عروض غربية وعرقلة روسية لمشروع حل ينهي الصراع في البلقان

الحلفاء والمحور يبحثون في مجلس الأمن عن حل لقضية كوسوفو

TT

بحث مجلس الأمن في ساعة متأخرة من مساء أمس المقترحات الأميركية الاوروبية لحلحلة أزمة كوسوفو بعد خروج الجيش والشرطة الصربيين منها وسط تعارض في وجهات النظر الغربية مع روسيا أو ما وصفه البعض في البلقان بـ«الحلفاء الغربيين والمحور الروسي»، وتتضمن الاقترحات «إعطاء فرصة جديدة للمباحثات المباشرة بين بلغراد وبريشتينا». وفي حال عدم توصل الطرفان إلى اتفاق مشترك خلال 120 يوما يتم اعتماد خطة المبعوث الدولي مارتي اهتساري آليا «وهو ما تعترض عليه موسكو، وتطالب بمحادثات دون تحديد سقف زمني، وهو ما يعتبره الطرف الغربي وكذلك الألبان «مراطون بلا نهاية»، حيث أجرى الطرفان الصربي والألباني مباحثات تحت اشراف دولي في فيينا طيلة السنة الماضية وبداية العام الجاري لم تسفر عن أي نتيجة. الخلاف الثاني بين الغرب وروسيا يتمحور حول طبيعة الحل، ففي الوقت الذي تؤيد فيه الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي وعدد كبير من دول العالم الأخرى بما في ذلك الدول الاقليمية خطة المبعوث الدولي مارتي اهتساري، يرفض محور روسيا وبلغراد أهم ما في الخطة وهو نصها على منح كوسوفو الاستقلال عن صربيا، بحكم أن كوسوفو كانت جزءا من دولة لم تعد قائمة الآن وهي يوغوسلافيا، ولم تكن تابعة لصربيا، وكانت كوسوفو تتمتع بحكم ذاتي مثل بقية الجمهوريات المستقلة عن يوغوسلافيا السابقة، وبعد انهيار الدول اليوغوسلافية لم يعد هناك داع لبقاء كوسوفو داخل حدود صربيا، وهذه وجهة النظر الاميركية التي عبر عنها مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الاوروبية إبان زيارته للمنطقة قبل اسبوع. وقال الناطق باسم الادارة الدولية التابعة للامم المتحدة في كوسوفو يو إن ميك، أليكسندر ايفانكو، أن «الخطة المعدلة التي ستتقدم بها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لمجلس الأمن اليوم يمكن أن تحظر بالقبول داخل المجلس «ولم يوضح الناطق باسم، يو إن ميك، طبيعة التغييرات لكنه أشار إلى أن «هناك عدم رضا من قبل السياسيين الألبان على فحوى التغييرات». وسائل الاعلام الصربية مثل شبكة بي 92 الاخبارية، ووكالة بيتا، للانباء توقعتا تجميد نقطة الاستقلال لتمرير قرار جديد حول كوسوفو داخل مجلس الأمن دون الصدام مع الفيتو الروسي. الناطق باسم يو إن ميك، أكد على أن هناك رغبة داخل المجموعة الدولية لحل قضية كوسوفو في أقرب وقت ممكن، وأن «إحداث تغييرات جوهرية على خطة اهتساري غير ممكنة لان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وحلف شمال الأطلسي يؤيدون الخطة» ووصف خطة اهتساري بـ«الحل أ» مشيرا لوجود الحل «ب» لكن الأغلبية تؤيد «الحل أ». وكانت الولايات المتحدة الاميركية قد دعت روسيا إلى عدم استخدام الفيتو داخل مجلس الأمن لتعطيل القرار. وامتنع الناطق باسم يو إن ميك عن الإجابة عن سؤال حول مستقبل الامم المتحدة في كوسوفو، وقال «لا اريد الاجابة على هذا السؤال، عملنا يحدده مجلس الأمن ونحن ننتظر قرارا بهذا الخصوص» واعترف بوجود صعوبات في شمال كوسوفو حيث «لا يوجد تعاون بين بريشتينا وهذا الجزء من كوسوفو».

وحول الموقف الصربي الرافض لاستقلال كوسوفو قال ايفانكو «مصلحة صربيا تكمن في حل قضية كوسوفو، وايجاد فرص عمل لعاطليها، والحصول على أموال لتنمية اقتصادها ورفع مستوى معيشة مواطنيها». وتابع «ميلان ايفانوفيتش وماركو ياكشيتش (من قادة الصرب) لا يتكلمون باسم جميع صرب كوسوفو هناك اشخاص آخرون يتكلمون باسم الصرب وتحديدا الشباب الذين ينتظرهم مستقبل اقتصادي باهر في كوسوفو، وينتظرون أن لا يكون هناك مهاجرين من كوسوفو في صربيا، ففي صربيا الكثير من المهاجرين فهل تريدون المزيد». صحيفة «كوها دي تور» الالبانية اليومية الصادرة في بريشتينا أكدت من جهتها على أن «استقلال كوسوفو أصبح حقيقة ولكن لا يمكن التكهن بموعد اعلان ذلك».

ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء أجيم تشيكو قوله «إذا لم يصادق مجلس الامن على خطة اهتساري فإن ذلك سيؤجل إلى نوفمبر القادم». إلى ذلك حذر البنك الدولي صربيا من مغبة التهاون في محاربة الفساد المالي والاداري الذي يؤثر على نمو اقتصادها، وجاء في تقرير للبنك أن صربيا حصلت على 41 في المائة من سلم تقييم مدى محاربتها للفساد، وعليها بذل المزيد.