الجيش اللبناني يحاصر القيادة الميدانية لـ«فتح الإسلام» في نهر البارد

المسلحون الأصوليون يواصلون استهداف القرى بالصواريخ

TT

واصلت وحدات الجيش اللبناني التي تقاتل مسلحي تنظيم «فتح الاسلام» الاصولي في مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان تقدمها في عملية القضم التدريجي لمواقع المسلحين على مختلف المحاور، ولاسيما الجهتين الجنوبية والجنوبية ـ الغربية للمخيم، حيث دارت امس معارك شرسة. وقصفت مدفعية الجيش اماكن تحصن المسلحين في الاقبية والسراديب. فيما واصل المسلحون ومساندوهم إطلاق صواريخ الكاتيوشا على القرى اللبنانية في محيط المخيم.

وإذ افادت تقارير ميدانية ان مدفعية الجيش دمرت عددا من منصات إطلاق هذه الصواريخ في الحي الجنوبي للمخيم، ذكرت معلومات ان ثلاثة قناصين قتلوا خلال الليل ما قبل الماضي بعدما كشف الجيش مواقعهم وتعامل معهم بالاسلحة المناسبة.

وذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» ان وحدات خاصة من الجيش والدفاع المدني بدأت منذ صباح امس محاولة جديدة لانتشال اربعة عسكريين كانوا لا يزالون محاصرين تحت ركام مبنى فجره المسلحون ليل السبت ـ الأحد عندما دخلته وحدة من المغاوير. ونعت قيادة الجيش امس عسكريين سقطا في المعارك اول من امس هما الرقيب ادوار خراط والعريف مصطفى خضر الشامي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث عسكري مقتل جندي ثالث في المعارك. وكتب مراسل «الشرق الاوسط» في شمال لبنان مرسال الترس انه وبعد خمسة ايام على بدء الخطة التي وضعها الجيش لقضم مواقع مسلحي «فتح الاسلام» وإرغامهم على الاستسلام او الانتحار، بدا واضحا ان هذه الخطة تنفذ بدقة وبأقل خسائر ممكنة في الارواح، قياسا بالمهمات التي تنفذها الوحدات العسكرية ونظرا الى التحصينات القوية التي يتمترس داخلها المسلحون والتي يبلغ عمق بعضها ثمانية امتار او اكثر والمجهزة لمواجهة قصف الطيران الاسرائيلي والمترابطة في ما بينها بشبكة محكمة من الانفاق.

وقد حقق الجيش خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية تقدما ملحوظا على مختلف المحاور الاساسية ومنها المحور الشرقي حيث حي سعسع الفوقاني الذي بات بحكم الساقط عسكريا، امتدادا الى حي الصفوري حيث يجري العمل على تطويقه، علما ان الجيش يحاصر عددا من المسلحين داخل احد الملاجئ في هذا الحي منذ يومين. وسيطر الجيش على الشارع العام داخل المخيم. وبات ممسكا بمحاور المقبرة القديمة القائمة في الجبهة الجنوبية بعد سيطرته على ابنية عدة على هذا المحور. كذلك حقق تقدما على الجبهة الشمالية انطلاقا من مدارس «الاونروا» باتجاه خزان وجامع الحاووز حيث يعتقد ان قيادة المسلحين باتت محاصرة في تلك المنطقة مع مجموعة كبيرة من الحرس. وقد رافق هذه العمليات قصف مدفعي مركز على مواقع محددة كانت تنطلق منها عمليات القنص او على مواقع كانت تطلق منها صواريخ الكاتيوشا او قذائف الهاون.

هذا، وواصل المسلحون اطلاق الصواريخ في اتجاه البلدات المجاورة للمخيم. وقد توزعت عشرة صواريخ على محيط بلدات بحنين والمنية (جنوب المخيم) وببنين والعبدة وقبة بشمرا وصولاً الى قعبرين في سهل عكار (شمال المخيم) من دون الافادة عن اصابات بالارواح. واقتصرت الاضرار على الماديات.

على صعيد التحقيقات مع عناصر «فتح الاسلام»، استجوب امس قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر خمسة موقوفين. وأصدر مذكرات وجاهية بتوقيفهم سنداً الى الادعاء الاساسي للنيابة العامة العسكرية ضدهم اي «تأليف عصابة والقيام بأعمال ارهابية وحيازة ونقل واستعمال اسلحة ومواد متفجرة».

في مجال آخر، استنكر النائب مصطفى هاشم (تيار المستقبل) في بيان له امس «القصف الحاقد الذي تمارسه عصابة (شاكر) العبسي على بلدات عكار ومواصلتها قصف القرى والبلدات الآمنة ومحاولتها ارعاب المدنيين»، واعتبرها تعبيراً عن «الحال المأسوية وانهيار الروح المعنوية للعصابة التي باتت في الطور الاخير لنهايتها والانتهاء من مظالمها ومفاسدها وممارساتها الساقطة في حق الشعبين اللبناني والفلسطيني».