ضحايا دعاوى الجهاد في العراق (الحلقة الثالثة) ـ الشايع: جماعات التهريب تحرص على أموال المغرر بهم

أحمد الشايع يسرد كيف استغله المجرمون في تنفيذ تفجير صهريج ادى الى بتر اصابع يده
TT

بعد أن أمن أحمد الشايع وزميله مبلغ 12 ألف ريال، بواقع 6 آلاف ريال لكل منهما، بدأت رحلتهما إلى العراق، فمن مدينة بريدة بمنطقة القصيم، انتقل الشابان إلى الرياض بسيارة أجرة، قبل أن يستقلا طائرة متوجهة إلى مطار دمشق الدولي، وفي الطائرة حرص الشابان على التفرق لأسباب أمنية، حتى بعد أن وطئت أقدامهما أرض العاصمة السورية.

اتصل الشايع بأحد الأشخاص في سورية، الذي طلب منه بدوره التوجه إلى ساحة المرجه، حيث سكن هناك.

التقى الشايع بهذا الشخص في ساحة المرجه، وأخذ منه مبلغا من المال، وطلب منه أن يتوجه إلى حلب في السادسة من صباح الغد. وطلب منه أيضا بعد أن يصل إلى هناك أن يتصل من كابينة هاتفية تحت فندق اسمه الأمير، ليأمر أحد الأشخاص لأخذه من هناك.

يقول الشايع، جاءني شخص اسمه مازن. والتقينا هناك مع زميلي السعودي برفقة أحد الأشخاص، وتوزعنا. وطلب مني مازن أن أمشي ونظري على موقع قدمي.

ذهب الشايع برفقة مازن، إلى إحدى ضواحي حلب، ودخل شقة يوجد فيها عرب وسعوديون، ونقلوا إلى مكان استقروا فيه إلى ما بعد عيد رمضان المبارك عام 1425.

في هذه الأثناء، أعطى مازن هويتين مزورتين لأحمد الشايع وأحد المغاربة، إحداهما سورية والأخرى عراقية، وطلب منهما أن ينزلا إلى كراج الرقة وتحديدا عند شارع تل أبيض، حيث تسلمهما أحد الأشخاص، الذي بدوره أمر عليهما شخصا آخر، كي يقوم بمواجهتهما بأمير التنظيم في دير الزور. أصبحت المجموعة التي تضم أحمد الشايع، تتألف من 12 شخصا، بعد أن أضيفت إليهم مجموعات من مدن سورية مختلفة. يقول الشايع، ركبنا حافلة صغيرة مع أحد المهربين، إلا أن عملية التهريب تعثرت في اليوم الأول، ليقوموا في اليوم الثاني باستقلال شاحنة وصفها بأنها كانت تسحب مقطورة، حيث باتت المقطورة تمتلئ شيئا فشيئا بالمقاتلين حتى بلغت أعدادهم قرابة الـ30 شخصا، قبل أن تصل الشاحنة إلى منطقة بو كمال الحدودية، ليلجأ المقاتلون إلى استغلال القوارب في عملية الهروب عبر أحد الأنهار تلافيا للنقاط الأمنية.

بدأت مسيرة أحمد الشايع ومرافقيه مع المهرب قرابة الـ12 ليلا، بعد أن أخذ المهرب رشاش كلاشنيكوف ومنظارا ليليا، حيث قطعوا المسافة ما بين الركض والهرولة، حتى وصلوا إلى قرية القائم مع ظهور نور اليوم التالي، قبل أن تعمد أحد المراكز الحدودية السورية على إطلاق النار في الهواء.

وصل أحمد الشايع والمجموعة التي كانت ترافقه إلى العراق، بعد قرابة الـ3 أسابيع من مغادرته مدينة بريدة التي غادرها بحجة الذهاب في رحلة برية، تم استقبال تلك المجموعات في منزل من يقال له إنه أمير العرب (أبو أصيل)، والذي كان أول إجراء يتخذه سحب الأموال الطائلة التي كانت برفقة المغرر بهم، مكتفيا بإعطاء كل واحد منهم مبلغا زهيدا لا يتجاوز الـ100 دولار أميركي. وكان أول سؤال يسأله لهم «من يريد أن يصبح استشهاديا؟»، ولم يبادر أحد منهم بالإجابة.

ويحكي الشايع قصة تنقله من مدينة القائم، إلى محافظة الأنبار، وصولا إلى الرمادي، فبغداد، والتي فيها تم استغلاله من قبل مجموعة من تنظيم «القاعدة» لتفجره قرب السفارة الأردنية، بعد أن استقل أحد الصهاريج.

الشايع المغرر به، والذي لم يكمل دراسته بعد المرحلة المتوسطة، بات مقتنعا بأن غالبية السعوديين الذين توجهوا إلى العراق، تم استخدامهم كأدوات تفجير من حيث لا يعلمون. وقال «بالتأكيد هم ضحايا مثلي، إلا أن الله نجاني من الحادثة، لكي أكون آية وعبرة، وأكشف هذا السر».

وبدا الشايع حزينا على ضحايا التفجير الذي تم استغلاله فيه، والذين كان 8 منهم من عائلة واحدة. وقال «بإذن الله، إن ذنب قتلهم ليس بذنبي».