ضحايا دعاوى الجهاد في العراق (الحلقة الثالثة) ـ تعددت قنوات الفتوى.. والمصير واحد

الشايع: البيانات المضللة دعمت توجهي * الصقعبي: اعتمدت على فتوى انترنتية * القعيري: تأثرت بمنشد إسلامي

صدام الصقعبي المتهم على خلفية نية الذهاب إلى العراق، يحكي قصة التغرير به، ويظهر خلفه الغامدي والقعيري (تصوير: خالد الخميس)
TT

أحمد الشايع وصدام الصقعبي وصالح القعيري، شبان سعوديون، لم يلامس عمر أصغرهم الـ20 عاما، وقعوا ضحية دعاوى الجهاد، اشتركوا في هدف دعم القضية العراقية، واختلفوا في طرق التنفيذ. من هؤلاء الشباب من غادر هناك فعلا، واستغل من تنظيم «القاعدة» هناك في تنفيذ عمل انتحاري نجا منه بإرادة إلهية، والاثنان الآخران، شاركا في الترويج الإعلامي لعمليات القتال في المنطقة المضطربة، فيما كان أحدهم تستهويه فكرة الجهاد المزعوم.

وتنوعت مصادر الفتيا التي استند إليها هؤلاء الفتية في مهماتهم، حيث ان غالبيتهم اعتمدوا على مخرجات الانترنت من فتاوى لأناس غير معروفين، كـ«أبي بصير النجدي»، في حين ساهمت بعض المقاطع المرئية والصوتية في تعزيز توجه بعضهم نحو الفكر المنحرف.

لم تكن القضية العراقية تستهوي صالح القعيري، الذي قضى محكوميته على خلفية توزيعه لأفلام تسجيلية عن الجهاد في العراق، إلا أن إعجابه بصوت أحد المنشدين هو الذي دفع به للقيام بهذا العمل.

وقال القعيري لـ«الشرق الأوسط»، إنه قام بتوزيع أفلام إعلامية عن الجهاد في العراق، عن طريق أحد المنشدين، حيث قام بإيهامه بأن ما سيقوم به، هو أقل واجب يقدمه للمسلمين في ذاك البلد المضطرب.

وذكر صالح أنه وزع ما يزيد على الـ15 قرصا مدمجا على السيارات التي كانت متوقفة عند منازل مدينته حائل.

ويحكي عن فحوى هذه الأفلام، أنها كانت تحمل مقاطع عن المواجهات المسلحة، التي تدور بين تنظيم «القاعدة» والجيش الأميركي في العراق. وقال إن الهدف من وراء الترويج لمثل هذه الأفلام، هو حض الشباب السعودي على المغادرة إلى هناك، والانضمام لصفوف المقاتلين.

وعلى الرغم من إقدام القعيري على هذا العمل، إلا أنه كان مستشعرا خطأ ما أقدم عليه، حتى أن فكرة الجهاد في العراق لم تكن تستهويه البتة.

وقبل أن تلقي السلطات الأمنية في السعودية القبض عليه، كان القعيري، قد استشعر خطأ ما أقدم عليه، حتى ان لجنة المناصحة رأت أنه من الفئات المغرر بها.

وبات القعيري، مقتنعا الآن، بضرورة العودة إلى الراسخين في العلم، قبل التحرك في أي طريق قد يقود إلى سوء العاقبة، جراء اللقاءات الحوارية والدورات العلمية التي يقوم بها الفريق الشرعي والنفسي والاجتماعي بلجان المناصحة.

وبالنسبة لصدام الصقعبي، فقد كان الأمر متطورا نوعا ما، حيث كان ينوي الذهاب إلى العراق للقتال في صفوف المسلحين هناك، إلا أنه تم اعتقاله.

وذكر الصقعبي لـ«الشرق الأوسط»، أنه اعتمد في نية ذهابه إلى العراق على فتوى «انترنتية» تعود لمن أسمى نفسه بأبي بصير النجدي، حيث كان من كبار المحرضين على الذهاب إلى العراق.

وإلى جانب نيته للذهاب إلى العراق، فالصقعبي متهم أيضا بالمشاركة في مواقع الانترنت المشبوهة. ومن بين أشهر المواقع التي كان يشارك بها صدام، منتدى المأسدة، والفاروق، والصافنات، حيث كان يعمل على تحميل المواد الإعلامية المحرضة على شبكة الانترنت.

وكان الصقعبي، كغيره من المغرر بهم، يعتقد بأن هناك راية للجهاد في العراق، إلا أن لجان المناصحة التي عرض عليها، أقنعته أخيرا بخطأ ما كان يعتقده، حتى انه الآن أصبح على قناعة كاملة بضرورة أخذ الفتوى من العلماء المعتبرين، والبعد عن أي فتوى لا يعلم مصدرها. وبالنسبة لحالة أحمد الشايع، الذي فجرته مجموعة من تنظيم «القاعدة» في العراق، حينما كان يقود صهريجا في حي المنصور ببغداد، فهي ليست بأحسن حظ من حالات سابقيه، حيث غرر به للسفر إلى العراق للانضمام في صفوف المقاتلين هناك.

يقول الشايع لـ«الشرق الأوسط»، «لم أكن بداية مقتنعا بفكرة الذهاب إلى هناك، على الرغم من إصرار أحد الأشخاص على للإقدام على هذه الخطوة، حتى اطلعت على بعض البيانات المضللة، لتكون بالنسبة لي تأشيرة السفر للعراق».

وذكر الشايع، بأن تلك البيانات دعمت توجهه للذهاب إلى هناك، بعد أن غرر به أحد الأشخاص عن طريق بعض الأشرطة والأقراص المدمجة، وخصوصا تلك التي تحكي سيرة خطاب الجهادية.

إضافة إلى كافة العوامل التي عززت من توجه الشايع إلى العراق، ما أفتى به زميله له، نقلا عن فتوى تفيد بأن الجهاد فرض عين على كل مسلم، حتى تحرر جميع الأراضي التي وصلتها الفتوحات الإسلامية.