لندن: سجن 4 أصوليين من «الغرباء» بسبب تحريضهم على القتل

في المظاهرات المناهضة للرسوم المسيئة للنبي.. وبكري يحذر من فتاوى العنف

ضابط شرطة بريطاني يلتقط صورا لمتظاهر إسلامي أمام محكمة أولد بيلي أول من أمس رفع شعارات تحض على كراهية الشرطة (أ.ب)
TT

قضت محكمة اولد بيلي «الجنائية المركزية» بالعاصمة لندن اول من امس بسجن أربعة اسلاميين من جماعة «الغرباء» الاصولية بسبب دورهم في المظاهرات المناهضة للرسوم المسيئة للنبي، التي جرت العام الماضي خارج السفارة الدنماركية في لندن.

فقد سجن كل من ميزان رحمان، 24 عاما، وعمران جافيد، 27 عاما، وعبد المعيد، 24 عاما، لستة أعوام لإدانتهم بالتحريض على القتل عقب إثبات أنهم حثوا حشدا من المتظاهرين على القيام بتفجيرات في بريطانيا. أما الرجل الرابع، عبد الرحمن سليم، 32 عاما، فقد سجن لأربع سنوات بعد إدانته باستثارة الكراهية العنصرية أثناء تلك المظاهرات. وقال القاضي برايان باركر الذي تولى قضيتهم إن كلامهم كان يحرض على القتل والإرهاب. واستمعت المحكمة الى شعارات عبد الرحمن سليم قيادي جماعة الغرباء في المظاهرة والتي قال فيها «تفجيرات لندن ستعود»، وتجمع نحو 40 متظاهرا ومتظاهرة خارج المحكمة من اقارب واصدقاء المتهمين يحملون شعارات مثل «المسلمون في بريطانيا يعيشون تحت الحصار»، و«فلتذهب الشرطة الى الجحيم». وتجمع حوالي 300 شخص شاركوا في المسيرات الاحتجاجية على الصور المهينة لشخص الرسول محمد التي نشرتها صحيفة دنماركية ثم صحف أوروبية أخرى عام 2005. وظهر ميزان الرحمان، الذي يسكن في شمال لندن، في شريط مصور وهو يهتف عبر مكبر للصوت أثناء المظاهرات داعيا إلى إرجاع الجنود البريطانيين الموجودين في العراق ميتين في أكياس. وقال ميزان الرحمان «إننا نريد رؤية دمائهم تسيل في شوارع بغداد». وأضاف «أننا نريد رؤية المجاهدين يسقِطون طائرتهم كما تسقط الطيور بالرصاص. ونريد رؤية شاحنتهم العسكرية تحرق كما تحرق أعلامهم». وتعود التهم التي وجهت لهؤلاء الأشخاص للشعارات التي رفعت والكلام الذي قيل خلال المظاهرة والذي تضمن دعوات للقيام بعمليات تفجير في أوروبا على غرار تفجيرات السابع من يوليو (تموز) العام الماضي والتي قتل فيها أكثر من خمسين شخصا وأصيب فيها العشرات بجروح. ومن جهته قال عمر بكري زعيم جماعة الغرباء السابق قبل ان يغادر بريطانيا الى بيروت بعد هجمات لندن في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» ان اعتقال او طرد او سجن انصار التيار الاصولي الراديكالي الذي يؤمن بالدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر من دون اللجوء الى الاعمال العسكرية، كونه يعيش في امان في اوروبا، سيكون محفزا للتيار الجهادي الذي يؤمن بانه لا وجود لعهد او امان بين المسلمين وغيرهم. وقال ان التيار الدعوي الذي يتعرض للملاحقة الان في اوروبا هو صمام الامان لانه يعتقد بوجوب عهد مع الحكومات الاوروبية، ويوجه هذا التيار الاسلاميين الى عدم القيام باعمال عسكرية في اوروبا، الا ان بكري تخوف من لجوء الاصوليين والتيار الراديكالي الى ما سماه «الشيخ غوغل» او «الشيخ ياهو» نسبة الى المواقع الانترنتية القريبة من «القاعدة» لاستصدار فتاوى، ربما تصلح للمسلمين في العراق او افغانستان، ولكن لا تتناسب مع اوضاع المسلمين في اوروبا. وكانت الرسوم الكاريكاتورية قد ظهرت للمرة الأولى في جريدة دنماركية وأعيد نشرها في عدد من الصحف الأوروبية حتى بعض الصحف العربية، وأثارت موجة غضب عارم في أنحاء العالم الإسلامي. أما عمران جافيد، الذي يسكن في مدينة برمينغهام شمال بريطانيا، فقد ظهر على الشريط الذي التقطته الشرطة البريطانية في محكمة اولد بيلي وهو يصرخ «فجروا، فجروا الدنمارك. وفجروا، فجروا الولايات المتحدة». وفيما أعفي عبد الرحمن سليم، وهو أب ومهندس يعمل لدى شركة الاتصالات البريطانية (بي تي)، من تهمة التحريض على القتل، إلا أنه أدين باستثارة الكراهية العنصرية. وشوهد سليم، من سكان شرق لندن، في الشريط وهو يهتف أن «أحداث 7/7 في الطريق» وأن «أوروبا ستدفع الثمن بالدماء». وأخيرا، ظهر عبد الموحد، 24 عاما، الذي يعتقد بأنه منظم المظاهرات، في الشريط وهو يصرخ «فجروا، فجروا بريطانيا»، كما يُشاهد حاملا لافتات كتبت عليها شعارات من بينها عبارة «أبيدوا من يسبون الإسلام». وشدد الرجال على أنهم ليسوا متطرفين وقالوا إنهم كانوا مجرد يتبعون المتظاهرين وليسوا من منظميها.