عباس: الإفراج عن 255 أسيرا هو البداية .. وحماس تنفي إطلاق أي من عناصرها

إسرائيل تستثني معتقلا غير انتماءه السياسي في المعتقل وتفرج عن نائب زعيم «الشعبية» ومعتقل واحد منذ ما قبل «اوسلو»

أسير فلسطيني محرر يقبل طفلته من نافذة حافلة وصل على متنها الى مقر الرئاسة في رام الله امس (أ.ب)
TT

اطلقت اسرائيل امس سراح 255 اسيرا فلسطينيا من اصل 256 كانت قد اعلنت انها ستفرج عنهم كبادرة حسن نية تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن). وقامت بتسليمهم للسلطة الفلسطينية عند حاجز بيتونيا العسكري غرب مدينة رام الله لينقلوا مباشرة الى مقر الرئاسة للقاء ابو مازن وزيارة قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات. ومن بين المفرج عنهم، عبد الرحيم ملوح الامين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي اعتقلته اسرائيل اداريا خلال حملة ما يسمى بالسور الواقي في عام 2002.

ورفض ملوح حسب قول زوجته التوقيع على عريضة إسرائيلية تقضي بامتناعه عن ممارسة العمل السياسي والوطني مقابل إطلاق سراحه. وقالت أمل ملوح لوكالة الانباء الفلسطينية «وفـا»، بينما كانت تنتظر زوجها أنه رفض التوقيع على العريضة الإسرائيلية موضحة أنه قال للاسرائيليين انه بدأ حياته مناضلاً وسيستمر كذلك. وأضافت أنها عاشت مع أفراد الأسرة ساعات من القلق الليلة الماضية بعد تلقيها معلومات متضاربة عن إطلاق سراح زوجها، لكن هذا القلق تبدد بعد متصف الليل حين تأكدت من الإفراج عنه.

ومن بين المعتقلين ايضا مهند جرادات من جنين وهو الوحيد من بين الاسرى الموجود في الاسر منذ ما قبل اتفاق اوسلو عام 1993. وقضى في السجن 18 عاما من اصل 20 عاما.

ولم تفرج اسرائيل عن الاسير رقم 256 محمود شلاتوه من قرية عابود قرب رام الله، لاسباب قالت صحيفة هارتس انها امنية. لكن وزير الاسرى في الحكومة الفلسطينية أشرف العجرمي قال لـ «الشرق الاوسط» ان السلطات الاسرائيلية ابلغتهم بوقف الافراج عن شلاتوه بدعوى انتمائه الى حماس. هذا ما اكده مصدر اسرائيلي بقوله ان شلاتوه كان ينتمي الى فتح وغير انتماءه الى حماس خلال وجوده في الاسر فلهذا اسقط اسمه من بين الاسرى المحررين.

وقال بركات شلاتوه شقيق محمود أن أحد الاسرى أبلغه أن الجنود الاسرائيليين فاجأوا شقيقه في الرابعة فجراً بالتراجع عن قرار الإفراج عنه، ونقلوه إلى زنزانة انفرادية في سجن النقب الصحراوي. واضاف ان شقيقه قضى عامين وعشرة شهور في السجن من اصل خمس سنوات وثمانية أشهر. واكد أن عدم الإفراج عن شقيقه، أقلق الأسرة، التي استعدت لاستقبال ابنها، غير أنها أصيبت بخيبة أمل. وخلافا لما قاله زياد ابو عين وكيل وزارة الاسرى عن وجود اسير من اسرى حماس من بين 3 اسرى المفرج عنهم، قال سامي ابو زهري الناطق باسم حماس ان قائمة المفرج عنهم لا تضم أي اسير من حماس. وقال «انها محاولة للتغطية على الحرج الذي تلاقيه فتح». وهذا ما اكدته اسرائيل اذ قالت انه لا يوجد اسير واحد من حماس بين المفرج عنهم.

