اشتداد الحرب الكلامية بين أبو مازن وحماس يدفع بالأمور إلى نقطة اللاعودة

الرئيس يصف قادتها بأنهم يكذبون ويغطون أكاذيبهم بالدين .. والحركة تعتبره غير أهل لقيادة الشعب الفلسطيني وتتهمه بالتآمر

TT

اشتدت الحرب الكلامية بين مؤسسة الرئاسة الفلسطينية وحركة حماس، تبادل فيها الطرفان الاتهامات والتعبيرات غير اللائقة والتي تدفع في اتجاه قطع الجسور بل تدميرها كليا وصولا الى نقطة اللاعودة في العلاقات بينهما. ووصفت حماس خطاب عباس بـ«الخطاب اللامسؤول»، مشيرة إلى أن «اللغة الهابطة التي تحدث بها الرئيس عباس لا تليق برئيس للشعب الفلسطيني، ولا بزعيم لحركة لها تاريخها ونضالها مثل حركة فتح، يهدد فيه بالقتل خارج نطاق القانون، ويتشدق بالقانون الأساسي، فيما هو وحده الذي أعلن تجميد بنود منه، وبات يعبر عن آراء تيار يندحر ويندثر من شعبنا الفلسطيني، لأنه رهن مستقبله السياسي بالأمريكان والصهاينة».

وقال محمود الزهار، القيادي في حماس، إن الرئيس محمود عباس (ابو مازن) لم يعد أهلا لرئاسة الشعب الفلسطيني «في ظل التفوهات والتهديدات التي أطلقها ضد أبناء شعبه، لاسيما التهديد بالقتل»، وذلك ردا على ما جاء في كلمة ابو مازن في افتتاح جلسة المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية مساء اول من أمس، التي قال فيها، ان قادة حماس «حفروا قبورهم بايديهم».

ووصف ابو مازن سيطرة حماس على غزة بـ«العملية الانقلابية السخيفة الحقيرة والجريمة الكبرى بحق الوطن والشعب التي اقترفتها حركة حماس وعصاباتها ومليشياتها ضد أبناء الشعب الفلسطيني». واتهم حماس باقتراف «الجرائم تلو الجرائم والقتل تلو القتل وضد من؟ ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ضد من يسمونهم «إخوانهم»، ولكنهم ليسوا بإخوانهم، فهم لم يفعلوا هذا ضد الاحتلال بل فعلوه ضد أبناء دينهم وجلدتهم، وما زالوا يقومون بهذه الجرائم ويقترفونها ولا يرجف لهم جفن، وأكثر من ذلك يقومون في كل يوم ودقيقة وساعة باختراع الأكاذيب والأضاليل، ويحاولون بكل الوسائل أن يبرروا فعلتهم وأن يلتفوا على فعلتهم، وان يخترعوا ما يخطر وما لا يخطر على بال الشيطان من أكاذيب وأراجيف، من أجل أن يقولوا نحن لم نكن على خطأ، ولم نقترف شيئاً ولكنهم بين الفينة والأخرى، يقولون كنا مضطرين إلى ذلك!!، كيف كانوا مضطرين لارتكاب مثل هذه الجريمة التي ارتكبوها».

وقال ابو مازن انهم تعلموا «كل أنواع الكذب والأراجيف والأباطيل، ليغطوا جريمتهم هذه». واضاف انهم «يكذبون ويغطون جرائمهم بالدين، وأنا أقول إن الدين منهم براء، ليس هذا الإسلام وليس هذا سلوك المسلمين، ليس هذا سلوك الأوائل ولا الأواخر، يبررون الكذب والأباطيل وكل شيء، من اجل ان يصلوا إلى أهدافهم الدنيئة والمنحطة.

من جهة أخرى، اتهم محمود الزهار في مؤتمر صحافي عقده في قطاع غزة امس، عباس بالتآمر «مع العدو الصهيوني على اغتيال قيادات حماس، عندما يقول بأنها تحفر قبورها بأيديها»، مشيراً إلى أن الجميع يعرف أن عباس لا يملك القوة لتنفيذ تهديده، متسائلاً «من نيابة عنه سيحفر قبر حماس؟!». وأوضح الزهار أن ابو مازن «يريد أن يلتف على الاتفاقات الوطنية السابقة وبدأها بإلغاء اتفاق القاهرة 2005 ويلتف على نتائج الانتخابات التشريعية وعلى اتفاقية مكة، كما أنه يريد أن يتنازل عن كل ما رفضه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في كامب ديفيد، والتي على اثرها حوصر وقتل».

وقال: «ماذا بقي من رئيس يستدعي العدو ضد شعبه، هل يبقى رئيساً للشعب، وهل يبقى في منصبه بعد أن طالب بإعادة احتلال الأرض على أيدي القوات الأميركية التي تنهزم في أفغانستان والعراق». كما اتهمه بتجويع الشعب الفلسطيني من خلال إغلاق معبر رفح وقطع رواتب الموظفين، حتى الذين عينهم وأصدر فيهم مراسيم، متسائلاً: «هل يوجد في العالم رئيس يجوع شعبه ويصدر مراسيم بهذا الشأن؟». وحمل الزهار ابا مازن المسؤولية الكاملة عن إغلاق معبر رفح أمام أكثر من ستة آلاف عالق فلسطيني عليه والوفيات التي وقعت بينهم، متهماً عباس بأنه هو من يطالب الاحتلال الصهيوني باستمرار إغلاق معبر رفح. وردا على دعوة ابومازن الى اجراء انتخابات مبكرة، قال الزهار: «لن تجرى انتخابات مبكرة، لأن الشعب الفلسطيني سيعمل على إفشالها، مشدداً على أن الحوار فقط هو المخرج الوحيد من الوضع الراهن مع أن «حماس» لم ولن تستجدي هذا الحوار. وأكد أن الشعب الفلسطيني، وحماس جزء من هذا الشعب، لن يقبل بأن تجرى انتخابات مبكرة هدفها الالتفاف على الشرعية الفلسطينية، مؤكداً أنها لن تكون حلاً للأزمة الراهنة بل ستزيد الأمور تعقيداً. وتحدث عن استحالة عقد الانتخابات المبكرة من دون أن يكون عليها توافق وطني. وفي ما يتعلق بالحوار؛ أكد الزهار أنه ينقل رسالة حركة حماس في الداخل والخارج، أنها مع الحوار والحوار فقط، علماً بأن حماس لم ولن تستجديه من أحد. وشدد على أن الحركة لن تبدأ بالحوار في حال تجدد من حيث توقفت لأن ما جرى برهن فشل الحوار مع الرئيس عباس. واعتبر الزهار أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لجنة غير شرعية حسب قانون منظمة التحرير، متسائلاً: «كيف يمكن الاستقواء بغير شرعي بوجود شرعي على ارض الواقع». وقال إن «منظمة التحرير في وضعها الحالي التي نريد لها أن تكون ممثلة للشعب على أسس ديمقراطية كما اتفق في مؤتمر القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني والورقة التي قدمت لحكومة الوحدة واتفاق مكة، ليست شرعية اليوم، وعباس ومن معه يريدون أن يستنهضوها من قبرها»، مؤكدا أن المنظمة «ليست مرجعية أحد، إلا لمن يقبل بالبرنامج الغير قانوني أن يسود».