باكستان: اتفاق السلام مع المتشددين الموالين لطالبان لم يلغ

TT

نفت باكستان امس انسحابها من اتفاق السلام في مناطق القبائل الباكستانية المتاخمة لافغانستان وذلك بعد يوم واحد من إعلان المتشددين الموالين لطالبان في هذه المناطق عن إلغاء الاتفاق الذي مضى عليه الان 10 أشهر.

وقالت تنسيم إسلام المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية للصحافيين في إسلام آباد «فيما يتعلق بحكومة باكستان فإنها لم تلغ الاتفاق». يذكر أن الاتفاق تم توقيعه في سبتمبر (أيلول) عام 2006 مع زعماء القبائل ورجال طالبان المحليين في المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي بإقليم وزيرستان بهدف إنهاء العملية العسكرية التي كان مضى عليها عامان حيث أصبحوا ملتزمين بموجب هذا الاتفاق بمنع أنشطة المقاتلين الاجانب بمن فيهم عناصر القاعدة في المنطقة.

غير أن السلطات في كابل وواشنطن أعربت مرارا عن انتقادها للاتفاق قائلة إنها وفرت ملاذات آمنة لعناصر طالبان الذين يشنون هجمات عبر الحدود على قوات حلف شمال الاطلسي «ناتو» في أفغانستان. من جهته قال مجلس الشورى التابع لطالبان في بيان له «هدفنا الرئيسي من إبرام الاتفاق كان هو ضمان سلامة وحماية أرواح مواطنينا وممتلكاتهم، لكن القوات الحكومية واصلت هجماتها على طالبان وقتلت العديد من الاشخاص». لكن باكستان قامت امس بمساعي الفرصة الاخيرة بهدف إنقاذ اتفاق السلام حيث أجرى وفد حكومي مفاوضات مع المتشددين في شمال وزيرستان.

وصرح علي جان أوركزاي حاكم الاقليم الحدودي الشمالي الغربي والذي يتولى الاشراف على مناطق القبائل «نحن نريد الحفاظ على اتفاق السلام بأي ثمن. وإذا كان لديهم أي تحفظات بخصوص تنفيذه فإنه من الممكن تسويتها من خلال المفاوضات».

وقالت المتحدثة الباكستانية «لا تزال الحكومة تواصل الحوار مع زعماء القبائل ونعتقد في أهمية تطبيق استراتيجية شاملة في التعاطي مع المشاكل في مناطق القبائل بحيث تشمل نهجا سياسيا واقتصاديا وإذا اقتضى الامر عملا عسكريا.

لكن رغم هذه الجهود لانقاذ اتفاق السلام تصاعد التوتر في شمال وزيرستان حيث قتل متشددون مشتبه فيهم 24 جنديا وأصابوا 29 آخرين اول من أمس في هجوم انتحاري على قافلة للجيش قبل يوم واحد من إعلانهم عن إلغاء الاتفاق.

ويعتقد بعض المحللين أن العملية العسكرية على المسجد الاحمر في الاسبوع الماضي والمعهد الديني المجاور له ربما تكون قد أثارت حنق المتشددين المحليين حيث أن أكثر من 100 طالب ممن لقوا مصرعهم أثناء العملية هم من مناطق القبائل.

في الوقت نفسه تم وضع قوات الامن في حالة تأهب قصوى في شتى أنحاء البلاد امس في ظل مخاوف من وقوع هجمات كرد فعل على اقتحام المسجد الاحمر عقب استهداف ثلاثة انتحاريين لقافلة عسكرية ومركزا للتجنيد تابع للشرطة في الاقليم الحدوي الشمالي الغربي مما أسفر عن مقتل 45 شخصا من بينهم 29 من مسؤولي الامن.

وذكرت صحيفة «دون» أنه تم نصح الرعايا الاجانب بالحد من تنقلاتهم وتفادي الذهاب إلى الاماكن العامة بدون حراسة أمنية كافية.