غير ان العجرمي اتهم ابو زهري بالكذب وقال انه «كاذب» وهناك على الاقل خمسة افرج عنهم من حماس ووعد بتقديم اسماء. وشملت قائمة الأسرى المفرج عنهم 6 نساء و11 قاصرا. وقالت السلطات الإسرائيلية إن 85% منهم أعضاء في حركة فتح، والباقون هم من نشطاء في الجبهتين الشعبية والديمقراطية.

يذكر ان الغالبية العظمى من الاسرى المحررين من ذوي الاحكام المنخفضة او بالاحرى غير المؤبدة. ولا يوجد من بينهم اسير واحد ادين بتهمة قتل يهودي. وحسب لائحة الاسرى فان خمسين من الأسرى الذين وردت أسماؤهم في القائمة التي نشرتها اسرائيل زادت أحكامهم على سبع سنوات، و12 آخرين لن يبقى من محكومياتهم سوى عام واحد، بينما قضى 102 منهم أقل من نصف عقوباتهم وامضى 93 اكثر من النصف، وأتم 61 أكثر من ثلثي المدد. وتعد عملية الإفراج هذه الأكبر في عدد المعتقلين منذ الافراج عن 400 معتقل في يناير (كانون الثاني) 2004 في إطار عملية تبادل أسرى مع حزب الله اللبناني.

ويبلغ عدد الاسرى الفلسطينيين حسب احصائيات السلطة اكثر من 11 الفا، يزدادون يوميا بفعل الاعتقالات التي ينفذها الجيش الاسرائيلي.

وكان آلاف الفلسطينيين من ذوي واهالي الاسرى المحررين اضافة لابو مازن بانتظار وصول حافلات الاسرى الى مقر المقاطعه في رام الله. وهاجم بعض المحررين حماس بقوة. وقال احدهم وهو محمد خليل من حافلته على حاجز بيتونيا انه «يدين ارهاب حماس في غزة».

وفي مقر الرئاسة قال آخرون للصحافيين انهم ضد حوار من سموهم «الانقلابيين»، لكنهم جميعا شددوا على ضرورة اطلاق سراح كل المعتقلين. وفي وقت مبكر كان ابو مازن قد استقبل ملوح قبل وصول باقي الاسرى، وهم يرفعون الاعلام الفلسطينية واعلاما لفتح، وصورا للزعيم الراحل ياسر عرفات، واخرى لابو مازن الذي ارتجل فيهم خطابا قصيرا قائلا «إنها البداية فقط، ويجب أن يستمر الجهد، وأن يستمر العمل حتى يعود كل أسير لحضن عائلته». واضاف «أن قضية الأسرى هي الأساس في سياستنا».

وكان الفرح باديا على وجه ابو مازن الذي قال للمحررين «لا تتصوروا مدى سعادتنا وابتهاجنا بعودتكم إلينا»، لكنه اكد ان الفرحة تبقى منقوصة وغير كاملة «لأننا نريد لأحد عشر ألف أسير أن يعودوا لأهلهم والى وطنهم». واضاف «أعرف أيها الأخوة أن المئات وربما الآلاف والكثيرين من الأسرى هم بحاجة لأن نعمل.. وسنعمل، لفك أسرهم جميعاً». بدوره اكد ملوح، ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وطالب الجماهير بالهتاف لشرعية المنظمة. ووضع ابو مازن والاسرى المحررون، اكاليل من الزهور على قبر الرئيس الراحل وقرأوا الفاتحة على روحه قبل اداء صلاة الجمعة تحت خيمة قريبة من القبر اقامتها السلطة لهذا الغرض. وفي بعض المحافظات الفلسطينية اقامت فتح مهرجانات جماهيرية لاستقبال وتكريم الاسرى في محاولة لاستثمار الحدث، كما تابع التلفزيون الفلسطيني محطات الافراج على الهواء مباشرة، بينما قاطع الحدث تلفزيون الاقصى التابع لحماس.