باكستان: مقتل 36 في هجومين استهدفا أجانب ومعهدا للشرطة

حكمتيار يعلن هدنة والتوقف عن قتل «الأشقاء» في حكومة كرزاي

مظاهرة نسائية باكستانية في مدينة لاهور أمس تندد بالتفجير الانتحاري الذي تعرض له
TT

قتل 36 شخصاً على الاقل في عمليتين انتحاريتين استهدفت احداهما قافلة عمال صينيين امس في باكستان، ما غذى مخاوف متزايدة من انتشار الفوضى في هذا البلد. وفتحت السلطات تحقيقا لمعرفة ما اذا كان الانفجاران وقعا في اطار سلسلة الهجمات التي تلت اقتحام القوات الباكستانية الاسبوع الماضي المسجد الاحمر في اسلام اباد حيث كان يتحصن متشددون.

وفجر انتحاري نفسه امس لدى مرور قافلة عمال صينيين بمواكبة قوات امن باكستانية في مدينة هب جنوب غربي البلاد، ما ادى الى مقتل 29 بينهم 7 من الشرطة. وقبل ساعات من هذه العملية اقتحم مهاجم بسيارة مفخخة بوابة معهد لتجنيد الشرطة في مدينة هانغو في الولاية الحدودية الشمالية الغربية، في حين كان طلاب في الشرطة يتدربون في ساحة المعهد ما ادى الى مقتل 5 أشخاص على الأقل، بحسب الشرطة.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية جواد شيما ان «موجة الهجمات الانتحارية تهدف الى اثارة الفوضى والبلبلة في البلاد». واعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف اول من امس ان بلاده تخوض مواجهة مفتوحة مع المتطرفين الاسلاميين الذين شنوا في الايام الخمسة الأخيرة مجموعة عمليات انتحارية واعتداءات في البلاد.

وقال قائد الشرطة في ولاية بلوشستان الغنية بالغاز، طارق خوسا، إن الاعتداء في هب كان موجها ضد قافلة من سبعة عمال مناجم صينيين يواكبهم عناصر من الشرطة ومن القوات شبه العسكرية. وكانت القافلة متوجهة الى كراتشي كبرى مدن باكستان على مسافة حوالي 35 كلم. وقال خوسا ان «الانتحاري الذي كان يقود سيارة مازدا فجر نفسه قرب القافلة». وسئل ما اذا كانت الشرطة تحقق في احتمال ارتباط العملية باقتحام المسجد الاحمر فاجاب «نعم، اننا نحقق في الهجوم من هذه الزاوية ايضا». وتشهد بلوشستان منذ نحو ثلاث سنوات حركة انفصالية يقودها متمردون قبليون يطالبون بحكم ذاتي اكبر وبحصة اكبر من الموارد الطبيعية في ولايتهم، غير انه لم يسبق ان نفذ المتمردون عمليات انتحارية.

إلى ذلك، اعلن قلب الدين حكمتيار، زعيم الحرب الافغاني ورئيس «الحزب الإسلامي»، وقفا لاطلاق النار في معركته ضد قوات حكومة الرئيس حميد كرزاي. وجاء في البيان الذي بثته محطتا تلفزيون خاصتان ووزع في كابل «إن أعضاء الحزب الاسلامي توقفوا وامتنعوا عن قتل الاشقاء وتدمير البلاد واستأنفوا النشاط السياسي لانهم يؤمنون ان الاميركيين مثلهم مثل البريطانيين والروس سينسحبون» من افغانستان. واضاف:«علينا ان نتحد لاقامة نظام اسلامي ونبدأ جهودنا السياسية حتى نتمكن من توفير حياة هادئة وسلام دائم لمواطنينا المسلمين». وقال محلل سياسي غربي ان هذا الاعلان ليس مفاجئا اذا وضع في الاعتبار الاستنزاف المتواصل لقوة فصيل حكمتيار وتعرضه لخسائر عسكرية واستسلام عشرة من قيادييه عام 2004 وعدد آخر من القياديين و30 مقاتلا الاسبوع الماضي. يشار الى ان حكمتيار حليف لطالبان، وهو مطلوب من قبل الحكومة الافغانية والسلطات الاميركية.