قوى «14 آذار» تعلن مرشحيها للانتخابات الفرعية في «مواجهة الاغتيالات والإرهاب السياسي والأمني»

أمين الجميل لمقعد نجله في المتن الشمالي وعيتاني عن «تيار المستقبل» في بيروت

TT

اعلنت قوى «14 اذار» عن مرشحيها للانتخابات الفرعية المقررة في 5 اغسطس (اب) المقبل لملء المقعدين اللذين شغرا باغتيال النائبين وليد عيدو وبيار الجميل، وذلك قبل ساعات قليلة على اقفال باب الترشيح للانتخابات منتصف ليل الجمعة ـ السبت.

واعلن الرئيس الاعلى لحزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس السابق امين الجميل ترشيحه للانتخابات النيابية الفرعية المقررة لملء المركز الذي شغر في دائرة المتن الشمالي بعد اغتيال نجله النائب والوزير بيار الجميل. وجاء الاعلان في مؤتمر صحافي عقده الجميل في دارته في بكفيا بعد مرحلة اولى من خلوة عقدها المكتب السياسي للحزب برئاسته وقطعت لفترة قصيرة خصصت للمؤتمر الصحافي.

وتلا الجميل بيانا عن ترشيحه بتأثر بالغ حيث انهمرت دموعه اكثر من مرة خلال تلاوته. ومما قال: «أما وقد تحول اغتيال نائب بريء مخططا لاغتيال مسيرة السيادة والاستقلال وتعطيل انتخاب رئيس وطني للجمهورية وتغييب الدور المسيحي عن هذه الدولة التي رعى نشوءها آباؤنا وأجدادنا، كان لا بد من التصدي للمخطط ومن تحمل المسؤولية مهما كانت صعبة وأليمة. لم نتعود كعائلة الجميل، ولا كحزب الكتائب اللبنانية، ولا كقضاء المتن الشمالي أن نهاب التحديات». وأضاف: «لقد قرر حزب الكتائب تلبية دعوة الدولة اللبنانية لإجراء انتخابات فرعية في قضاء المتن الشمالي لملء المقعد النيابي الذي شغر باستشهاد نجلي بيار الجميل. وانا أخوض هذا الاستحقاق الوطني من موقع الدفاع عن حق وتأدية لواجب ولئلا يتوهم أحد أنه قادر على إضعافنا وتغيير معادلات وطنية تعود إلى عقود وعقود في هذه المنطقة» معتبرا ان المتن «يختصر الصراع على لبنان. وهو يحتاج الى رجال صمود وتجارب». وقال: «ان كل انظار حلفائنا واصدقائنا في لبنان والمنطقة والعالم متجهة نحو المتن الشمالي ليعرفوا اي لبنان نريد، وأي مسؤولين نختار».

من جهته، اعلن «تيار المستقبل» عن ترشيح محمد الامين عيتاني في الانتخابات الفرعية للدائرة الثانية في بيروت «لأن خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري لن يسقط في حلبات الاغتيال والارهاب السياسي والامني، ولأن دماء النائب الشهيد وليد عيدو لن تذهب هدرا» كما جاء في بيان صدر عن التيار امس.

وقال التيار: «ان بيروت التي رفضت ان تخضع لهول الجريمة وعمليات التفجير هي امام الاستحقاق الانتخابي في الخامس من اغسطس (آب) المقبل ستكون وفية لروح رفيق الحريري ولأرواح الشهداء الذين كتبوا بدمائهم ملحمة الرابع عشر من اذار وثورة الارز». واعلن انه «يتطلع مع حلفائه واصدقائه في الساحة البيروتية الى انتخابات تشكل ردا شعبيا وسياسيا واخلاقيا على الجرائم التي ترتكب في حق نواب لبنان وتريد من خلال الارهاب والتفجير والاغتيال قطع الطريق على الاكثرية النيابية في ممارسة مسؤولياتها الدستورية واعادة الاعتبار للحياة البرلمانية والنظام الديمقراطي».

هذا، واعلن المكتب السياسي للجماعة الاسلامية عقب اجتماع عقده الامين العام للجماعة الشيخ فيصل مولوي مع النائب سعد الحريري فور عودته من السعودية، انه «استجابة لرغبة تيار المستقبل بالوصول الى مرشح توافقي من اجل تجنيب بيروت اي تداعيات في المرحلة الصعبة التي يجتازها البلد، قرر المكتب السياسي للجماعة الامتناع عن ترشيح ممثل لها في هذه المرحلة الصعبة، حرصا على ان يتم التوافق على مرشح تزكية يوفر على القوى السياسية المزيد من التناحر والاحتقان ويجنب القوى الامنية ما تستدعيه المعركة الانتخابية من انشغالات».

وأجرى النائب سعد الحريري فور عودته اتصالا هاتفيا بالنائب السابق تمام سلام الموجود خارج لبنان وتداول معه الاوضاع والتطورات العامة وخصوصا ما يتعلق بالشأن الانتخابي في دائرة بيروت الثانية. وشكره على موقفه الداعي الى تزكية مرشح تيار المستقبل في الانتخابات الفرعية.

كذلك اجرى الحريري اتصالا هاتفيا بالرئيس امين الجميل، هنأه فيه بترشحه للانتخابات النيابية الفرعية في المتن. وأعرب له عن ثقته بان قوى 14 آذار «ستثبت من خلال تضامنها في بيروت والمتن، ان الشعب اللبناني سينتصر على القتلة ويسقط كل محاولات الاستفادة من جرائم اغتيال النواب وتعطيل الحياة الدستورية والبرلمانية والديمقراطية في لبنان».

وزار النائب ابراهيم كنعان امس البطريرك الكاروني نصرالله صفير موفدا من النائب ميشال عون ناقلا اليه رأي الاخير حول الانتخابات الفرعية في المتن وخلفياتها و«هي خلفية ديمقراطية وفاقية من دون الغاء الحياة السياسية والديمقراطية». وقال عقب لقائه البطريرك صفير في المقر الصيفي في الديمان: «الانتخابات الفرعية موضوع ديمقراطي يتعلق بنا مباشرة وبالاطراف الاخرى. ولا نريد زج غبطته في هذا الامر وخصوصا ان الديمقراطية هي شيء صحي وسليم. ولكن رغبة غبطته وتوجهاته وتوجيهاته للوفاق والوئام وخصوصا على الصعيد المسيحي معروفة. وقد ابدى غبطته امامنا رأيه في هذا الموضوع ونحن نحترم رأيه وتوجيهاته. وغبطته لا يريد فرض رأيه على اي طرف وخصوصا عندما تتعلق المسألة بالتنافس الديمقراطي والسياسي. وسوف انقل رأي غبطته بهذا الشأن الى العماد عون كما نقلت رأي العماد عون الى غبطته من هذا الاستحقاق وخلفيته. وهي خلفية ديمقراطية وفاقية بما يخص الموضوع المسيحي. ولكن هذا لا يلغي الحياة السياسية والديمقراطية في لبنان. ونحن سنكمل هذه اللقاءات بما يعزز منطق الديمقراطية وينزع اي فتيل من اي طرف كان ثالث او رابع يريد استغلال هذه الامور لمصالح لا تمت الى الديمقراطية والتنافس والخيارات السياسية بصلة». ولاحقا وزعت لجنة الاعلام في «التيار الوطني الحر» بيانا اعلنت فيه ان «التيار رشح الدكتور كميل منصور الخوري عن المقعد الماروني الشاغر في قضاء المتن باستشهاد النائب بيار الجميل».