أفغانستان: طالبان تعلن اختطاف 18 كورياً جنوبياً بينهم 15 امرأة

هددت بقتل رهينتين ألمانيين

مواطن أفغاني يمر أمس أمام مقر سفارة كوريا الجنوبية في العاصمة كابل التي تعرض 22 من مواطنيها الى الاختطاف على يد عناصر طالبان (ا.ب)
TT

قال مسؤولون امس إن قوات الأمن الأفغانية بدأت البحث عن 18 مواطنا كوريا جنوبيا خطفتهم عناصر طالبان من حافلة بجنوب البلاد.

وقال نائب قائد الشرطة محمد زمان لوكالة الأنباء الألمانية إن المتشددين أوقفوا حافلة في ليوني بازار بمنطقة قارا باغ بإقليم غزني اول من أمس وخطفوا مجموعة من المتطوعين بإحدى الكنائس من كوريا الجنوبية كانوا على متنها. ولم يحدد زمان عدد المخطوفين لكن طالبان قالت على موقعها على الانترنت إنها خطفت 18 كوريا جنوبيا. وقال المتحدث باسم الحركة قاري محمد يوسف «إن الكوريين الجنوبيين المخطوفين الـ 18 نقلوا على أيدي المجاهدين إلى مكان آمن وسنحدد مصيرهم بناء على قرار مجلس طالبان».

ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أنها تلقت معلومات استخباراتية بأن 18 من مواطنيها خطفوا وأنهم تابعون لكنيسة سايمول في سيونجنام على أطراف سيول.

وقال زمان إن الضحايا لم تكن معهم أية حراسة أمنية وإنهم لم يبلغوا الشرطة بأنهم سيمرون على طريق كابل قندهار السريع حيث يستهدف مقاتلو طالبان القوافل الأفغانية والعسكرية. وقال قائد الشرطة إن المئات من الجنود يشاركون في تفتيش قرية تلو الأخرى بحثا عن المخطوفين. وهددت حركة طالبان بقتل مواطنين المانيين مختطفين إذا لم يسحب الجيش الألماني قواته من أفغانستان. كما طالب المتحدث باسم طالبان امس بإطلاق سراح جميع المحتجزين من أعضاء الحركة. وقال المتحدث باسم طالبان قاري يوسف أحمدي في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية «إن قيادة طالبان تطالب بسحب جميع القوات الألمانية من أفغانستان». وبحسب مصادر الشرطة، فقد وقعت عملية اختطاف الكوريين، التي تُعد الأكبر في أفغانستان منذ سقوط نظام طالبان في العام 2001، في إقليم غزني، على بعد نحو مائة كيلومتر جنوبي العاصمة كابل. واعلن حاكم ولاية غزني معراج الدين بتان بعد قليل من اعلان سيول خطف مواطنيها ان نحو عشرين مسيحيا من كوريا الجنوبية غادروا كابل وكانوا متوجهين الى قندهار كبرى مدن الجنوب، خطفوا الخميس على بعد 120 كلم جنوب كابل. وتاتي عملية الخطف تلك التي تعتبر اكبر عملية خطف اجانب في افغانستان منذ سقوط نظام طالبان نهاية 2001، غداة خطف المانيين وخمسة افغان يعملون في شركة لم يكشف اسمها في ولاية وردك المجاورة. وتبنى الناطق المعتاد باسم حركة طالبان يوسف احمدي عمليتي الخطف في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية. وقال يوسف احمدي ان «طالبان خطفت 18 كوريا جنوبيا، هم ثلاثة رجال و15 امراة وهم في صحة جيدة. اننا نحقق في وضعهم قبل ان يتخذ مجلسنا القيادي قرارا بشأنهم». واضاف «خطفنا ايضا المانيين وهما في صحة جيدة. سنفرج عنهما اذا انسحبت القوات الالمانية من افغانستان واذا تم الافراج عن كافة عناصر طالبان في ذاك البلد» دون ذكر الافغان الخمسة المرافقين لهما. والكوريون الجنوبيون هم شبان انجيليون ينتمون الى كنيسة سايم-ميل في ضواحي سيول. واوضح رئيس وفد مجلس كوريا المسيحي جوزف بارك في سيول انهم «يقومون بنشاطات انجيلية قصيرة في خدمة اطفال قندهار». وقال مسؤول في تلك الكنيسة ان المجموعة المتوجهة الى قندهار على بعد 450 كلم ستعبر مناطق تدور فيها يوميا هجمات ومواجهات. واعرب قائد شرطة غزني علي شاه احمدزاي عن اسفه لانهم «لم يتصلوا بالشرطة لتضمن حمايتهم» وعثر على حافلتهم فارغة في اقليم قرباخ. واعلن حاكم ولاية بتان «قمنا بعملية بحث للعثور عليهم». وتقوم الشرطة ايضا بعملية في تلك الولاية وفي ولاية وردك المجاورة بحثا عن الالمانيين والافغان الخمسة المخطوفين. وخطف عدة اشخاص منهم ايطالي وفرنسيان خلال السنة الجارية في افغانستان وافرج عن معظمهم مقابل فدية. وفي سيول دعت السلطات الكورية الجنوبية الانجيليين الكوريين الى مغادرة افغانستان الذي يشهد تمردا اسلاميا. وسافر المتطوعون الكوريون إلى أفغانستان في الثالث عشر من يوليو( تموز) الجاري لرعاية مرضى. وقال أحد زعماء الكنيسة بعد اجتماع طارئ عقد في سول «صدمنا لدى سماعنا هذا النبأ». وامتلأت الكنيسة امس بالأعضاء والزوار الذين جاءوا للسؤال على ذويهم المحتجزين. ويوجد بأفغانستان 210 جنود كوريين جنوبيين فضلا عن مئتين آخرين يعملون سواء لدى منظمات غير حكومية أو جهات أخرى. يذكر أن صحفيين ألمانيين قتلا في أكتوبر (تشرين أول) عام 2006 في شمال أفغانستان حيث ينتشر نحو ثلاثة آلاف من القوات الالمانية في إطار قوة حفظ سلام يقودها حلف شمال الاطلسي (ناتو). كما ظل ألماني رهن الاختطاف في أفغانستان لمدة أسبوع إلى أن أطلق خاطفوه سراحه في الخامس من يوليو الجاري، بيد أنه لم يتضح ما إذا كان ذلك مقابل فدية.