الجيش اللبناني يوجه إلى مسلحي «فتح الإسلام» نداءات للاستسلام والإفراج عن المدنيين بينهم

علم لبناني رفعه امس جنود لبنانيون فوق أنقاض مبنى في مخيم نهر البارد تهدم في المعارك الدائرة مع تنظيم «فتح الإسلام» (رويترز)
TT

في اليوم الثاني والستين للمعارك، التي اشعلها تنظيم «فتح الاسلام» الاصولي ضد الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان، بات الجيش ممسكا بخناق من تبقى من المسلحين الاصوليين المحاصرين في رقعة ضيقة في مواقع محصنة، كانت في السابق لبعض المنظمات الفلسطينية، التي اخلت المخيم مفسحة المجال للمواجهة الحاسمة التي مهد الجيش لها، بتوجيه نداءات عبر مكبرات الصوت، داعيا المسلحين الى الاستسلام والافراج عن المدنيين من عائلاتهم وغيرها. واذ لاحظ مراقبون أمنيون ان المسلحين لم يطلقوا امس اي صاروخ باتجاه القرى اللبنانية المجاورة، خلافا لما دأبوا عليه في الايام السابقة، لفتوا الى ان الطيران الاسرائيلي واكب خلال الايام الماضية التطورات الميدانية بتحليق مكثف فوق المخيم ومحيطه.

وذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» ان الجيش استقدم تعزيزات اضافية الى محاور المواجهات في اطار الاستعداد، على ما يبدو، لانهاء المرحلة الاخيرة من ازمة نهر البارد. ويجري التركيز في شكل اساسي على الجهة الجنوبية ـ الغربية للمخيم، على أمل السيطرة على الواجهة البحرية بأكملها ووضع اليد على تحصينات المسلحين للحد من عمليات اطلاق الصواريخ وانهائها بشكل شبه تام.

وافاد مراسل «الشرق الاوسط» في شمال لبنان مرسال الترس، بان الجيش يعمل على تضييق الخناق على المسلحين، تمهيدا للاطباق عليهم. وقد تأكد امساك الجيش بالوضع بصورة شبه كاملة، من خلال عدم قدرة المسلحين على اطلاق اي صاروخ كاتيوشا حتى ما بعد ظهر امس، خلافاً لما كانوا دأبوا عليه يومياً منذ اكثر من ثلاثة اسابيع.

وبعد ليل ساخن من القصف المدفعي، شهدت ساعات الصباح مناوشات متقطعة بالاسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة تخللها اطلاق بعض القذائف الصاروخية من جانب المسلحين. فيما استخدم الجيش مدفعية الدبابات، اضافة الى المدفعية المباشرة، لاسكات مصادر النيران وسط رقعة محدودة جدا تمتد بين مبنى «الاونروا» شمالا وبستان زعتر جنوبا، وفي مساحة لا تزيد على 250 مترا مربعا، بعدما حقق السيطرة بالنار على القسم الاكبر من المخيم، متجاوزا مبنى الصاعقة ومتحكما بمحيط المقبرة القديمة ليحصر المسلحين في دائرة تضم مراكز الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، ومركز الشفاء، داخل ملاجئ محصنة معدة للحماية من قصف الطيران، اضافة الى بعض الازقة في حي سعسع الواطي.

وكان الجيش قد دعا ليلا، عبر مكبرات الصوت، المسلحين الى الاستسلام وافساح المجال امام من تبقى من افراد عائلاتهم للخروج بسلام. وكان رد المسلحين استهداف ملالات تحمل مكبرات الصوت، برصاص الاسلحة الرشاشة، ما يعني رفضهم للدعوة.

ولفتت مصادر امنية الى انه في الوقت الذي بات فيه المسلحون على مشارف نهايتهم، حلق الطيران الحربي الاسرائيلي، بعد ظهر امس، في اجواء المنطقة على علو متوسط. للمرة الثالثة خلال بضعة ايام، فيما كان الجيش يعلن العثور على كميات كبيرة من المتفجرات والصواعق والوجبات الغذائية الجاهزة وبعض المعدات الالكترونية.

من جهة اخرى، نعت قيادة الجيش امس المعاون اول بسام خضر جوهر، مشيرة في بيان النعي الى انه سقط اول من امس «اثناء قيامه بواجبه العسكري في مهمة الحفاظ على الامن والاستقرار».