واشنطن تنفي ضلوعها في المحاولة الانقلابية المزعومة في السودان

قالت إنه أمر يلهي عن التحديات الحقيقية التي تواجهها الخرطوم

السماني الوسيلة وزير الدولة بالخارجية رئيس الوفد السوداني أثناء حضوره
TT

نفت الإدارة الأميركية بشدة ضلوعها بالمحاولة التخريبية المزعومة لقلب نظام الحكم في السودان والتي اتهمت بها الحكومة مبارك الفاضل رئيس حزب الأمة «الإصلاح والتجديد» وضباط متقاعدين بالتخطيط لها، وجردت حملة اعتقالات ضدهم شملت حتى أمس17 من المدنيين والعسكريين بمن فيهم الفاضل، وشككت الإدارة الاميركية في صحة حدوث المحاولة، وقالت «انه أمر يلهي عن التحديات الحقيقية التي تواجه السودان». وقال بيان صادر عن السفارة الاميركية في الخرطوم أمس في لهجة متشددة: «لقد نما إلى علمنا أن مساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع قد أدلى بتصريحات لوسائل الإعلام يتهم فيها الولايات المتحدة الأميركية بالضلوع في المؤامرة التخريبية المزعومة والتي يزعم أنه قام بها بعض السياسيين وضباط عسكريين متقاعدين، نحن لا نعلم إذا كانت هذه المؤامرة حقيقية أم لا ولكن هذا الأمر يلهي عن التحديات الحقيقية التي يواجهها السودان وأهمها معاناة الملايين الأبرياء في دارفور، والبطء في الإيفاء ببنود اتفاقية السلام الشامل، لكننا في نفس الوقت ننفي مطلقاً وجود أية علاقة لنا بهذه المؤامرة المزعومة».

وكان المسؤولون في الحكومة السودانية قد اتهموا في سياق سردهم لملابسات المحاولة المزعومة وكيفية اعتقال من تتهمهم بتدبيرها، قالت إن الإدارة الاميركية ايدت المحاولة بعد أن ستفسرهم الفاضل عن رأيهم في ما يخطط له. وفي اجتماع للمكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ، قال مساعد الرئيس السوداني نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني د.نافع علي نافع إن الاجهزة الامنية لها مطلق الحرية في التحفظ على اي شخص ترد بشأنه معلومات تشير لضلوعه في المخطط التخريبي. وقال نافع إن الاجهزة الامنية لم تضع يدها على الاسلحة التي دخلت العاصمة لتنفيذ المخطط، واستبعد نافع فرض حالة الطوارئ في الوقت الراهن، وقال «إن الامر متروك لتقديرات الاجهزة الامنية وفقا لما يتوافر لها من معلومات»، ونفى نافع توفر معلومات بتورط اي من القوى السياسية غير مجموعة الفاضل في المخطط لكنه لم يستبعد معرفة بعضها ومباركته للعملية سرا.

وكشف نافع عن اخطار الاجهزة الرسمية للنائب الاول للرئيس ورئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت بالعملية التخريبية قبل صدور البيان الرسمي، وقال ان كير اجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس البشير استنكر فيه العملية وشجب مثل هذا العمل، واضاف نافع عقب الاجتماع الذي استمر برئاسة البشير لاكثر من ثلاث ساعات ان المجموعة خططت لتنفيذ محاولتها الانقلابية التخريبية قبل اسبوعين وسمتها بـ«س» وألغتها لاسباب رجح ان تكون هي عدم اكتمال الاستعدادات التي تحفزها على الإقدام لتعود وتحدد الخميس قبل الماضي موعداً ثانياً، مشيرا الى ان تأجيله تم لاحساس المخططين بعلم الاجهزة الامنية بتحركاتهم. وذكر نافع ان المجموعة عزمت على تنفيذ مخططها رغم المخاطر، الامر الذي دفع بحسب نافع بالاجهزة الى التحفظ على العناصر الاساسية، وكشف نافع الذي اكد رفض جميع مكونات الحكومة للمخطط عن اجتماع لاحزاب حكومة الوحدة الوطنية غدا للتفاكر حول العمل الذي يصد محاولات الانزلاق السياسي، مؤكدا مقدرة الاجهزة الامنية على الوصول لمن اسماهم «ببقايا المتآمرين ان وجدوا».

وشن نافع هجوما على بعض السياسيين الذين يقدمون على مثل هذا العمل، وقال ان ذلك يعد دليلاً قاطعاً على يأسهم من الفوز في الانتخابات المقبلة، واستبعد نافع امكانية الوصول الى تسوية سياسية بشأن المعتقلين، مشددا على ان القضية ليست سياسية وراهن مصيرهم بما تقرره الاجهزة الامنية والعدلية، وقطع قائلاً: «انها ليست قضية مساومة سياسية» رافضا الربط بينها وما يجرى في دارفور، واستهجن نافع الحديث عن «فبركة» الحكومة لهذه العملية مهاجماً من اطلق عليها الصحافة المرجفة، وشدد على أن الاجهزة لم تقدم على اعتقال المتورطين إلا بعد توفر أدلة دامغة تثبت تورطهم «الى اذنيهم».

من ناحية اخرى، خلص مؤتمر دولي عقد على مدى يومين في طرابلس الليبية بمشاركة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي و 18 دولة من بينها دول الجوار والأعضاء الدائمون بمجلس الأمن الدولي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي الى اتفاق على تكثيف الاتصالات بين اطراف النزاع في اقليم دارفور والوسطاء لتحديد زمان ومكان عقد جولة للمفاوضات بين الحكومة السودانية والمسلحين في دارفورعلى ان يتم حسم ذلك قبل نهاية اغسطس (آب) المقبل.

وعبر السماني الوسيلة وزير الدولة بالخارجية رئيس وفد السودان في المؤتمر الدولي الثاني حول دارفور عن ارتياحه «بالنتائج الايجابية والروح الطيبة التي سادت المؤتمر»، ووصف روح المؤتمر بانها كانت «بناءة وجادة وصريحة» من اجل التوصل الى طريق يساهم في خلق السلام في السودان.

وقال: «رأيت من واجبي أن اشكر لكم هذا الجهد ولابد أن نكون بذات روح المسؤولية»، واضاف: باننا الآن في مرحلة تطور هام لن يعود بالنفع على السودان فقط وانما لدول الجوار والقارة. واكد الوسيلة تصميم السودان على المضي قدما في هذا الأمر، كما قدم الشكر للجماهيرية وقائدها وحث على التفاكر والتشاور عبر الجماهيرية ودول الجوار واختتم الوسيلة حديثه بقوله «دعونا نحمل رسالة نعود بها جميعا وهي دفع روح السلام»، ونوه الى عدم الترهيب والترغيب ونادى بالتعاون والتعاضد.

من جانبه، طالب سالم احمد سالم مبعوث الاتحاد الافريقى بسرعة ارسال القوات الهجين بعد الاتفاق بين السودان والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي، كما اعرب عن امله فى سرعة التوصل الى نتائج بشأن المفاوضات التي تجرى في ظل الاتفاق الجماعي من المجتمع الدولي والإرادة القوية لدعم عملية السلام في دارفور. وقال يان الياسون ممثل الأمين العام للامم المتحدة في تصريحات «علينا دور مهم في تخفيف المعاناة وتحقيق السلام، وثمن التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي»، وقال ان هذا هو الأسلوب المناسب لحل ازمة دارفور.