بعد الإعلان عن استعادة 16 مواطنا.. أعداد السعوديين في غوانتانامو تتقلص للنصف

العائدون يشاهدون للمرة الأولى «الجيل الثالث» من عائلاتهم

والد عبد الرحمن الجعيد بدا متأثرا بنبأ عودة ابنه من هناك وقد أمسك
TT

أكثر من 250 رجلا وامرأة وطفلا، توافدوا أمس على فندق قصر الرياض، مع إعلان وزارة الداخلية السعودية استعادتها 16 من مواطنيها المعتقلين في غوانتانامو، حيث تم نقلهم عبر 9 حافلات للقاء أبنائهم العائدين من المعتقل الأميركي.

وفي ساعة مبكرة من صباح أمس، أعلن الأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية السعودي، عن استعادة بلاده لـ16 مواطنا سعوديا من غوانتانامو، كثامن دفعة تتسلمها الرياض منذ احتجاز مواطنيها هناك، وثاني دفعة تفرج عنها واشنطن العام الحالي.

ولأول مرة، يتقلص عدد السعوديين الذين لا تزال تحتجزهم الولايات المتحدة الأميركية لأكثر من النصف، حيث لم يتبق في المعتقل سوى 53 سعوديا لا تزال السلطات هناك تصر على احتجازهم.

وأكد وزير الداخلية السعودي، مضي بلاده بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في جهودها الرامية «لاستعادة كافة السعوديين الموقوفين في خليج غوانتانامو»، يساندها في ذلك «الالتزام المميز بالأنظمة والتعليمات الذي أكده السعوديون الذين سبق استعادتهم، الذي يمثل الأساس في كافة الاتصالات التي تتم بشأن عودة من تبقى من السعوديين».

وذكر المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية، أن العائدين هم: فهد ناصر القحطاني، سعود دخيل الله الجهني، محمد ناجي الجهني، يحيى صامل السلمي، بجاد ضيف الله العتيبي، مازن صالح العوفي، عبد الرحمن عويض الجعيد، بندر أحمد الجابري، سعد إبراهيم الزهراني، محمد عبد الرحمن القرشي، حمود دخيل الجدعاني، خالد محمد الزهراني، جمعة محمد الدوسري، بندر عايض العتيبي، عبد الله حسين الزهراني، وغانم عبد الرحمن الحربي.

وستخضع الرياض، مواطنيها العائدين من المعتقل الأميركي، إلى الأنظمة المعمول بها في السعودية، وفقا للأمير نايف بن عبد العزيز، الذي أعرب بدوره عن ارتياحه وتقديره لمستوى التعاون الذي تبديه السلطات المختصة بالولايات المتحدة الأميركية، متمنيا بـ«أن يؤدي ذلك إلى استعادة من تبقى من السعوديين في القريب العاجل».

وقفز عدد المعتقلين المفرج عنهم من غوانتانامو، الذين استعادتهم الرياض حتى هذه الدفعة، إلى 77 شخصا (76 سعوديا، وتركمانستاني واحد)، تم الإفراج عنهم خلال العامين الماضيين، فيما يكون عدد إجمالي السعوديين الخارجين من المعتقل 79 شخصا، وذلك بعد أن لقي 3 منهم حتفهم في معتقل غوانتانامو، قالت إدارة المعتقل إنهم «قضوا منتحرين»، وهي الرواية التي قوبلت بموجة من التشكيك، ساقها في حينه، مجموعة من المحامين والقانونيين السعوديين.

وعملت وزارة الداخلية السعودية على إبلاغ ذوي العائدين الذين تسلمتهم من واشنطن أمس، بنبأ وصول أبنائهم، فيما شرعت منذ ظهر أمس، بترتيب زيارات لعائلات العائدين الذين توافدوا بشكل كبير على فندق قصر الرياض.

وسجل عدد من عائلات العائدين من غوانتانامو، حضورا كثيفا لأفرادها، حتى بلغ الحضور في واحدة منها، لقرابة الـ 47 شخصا، جاءوا من محافظة الطائف (غرب البلاد)، بواسطة 7 سيارات.

وقال عبد الله الجعيد، شقيق العائد عبد الرحمن عويض الجعيد، إن فرحتهم بعودة شقيقه الغائب عنهم منذ قرابة الـ 7 سنوات، دفعتهم لعدم انتظار حجوزات الطيران، وتفضيلهم القدوم للرياض عن طريق البر، على الرغم من طول المسافة بين محافظة الطائف والرياض العاصمة.

ولم يتمكن الجعيد، من التعبير عما يجيش بخاطره، من فرط فرحته لعودة شقيقه عبد الرحمن، حيث اكتفى بالقول بأن العائلة «دخلت في موجة من الفرح العارم، بعد الاتصال الذي تلقته من الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، الذي أخبرهم فيه بنبأ وصول عبد الرحمن إلى أرض الوطن».

وفي جانب من الفندق، جلس عويض الجعيد، والد عبد الرحمن، الذي بدت عليه علامات التأثر لعودة ابنه بعد فترة غياب طال أمدها. وتحلق على الجعيد الجد، مجموعة كبيرة من أحفاده الذين رافقوه إلى الرياض لرؤية ابن العائلة عبد الرحمن، حيث إن السواد الأعظم منهم، لم يسبق لهم أن شاهدوه قط.

وقال الطفل بكر سالم الجعيد، إنه لم يسبق له أن شاهد خاله عبد الرحمن سوى بالصور، حيث كانت أمه (شقيقة عبد الرحمن)، تعمد على أن تريه صور خاله، كي تسهل عليه مسألة لقياه للمرة الأولى.

ويشكل غالبية الأطفال الذين قدموا أمس برفقة عائلاتهم لزيارة العائدين من غوانتانامو، الجيل الثالث لتلك العائلات، حيث لم يسبق لأحدهم أن شاهد أيا من العائدين الذين قاموا بزيارتهم يوم امس.