رفضت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس طلبا من بعض الدول الاوروبية الراغبة في توسيع مهام توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق المبعوث الخاص للجنة الرباعية الى الشرق الاوسط، لتشمل مفاوضات السلام. وقالت رايس ان واشنطن مصممة على مواصلة الامساك بملف السلام الاسرائيلي ـ الفلسطيني.
وقالت رايس لمراسلين رافقوها في رحلتها الى العاصمة البرتغالية لشبونه «ان مهمته وضحتها اللجنة الرباعية في بيان لها حول تعيينه. وستكون لدينا الفرصة في الاجتماع لمناقشة الموضوع اكثر».
وكانت اللجنة قد حددت مهام بلير بجمع المساعدات للفلسطينيين وبناء مؤسسات الحكم والترويج للتنمية الاقتصادية، لكنه وكما قالت وكالة رويترز نقلا عن دبلوماسيين لم تسمهم فانه، أي بلير، يريد دورا اكبر في عملية صنع السلام.
وشدد الناطق باسم بلير على ان رئيس الوزراء البريطاني السابق يلعب دوراً فعالاً في دعم مساعي الاميركيين لانعاش عملية السلام، بما في ذلك التحضير لمؤتمر دولي من المتوقع عقده قبل نهاية العام الحالي. وقال الناطق لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا مناقشات حية مع الاميركيين حول هذا الامر، وكان موضوع نقاش بين بلير والرئيس (الاميركي جورج) بوش قبل الاعلان عنه».
وقلل الناطق من شأن التقارير الاخبارية حول محاولة بلير توسع مجال مهمته، قائلاً: «بلير مقتنع تماماً، وكان كذلك منذ الاعلان (عن منصبه)، ان مهمته تسمح له بلعب دور اساسي لدفع فرص السلام في الشرق الأوسط وهذا ما يركز عليه».
وكان بعض الدول الاوروبية، من ضمنها فرنسا، قد دعا الى توسيع مهمة بلير لتمكينه من القيام بدور في تسهيل المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين وخاصة انشاء «قوة دولية» تنشر في الاراضي الفلسطينية لمواكبة اتفاق سلام.
واستبقت رايس بهذه التصريحات اجتماعا للجنة الرباعية، على المستوى الوزاري، بدأ اعماله أمس في لشبونة التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي حتى نهاية السنة بحضور، اضافة الى رايس التي ستترأس الاجتماع، وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والممثل الاعلى للسياسة الخارجية والشؤون الامنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والامين العام للامم المتحدة بان كي مون وكذلك بلير الذي يشارك في اجتماعات اللجنة لاول مرة منذ تعيينه في منصبه في 28 يونيو (حزيران) الماضي.
ويفترض ان تكون اللجنة قد ناقشت في اجتماعها اقتراح الرئيس الاميركي جورج بوش بشأن عقد مؤتمر دولي او اقليمي للسلام في منطقة الشرق الاوسط ترأسه ايضا رايس. وبحثت اللجنة ايضا أفضل السبل لإعادة إحياء عملية السلام المتوقفة في الشرق الأوسط وانشاء مؤسسات قادرة على الاستمرار لبناء دولة فلسطينية في المستقبل.