واشنطن تسخر من اتهامات إيران لأستاذين جامعيين وتصفها بـ«السخيفة»

بعد بث «اعترافاتهما» في إطار برنامج وثائقي

TT

رد الناطق الصحافي باسم البيت الابيض على اتهامات إيرانية لأستاذين جامعيين اميركيين من اصول ايرانية بالتآمر لإطاحة النظام الاسلامي واصفا هذه الاتهامات بأنها «مثيرة للسخرية». وقال توني سنو إن الاستاذين هالة اصفندياري وكيان تاجبخش ذهبا الى ايران طواعية وقررا بذل جهد من أجل حث الاميركيين للتعامل برفق مع الحكومة الايرانية. ويفهم من تصريحات سنو ان السلطات الاميركية تملك معلومات حول الغرض من سفر الاستاذين الجامعيين، لكنها غير راضية تماماً عن الاسلوب الذي تعاملت به ايران معهما، خاصة عرض «اعترافاتهما» على شاشة التلفزيون. وكانت السلطات الايرانية عرضت ما اسمته باعترافات من طرف اصفندياري وتاجبخش وقالت انها كانا يعتزمان العمل على إسقاط النظام الاسلامي وتأليب الناس ضده. ووصف سنو هذه الاتهامات بانها تثير السخرية مشيراً الى ان الاستاذين ذهبا الى هناك بصفتهما الشخصية وهما «ليس جزءاً من أي نزاع بين الحكومة الايرانية والحكومة الاميركية». وأضاف «شيء سخيف ان يقال ان شخصاً ما يضمر فكرة قد تؤدي الى تهديد نظام ما».

وقد بث التلفزيون الايراني الرسمي مساء اول من امس مقتطفات من «اعترافات» هالة اصفندياري وكيان تاجبخش المعتقلين في سجن ايوين في طهران بعد توقيفهما بتهمة الاساءة الى الامن القومي ومحاولة القيام بثورة مخملية ضد النظام الاسلامي.

وقالت اصفندياري في البرنامج الذي يحمل عنوان «باسم الديموقراطية» ان «هدف (الولايات المتحدة) هو احداث تغييرات من الداخل في هيئات القرار في ايران بهدف تغيير رأي صناع القرار انفسهم». وهذا اول برنامج علني يظهر فيه الجامعيان منذ توقيفهما في مايو.

وفضلا عن اصفندياري وتاجبخش يعتقل رجل الاعمال الايراني الاميركي علي شاكري في ايران بالتهم نفسها. كما تحتجز رغما عن ارادتها الصحافية برناز عظيمة التي تعمل لاذاعة فردا التي تبث بالفارسية وتمولها الولايات المتحدة. ولم يشر البرنامج الوثائقي الذي استكمل بثه أمس الى اميركيين ايرانيين اخرين اعتقلتهما طهران هذا العام بتهم ذات صلة أمنية وأفرجت عن أحدهما بكفالة.

وفقد أميركي آخر هو روبرت ليفنسون وهو ضابط سابق في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) اثناء رحلة لايران في مارس ولم يسمع عنه شيء منذ ذلك الحين. ومنذ منتصف مارس الماضي حدثت اتصالات دبلوماسية بين واشنطن وطهران من خلال السفارة السويسرية في ايران. وتقول ايران انها لا تدري شيئا عن مكان ليفنسون لكن المسؤولين الاميركيين لا يصدقون ذلك. وقال ماكورماك «ندعو السلطات الايرانية لتقديم معلومات للولايات المتحدة عن مكان روبرت ليفنسون». في الجزء الاول من البرنامج، لم يعترف اي منهما صراحة بالتآمر للاطاحة بالمؤسسة الدينية في ايران. وقالت اصفندياري «مهمتي كانت اختيار المحاضرين من خلال الاتصال بإيرانيين في اميركا او الاتصال بالمثقفين الايرانيين حين أزور ايران». وأضافت اصفندياري التي كانت ترتدي حجابا أسود «تشكلت شبكة من هؤلاء الذين اتصلت بهم لالقاء كلمات. الغرض الاساسي كان التعرف على شخصيات مهمة وربطهم بالشبكة».

وقال تاجبخش «وظيفتي هي تقديم المشورة الاجتماعية والسياسية والثقافية للمركز بشأن ايران» مشيرا الى عمله في اطار معهد المجتمع المفتوح (اوبان سوسايتي).

وأضاف وهو يشير الى حزمة من المذكرات «كون الكونجرس الاميركي يمول مركز سوروس يكشف ان الحكومة الاميركية والمركز لهما نفس وجهات النظر بشأن ايران». وتخللت تعليقاتهما صور الانتفاضة الشعبية في كل من جورجيا واوكرانيا للاشارة الى ان الولايات المتحدة تضمر نفس الخطط لايران. وعلى الرغم من احتجاز اصفندياري وتاجبخش في سجن ايفين الشهير في طهران الا ان اللقاء التلفزيوني أجري معهما في شقة مفروشة وبدا الاثنان هادئين وفي حالة صحية جيدة.