مصر: البابا شنودة يلتزم الصمت تجاه وثيقة الفاتيكان

الكنيسة الكاثوليكية تؤيدها

TT

فيما اكتفى البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية (الأقباط الأرثوذكس)، بالصمت ردا على وثيقة الفاتيكان عن «أفضلية الكنيسة الكاثوليكية عن سائر كنائس العالم»، أصدر مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر أمس بيانا يؤيد وثيقة الفاتيكان بكل ما جاء فيها، قائلاً إن الانقسام بين المسيحيين يعوق الوحدة الكاملة للكنيسة.

وكان الفاتيكان اكد في وثيقة «مجمع عقيدة الايمان»، ان الالتزام المسكوني «لا يعني ان تتخلى الكنيسة الكاثوليكية عن الايمان بانها الكنيسة الحقيقية الوحيدة للمسيح».

وترى الوثيقة ان الكنائس الشرقية (الارثوذكسية) التي لا تعترف بالبابا كخليفة للقديس بطرس، لديها «نقص» وليست «كنائس خاصة».

وجاء في بيان مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر أمس أن «ما قاله بابا الفاتيكان بيندكت السادس عشر ليس بجديد ولكنه يستحق التأييد»، مشيراً إلى أن «تعاليم الكنيسة الكاثوليكية بعيدة كل البعد عن كل تكفير أو تقليل لقيمة أي كنيسة أخرى».

وركز بيان الكنيسة الكاثوليكية المصرية على «أن الفاتيكان يؤكد فقط ، في وثيقته، على الإيمان الكاثوليكي، ولا يكفِّرُ، ولا يلعنُ أحداً»، مشدداً على أن الفاتيكان لم يغير من التعاليم الثابتة في الكنيسة وإنما «توسع وتعمق فيها»، مؤكداً أن «الكنائس الشرقية هي كنائس شقيقة للكنيسة، موضحا أن الانقسام بين المسيحيين يعوق الوحدة الكاملة للكنيسة.

وأكد الأنبا بطرس فهيم، نائب بطريرك الكاثوليك بمصر، أن البيان هدفه توضيح وثيقتي الفاتيكان.

وأشاد الأنبا بطرس بما وصفه «صمت البابا شنودة الثالث» بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية (بابا الأقباط الأرثوذكس)، واعتبره «حكمة في هذا التوقيت».

وكان البابا شنودة صرح أول من أمس بأنه لا يود الخوض في الموضوع، وإنْ كانت مصادر مقربة منه تتوقع رد فعل قريب «من خلال تصريحات لا بيانا رسميا»، خاصة مع توافد أعضاء من المجمع المقدس على المقر البابوي لتهنئة شنودة بسلامة العودة إلى مصر بعد رحلة علاج في الولايات المتحدة. وكانت الكنيسة القبطية الارثوذكسية انتقدت اول من امس موقف الفاتيكان.

وقال الاب يعقوب سليمان المسؤول في المكتب الاعلامي للكنيسة القبطية «هذا الكلام يثير النفوس ويثير الاخرين».

واضاف الاب يعقوب «لا داعي لاثارة الاخرين.. اثارة الاخر شىء ليس مطلوبا».

وتابع الاب يعقوب «لا احد يستطيع استبعاد احد من ملكوت السماوات لان باب الخلاص والملكوت مفتوح للكل».

إلا ان الاب يعقوب اعتبر ان الفاتيكان «ربما يقصد الناس الذين خرجوا من الكنيسة او انكروا الايمان».

واضاف «سننتظر فربما يصدر الفاتيكان توضيحات او يعود عن تصريحاته هذه كما فعل بشأن كلام البابا عن المسلمين»، في اشارة الى ازمة تصريحاته في سبتمبر 2006.

ويشكل الأقباط 6% من 76 مليون مصري وفقا للتقديرات الرسمية و10% وفقا للكنيسة القبطية.