أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده مستعدة لتطبيع علاقاتها مع بريطانيا كما نقلت عنه وكالة انترفاكس، وأرجع لافروف احتدام العلاقات الروسية البريطانية بسبب قضية ليتفيننكو الى وصول حكومة بريطانية جديدة الى السلطة، مؤكدا أن المدى الذي يمكن ان تذهب اليه العلاقات يظل يتوقف على الزملاء البريطانيين. إلى ذلك، اعلن متحدث باسم الكرملين أن روسيا تعتبر العميل السابق في الاستخبارات السوفيتية اندري لوغوفوي الذي أثار أزمة دبلوماسية بين موسكو ولندن، «احد المشتبه بهم» في قضية مقتل العميل السابق الكسندر ليتفيننكو، وأضاف ان المحققين الروس يدرسون كل الخيوط في هذه القضية وثمة تحقيق حول القضية، وتابع بيسكوف ان المحققين الروس ينتظرون منذ وقت طويل براهين مفصلة من لندن تدين لوغوفوي، لكنهم لم يتسلموا سوى وثيقة تقول «في خلاصة عملنا، نعتبره مذنبا». وفي سياق متصل، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول من امس الخلاف مع لندن بأنه «أزمة صغيرة»، داعيا بريطانيا الى اعتماد «المنطق» من أجل «تجاوزها»، وأضاف بحسب وكالة الصحافة الفرنسية «اظن ان العلاقات الروسية البريطانية ستتطور بطريقة طبيعية». تأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد فقط من القرارات الروسية المضادة لقرار بريطاني أتخذ قبل أيام بطرد دبلوماسيين روس من لندن.
إلى ذلك، انتقدت الصحافة البريطانية بشدة، أمس، إعلان موسكو طرد اربعة دبلوماسيين بريطانيين، متهمة اياها باعتماد سياسة تقوم على قمع المعارضين في الداخل والخارج. واعتبرت صحيفة «فايننشال تايمز» في افتتاحيتها ان «تدهور العلاقات بين الشرق والغرب ناتج الى حد بعيد عن روسيا»، وكتبت ان روسيا «ترهب جيرانها وتمارس ضغوطا شديدة على معارضيها السياسيين في الداخل والخارج»، داعية موسكو الى «تغييرات جذرية في مقاربتها للعالم».
وذكرت صحيفة «ذي صن» الأوسع انتشارا بين الصحف البريطانية، ان روسيا «بحاجة الى استثمارات اجنبية، وهذا يتطلب منها ان تحظى بالاحترام، وهي لن تحصل على أي من ذلك اذا ما أرسلت قتلة في العالم للقضاء على منتقدي بوتين».
إلى ذلك، حذر رئيس اتحاد رجال الاعمال الروس، من ان الازمة الدبلوماسية بين روسيا وبريطانيا قد تؤدي الى انسحاب شركات عامة روسية كبرى من بورصة لندن الى بورصات دولية اخرى.
من جهتها، أعربت الولايات المتحدة عن أسفها لتجميد التعاون الروسي البريطاني في مجال مكافحة الارهاب في سياق ازمة دبلوماسية بين البلدين، واعتبرت الخارجية الاميركية الإجراء خطوة «غير إيجابية».
وفي وقت سابق، اعلنت هيئة اركان الجيش النرويجي أنه تم رصد مقاتلات روسية فوق بحر الشمال بين النرويج وبريطانيا ليلة أول من أمس، مما استدعى ارسال مقاتلات نرويجية وبريطانية الى المنطقة، وأضاف «انه امر غير اعتيادي بعض الشيء، وقد مضى وقت طويل لم نر فيه مقاتلات روسية في أقصى الشمال».
وأشار إلى أن النرويج ارسلت طائرتي اعتراض، وان بريطانيا ارسلت بدورها طائرات، لكن المقاتلتين عادتا أدراجهما، وفي وقت مبكر صباح أمس تكرر الأمر وتم رصد مقاتلتين روسيتين استراتيجيتين كانتا متجهتين غرب بحر بارنتس. إلى ذلك، هاجم العميل الروسي السابق اندريه لوغوفوي السلطات البريطانية، في وقت كثف فيه ظهوره الإعلامي سواء للصحافيين أو للإذاعة التي أدلى لها بحديث مطول، أمس، كما انه اصبح مهتماً بإطلالاته الاعلامية بعد أن تحول إلى نجم إعلامي في روسيا، فظهرت صوره على حلبة تزلج، وضفة نهر موسكوفا في موسكو، وبدا مرتاحا ويتكلم بطلاقة كبيرة. وتعليقاً على الأزمة المتصاعدة بسببه بين روسيا وبريطانيا، قال لوغوفوي لصحيفة «ازفستيا» الروسية «لدي عائلتي هنا وأعمالي في روسيا وأنا في احسن حال»، وأكد أنه بريء، وردا عن سؤال عن سبب عدم ذهابه الى لندن للدفاع عن نفسه اذا كان بريئا، قال «لم يوجه لي احد الدعوة لزيارة لندن».