

وقالت صحيفة «الغارديان» ان هناك خيارات اخرى ممكنة منها وقف التعاون التجاري او في مجال مكافحة الارهاب او التربية.

إلى ذلك امتنع الناطق باسم الخارجية عن التعليق على احتمال طرد الدبلوماسيين الروس أو تقليص التمثيل البريطاني الدبلوماسي في موسكو، قائلاً: «هناك دائماً احتمال تغييرات على تمثيلنا الدبلوماسي في الخارج، اذا كان توسيعاً لها أو تقليصها». واكد ان هذا الأمر «لم يؤثر مباشرة على علاقاتنا الاوسع الثنائية والمتعددة الاطراف مع روسيا»، مضيفاً: «سفارتنا على اتصال يومي بالمسؤولين في موسكو ولم تنقطع العلاقات». وحول رد فعل موسكو في حال إقدام لندن على طرد الدبلوماسيين الروس قال المصدر الروسي «بالطبع لن نترك الامر يمر دون رد».