ضحايا دعاوى الجهاد في العراق (الحلقة الرابعة) ـ مراجعات 400 موقوف: الفتاوى المحرضة والقنوات الفضائية أبرز مسببات الفكر المنحرف

مراحله تبدأ بالتهييج.. فالتنفير.. فالتكفير.. وصولا للتنفيذ

أحمد الشايع وهو يشرع في رسم لوحة تعكس التغير الحاصل في أفكاره الماضية
TT

يرجع الشيخ أحمد جيلان، منسق برنامج الرعاية، أسباب وقوع الشباب بالفكر المنحرف، إلى 21 مسألة، تكشفت لديه بعد لقائه بأكثر من 400 موقوف في مختلف السجون السعودية.

ولعل أهم الأسباب من وجهة نظر جيلان، البيانات الجماعية المحرضة، والتي تمثل لدى غالبية الشباب ضوءا أخضر، للانتقال إلى أي من مناطق النزاع المضطربة في العالم.

ومن أسباب انحراف الفكر، الجهل بدين الله، وخاصة بحقوق ولاة الأمور، وأحكام العهود والمواثيق، والدماء المعصومة، وضوابط الجهاد والتكفير.

ويتضح من خلال المراجعات الفكرية لبعض الموقوفين، بأن منهم من اتبع هواه في عملية رفع السلاح، إضافة إلى تركهم للنصوص المحكمة واتباع المتشابه.

وتأتي الفتاوى المضللة في مقدمة اسباب انحراف الفكر، وما ينتاب الشباب من حماس وعاطفة مجردة عن العلم الشرعي.

ويذكر الشيخ جيلان، أن الغلو في الدين والتشدد والعجلة والاندفاعية لدى الشباب، من أهم الأسباب التي قد توقع الشباب بالفكر المنحرف، فضلا عن مشاهدة الأفلام الجهادية وغيرها.

ويفتح عنصر سماع المحاضرات المهيجة والأناشيد الحماسية، الباب واسعا أمام ضرورة مراجعة كل ما يباع داخل التسجيلات الإسلامية في البلاد.

وساهم ملتقى أفغانستان التكفيري، في إحداث لوثة فكرية لدى كثير من الشباب السعودي، كما يقول جيلان، حيث انتشر هناك الفكر التكفيري، وساعد وجود عدد من السعوديين في أفغانستان في ذلك الوقت بنقل الأفكار التكفيرية لداخل المجتمع، وذلك بعد انتشار كتاب «الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية»، والذي قام بتأليفه الأردني «أبو محمد المقدسي».

وعلى ذمة الشيخ جيلان، فإن هناك عددا من الموقوفين من تأثر بما تبثه بعض القنوات الفضائية، من خطابات لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، ما ساعد في تهييج الشباب وخروجهم إلى مناطق النزاع التي يشير إليها بن لادن في خطاباته.

ويحمل جيلان عنصر عدم الشفافية والمصارحة في مناقشة الفكر المنحرف، مسؤولية كبرى في انتشار هذا الفكر، في ظل التقصير منابر العلم والإعلام في التوعية بأضرار هذا الفكر ومفاسده.

وأما عن الظروف التي هيأت قبول الشباب للفكر المنحرف، فيذكر منها جيلان، الفشل في الدراسة، البطالة والفراغ، الفقر والحاجة إلى المال، عدم وجود محاضن شبابية راشدة، عدم تسهيل أمور الزواج، عدم وجود جرعات وطنية كافية بتعزيز انتماء الشباب لوطنهم.

وللفكر المنحرف مراحل، كما يقول جيلان، فهو يبدأ بالتهييج من خلال إشاعة عيوب الولاة وذم كبار العلماء، مرورا بالتنفير من ولاة الأمر والراسخين بالعلم وأسرهم ومقاعد دراستهم، فمرحلة التكفير الذين يعتمدون فيه على اتباع المتشابه والفهم الخاطئ لبعض القواعد الشرعية وإحداث قواعد فاسدة ليخدعوا بها الجهال من الشباب، وصولا إلى التنفيذ المتضمن كافة الأعمال الإجرامية التي يقوم بها هؤلاء.