عبوة ناسفة تستهدف مركزاً للـ«يونيفيل» في جنوب لبنان

بعد أقل من شهر على مقتل 6 جنود إسبان في هجوم إرهابي

TT

بعد أقل من شهر على مقتل ستة جنود اسبان في تفجير ارهابي استهدف دوريتهم في منطقة سهل الدردارة قرب بلدة الخيام، تعرضت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) لاعتداء آخر، حيث استهدفت نقطة مراقبة دائمة للكتيبة التانزانية عند جسر القاسمية شمال مدينة صور بعبوة ناسفة لم يسفر انفجارها عن وقوع اصابات في الارواح. فقرابة الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر امس دوى انفجار تبين انه ناتج عن عبوة قدرت زنتها بـ 200 غرام من مادة الـ«تي. ان. تي».

وقد وضعت العبوة على مسافة 20 متراً من مركز للشرطة العسكرية التابعة لليونيفيل التي تتولى مراقبة حركة سير الشاحنات. وأدى انفجارها الى تطاير حجارة اسفرت عن كسر زجاج سيارة عسكرية للقوات الدولية. وضرب الجيش اللبناني طوقاً امنياً في المنطقة. وحضر فريق متخصص من الـ«يونيفيل» وآخر من سلاح الهندسة في الجيش اللبناني وكشفا على مكان الانفجار وباشرا التحقيق بالحادث. وقطع الجيش الطريق المؤدية الى الجسر وقام بعملية تمشيط للمنطقة.

وافادت الناطقة باسم الـ«يونيفيل» ياسمينة بوزيان ان الانفجار استهدف سيارة تابعة للوحدة التانزانية. وذكرت ان المعلومات تشير الى عدم وقوع اصابات في الارواح.

ورأت اوساط متابعة ان الانفجار الجديد يندرج في اطار «الاستهداف الارهابي» للقوات الدولية وان له مدلولات سياسية وامنية ويشكل رسالة الى هذه القوات مفادها ان من يقوم بهذه الاعمال سيواصل مسلسل استهدافه للـ«يونيفيل» التي كانت تعرضت لتهديدات من منظمات اصولية تدور في فلك تنظيم القاعدة وخصوصاً مع مباركة الرجل الثاني في هذا التنظيم ايمن الظواهري للهجوم الذي استهدف الدورية الاسبانية الشهر الماضي.

وفي اطار ردود الفعل على الحادث، اعتبر النائب علي عسيران ان «الاعتداء على اليونيفيل قرب جسر القاسمية هو رسالة امنية ثانية تستهدف القوات الدولية في الجنوب وتحمل في طياتها اسلوباً اجرامياً». وقال ان ما جرى امس وقبله ضد القوات الدولية «عمل جبان ومدان ومستنكر من كل الوطن وشعبه».

ورأى، في تصريح ادلى به امس، ان «الاعتداءات على اليونيفيل تستهدف القرار 1701 التي جاءت بموجبه الى الجنوب في اعقاب العدوان الاسرائيلي في تموز 2006». وقال: «ان ما يجري على ارض الوطن من شماله الى جنوبه يستهدف الاستقرار والسلم الاهلي. وهو يندرج في اطار مسلسل ارهابي دموي يطال الوطن ودرعه الجيش الذي يواجه عصابات مأجورة ويقدم خيرة ضباطه وجنوده فداء عن كل اللبنانيين وحفاظاً على الامن والاستقرار».

بدوره، استنكر النائب علي خريس التعرض للقوات الدولية، مؤكداً التمسك ببقائها في جنوب لبنان. وقال تعليقاً على انفجار جسر القاسمية: «انه عمل ارهابي يستهدف بالدرجة الاولى اهالي الجنوب وامنهم واستقرارهم".

كذلك، أدان النائب عبد المجيد صالح الحادث، معتبراً «ان العمل الجبان يستهدف الامن». ودعا «من يريد مقاتلة الكفر الى مقاتلته هناك في فلسطين المحتلة وليس هنا في الجنوب لان القوات الدولية صديقة وستبقى داخل كل منزل من منازلنا».