موسكو ترد على لندن بطرد دبلوماسيين وتعلن وقف التعاون في مكافحة الإرهاب

اعتقال مرشح في الانتخابات الرئاسية الروسية بثيابه الداخلية

TT

اعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند اعلان روسيا أمس طرد دبلوماسيين بريطانيين أنه «غير مبرر إطلاقاً»، وأضاف ميليباند «نشعر بخيبة امل لعدم اظهار الحكومة الروسية اي علامة تعاون جديدة في قضية تسليم السيد اندريه لوغوفوي للاشتباه به في قتل الكسندر ليتفينينكو».

وقال «نعتقد ان قرار طرد اربعة موظفين من السفارة غير مبرر على الاطلاق». إلى ذلك نفذت موسكو وعيدها باتخاذ قرار طرد اربعة من الدبلوماسيين البريطانيين ردا على قرار مماثل سبق واتخذته لندن بحق اربعة من الدبلوماسيين الروس العاملين في سفارتها في لندن، وقال السفير ميخائيل كامينين المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية ان موسكو تعلن ايضا توقفها عن التعاون مع بريطانيا في مجال مكافحة الارهاب وتوقف اية مهام رسمية لموظفيها الى لندن وترفض استقبال او منح تأشيرات لأي رسميين من بريطانيا. وكانت الخارجية الروسية قد استدعت امس توني برينتون سفير بريطانيا في موسكو لإبلاغه بقرارها حول طرد الدبلوماسيين الاربعة في غضون عشرة ايام، محتفظة لنفسها بحق اتخاذ اية اجراءات اخرى تراها. وسخر كامينين من طلب بريطانيا حول ضرورة تغيير الدستور الروسي من اجل توفير امكانية تسليم اندريه لوغوفوي ضابط المخابرات الروسية السابق الذي تتهمه لندن بالتورط في تصفية الكسندر ليتفينينكو ضابط المخابرات الروسية السابق الذي منحته بريطانيا حق اللجوء بعد هربه اليها في عام 2000، وقال ان موسكو طالما طالبت بتسليم 21 من مواطنيها الروس الذين منحتهم لندن حق الاقامة في بريطانيا رغم تقديم النيابة الروسية العامة طلب تسليمهم لاتهامهم في قضايا جنائية منها التورط في الارهاب واختلاس اموال بكميات ضخمة ومنهم الثري اليهودي بوريس بيريزوفسكي واحمد زكايف احد زعماء الشيشان. وأشارت المصادر الروسية الى ان موسكو لن تكتفي بمثل هذه القرارات، حيث من المتوقع ان تتخذ اجراءات اخرى ذات طابع اقتصادي. إلى ذلك قال ممثل روسيا لدى الاتحاد الاوروبي فلاديمير تشيجوف ان موسكو ترى ان رد فعل الاتحاد الاوروبي حيال الازمة الروسية البريطانية «مفاجأة سيئة» وانه «سيؤثر سلبا» على العلاقات الروسية الاوروبية كما افادت وكالة انترفاكس، وأضاف «سيكون لذلك حتما تأثير سلبي على العلاقات بين روسيا والاتحاد الاوروبي».

وكانت الرئاسة البرتغالية للاتحاد الاوروبي اعربت اليوم عن «خيبة الامل» لان روسيا «لم تتعاون بطريقة بناءة مع السلطات البريطانية». وفي سياق متصل قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بحسب وكالة الصحافة الفرنسية «ان على روسيا الاستجابة لطلب لندن تسليمها المتهم الرئيسي في قضية مقتل الكسندر ليتفيننكو».

على صعيد آخر افادت عدة صحف روسية أمس ان امين مجلس الامن الروسي ايغور ايفانوف استقال من منصبه لأنه لم يكن يؤيد السياسة المناهضة للغرب التي ينتهجها الكرملين، وأشارت صحيفة (غازيتا) الى أن ايفانوف لم يؤيد هجوم زعيم الكرملين على الولايات المتحدة وقرار روسيا تعليق مشاركتها في معاهدة القوات التقليدية في اوروبا».

إلى ذلك اعربت صحف المعارضة الروسية القليلة عن استيائها من استخدام العنف في اعتقال الكسندر دونسكوي عمدة مدينة ارخنغلسك المرشح الى الانتخابات الرئاسية في روسيا عام 2008 والذي منع حتى من ارتداء بنطلونه دون ان تثير القضية ضجة في البلاد، وأكدت نيابة ارخنغلسك ان دونسكوي ما زال معتقلا ووجهت له تهمة «استغلال السلطة» لأنه اتخذ «حراسا شخصيين» على حساب دافعي الضرائب.