ضحايا دعاوى الجهاد في العراق (الحلقة الثالثة) ـ الغامدي : تأثرت ببعض الإصدارات الحماسية «الصاخبة»

شبه التحريضيين بربان سفينة يقودها إلى نصف البحر ثم يركب زورقه الخاص ويعود

صالح الغامدي يحكي قصة انقسام العرب في أفغانستان،
TT

بعيدا عن العراق وضحاياه، كان ممن التقتهم «الشرق الأوسط»، ضحية أخرى، ولكن هذه المرة أحد ضحايا الجهاد الأفغاني، والذي انجر إليه كثير من الشباب السعودي المتحمس.

صالح الغامدي، كان ممن توجهوا إلى أفغانستان في عام 1999، رغبة في تلقي التدريبات هناك، ومن ثم الانضمام إلى صفوف المقاتلين في الشيشان.

الغامدي، الذي اعتقل بعد أحداث 11 سبتمبر في السعودية، بتهمة الذهاب إلى أفغانستان وتلقي التدريبات في معسكر الفاروق، لم يلبث هناك سوى شهرين فقط، عاد بعدها إلى السعودية، بقناعات غير التي كان عليها حينما عقد العزم على الذهاب إلى هناك.

فسبب عودة الغامدي، كما يقول، الانقسام الذي حصل في صفوف المقاتلين العرب هناك، أيام معارك الأحزاب الدائرة بين الفصائل الأفغانية المتناحرة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.

ويقول الغامدي، «حينما رأينا أن الصورة ضبابية هناك، وأن هناك انقساما واضحا بين العرب، بين من فضل الانضمام إلى مسعود شاه، وآخرين انخرطوا في صفوف طالبان، قررنا العودة إلى السعودية، حيث لم يكن الوضع مهيأ للبقاء أبدا».

وكان مما تأثر به الشاب الغامدي، وهو الذي القي القبض عليه في سنته الجامعية الأخيرة في تخصص الفيزياء، عدد من الإصدارات الحماسية «الصاخبة» التي كانت تحض على الذهاب إلى الشيشان وأفغانستان.

ويشبه الغامدي، التحريضيين، بأن أحدهم كـ«ربان السفينة التي حتى إذا اعترضت في نصف البحر، ركب زورقه الخاص وانسحب واحرقها».

ويلفت الغامدي النظر، إلى ان المشكلة الآن ليس فيمن ذهبوا إلى مناطق النزاع، فأولئك قد انتهى أمرهم، على حد تعبيره. ولكن تبقى المشكلة في الألوف المألفة التي لا تزال تسمع إلى هؤلاء التحريضيين.

وطالب صالح الغامدي، بإيقاف دعاة الفتنة ومنظري الفكر التكفيري وإخماد نارهم، كيلا يخسر المجتمع مزيدا من الضحايا البريئة. وقال «كفانا أن يقع الشباب صحية لقناعات أشخاص آخرين، والذين يعملون دائما على إغراق الجميع والنجاة بأنفسهم».

ويتابع الغامدي وصفه لهؤلاء الدعاة التحريضيين، بقوله «تجدهم دائما في رفاهية وسرور، يركبون أفخم السيارات، ويجلسون في غرف مكيفة، ليرجعوا إلى مساجدهم ومنابرهم الانترنتية ومواقع أعمالهم لاستنفار مجموعات جديدة للذهاب إلى المحرقة، التي قد رمى فيها سابقيه».

وناشد صالح الغامدي أقرانه، بضرورة العودة إلى الراسخين في العلم، والاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.