البنتاغون: إعداد تقويم دقيق حول العراق يحتاج إلى 45 يوما أخرى

رغم تحذيرات الحزبين الديمقراطي والجمهوري من أن الوقت المخصص لإعداده قارب على الانتهاء

TT

قال الرجل الثاني في قيادة القوات الاميركية في العراق، الجنرال ريموند اوديرنو، انه في حاجة الى المزيد من الوقت حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل كي يتمكن من إعداد تقويم دقيق لنتائج الزيادة الحالية ومدى نجاحها في تعزيز الوحدات العاملة والعمليات التي تقوم بها هذه القوات. وجاء حديث ثاني أكبر القادة العسكريين الاميركيين في العراق على الرغم من ان أعضاء مجلس الشيوخ عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري حذروا من ان الوقت المخصص لإعداد هذا التقويم قارب الانتهاء. وقال الجنرال اوديرنو إنه سيشارك في إعداد تقرير من المقرر عرضه امام الكونغرس منتصف سبتمبر (أيلول) المقبل، لكنه قال ان إعداد تقرير جيد حول الوضع يحتاج الى فترة 45 يوما اخرى. وأشار الجنرال اوديرنو الى «نجاح كبير» خلال الأسابيع الأربعة السابقة في العمليات العسكرية ضد تنظيم «القاعدة في العراق» وفي تدريب قوات الامن العراقية، وأضاف ايضا ان الفترة السابقة شهدت تحركات باتجاه المصالحة السياسية. وردا على سؤال حول تراجع تأييد الوجود الاميركي في العراق، أجاب الجنرال اوديرنو قائلا: «كل ما استطيع فعله هو ان ابلغكم بما يجري». وتجدر الاشارة الى ان كلا من الجنرال اوديرنو وكروكر والجنرال بترايوس ظهروا، كل على حدة، في جلسة شاركوا فيها عبر الفيديو لإبلاغ رسائل مماثلة حول استراتيجية الرئيس جورج بوش تلخصت في ان هناك تقدما في العراق إلا ان الاستراتيجية في حاجة الى وقت اكثر من الذي حدده الكونغرس لتلقي التقرير الخاص بتقييم الأوضاع الأمنية عقب زيادة عدد القوات الاميركية في العراق. من جانبه قال كروكر أمام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ حول المصالحة السياسية في العراق، انه يركز في هذه المرحلة على دفع المجهودات الرامية الى جعل فصائل الحكومة العراقية كي تعمل معا اكثر من التركيز على التأكيد على توصل الحكومة العراقية الى الأهداف الأمنية والتشريعية التي حددها الكونغرس. جدير بالذكر ان رئيس الحكومة العراقية ورئيس البلاد ونائبيه يجتمعون على نحو منتظم صباح يوم الأحد من كل اسبوع لتناول الأزمات الراهنة. وأضاف كروكر انهم يأملون في التوصل في نهاية الأمر الى صيغة للمضي قدما بالأهداف المراد تحقيقها. وأشار كروكر ايضا الى التقدم السياسي والعسكري الذي انجز في محافظة الأنبار ومناطق اخرى تطوعت فيها قوات سنيّة بالمشاركة في القتال ضد تنظيم «القاعدة في العراق». وقال كروكر انه لا يحاول إظهار الحكومة العراقية بمظهر النموذج المثالي في الفاعلية والكفاءة، لأنها لا تتمتع بذلك، لكنه أضاف ان «الضغوط والتوتر في مختلف قطاعات المجتمع تنعكس على الحكومة»، وقال ايضا ان «الخوف هو السمة المميزة للجو العام في العراق»، مؤكدا ان «كل ما يعملون من أجله هو ان يحل محل هذا الخوف». واتهم السناتور الديمقراطي جون كيري ادارة بوش بمحاولة صرف الانتباه عن مسألة عدم تحقيق تقدم في الأهداف التي حددها الكونغرس. وكان الزمن هو ما يشغل الجميع. وقال السناتور شاك هاغل الجمهوري عن ولاية نبراسكا «نشتري الوقت من اجل مصالحة سياسية لا تحدث». اما السناتور جوزيف بيدن الديمقراطي عن ولاية ديلوار رئيس اللجنة فقد حذر من ان «الوقت يمضي بسرعة».

وكرر ريتشارد لوغار الجمهوري عن ولاية انديانا، زعيم الاقلية، قلقه الذي اعرب عنه في اوائل الشهر الحالي في كلمة بالمجلس، فقد حث الادارة على بداية التخطيط لاعادة نشر القوات من العراق «قبل ان يجبرها الكونغرس والرأي العام على ذلك». وقال كروكر انه على وعي باستعدادات الادارة «للخطة ب» واضاف ان «تركيزي بأكمله يتعلق بتطبيق «الخطة ألف» وهي الاستراتيجية التي اعلنها بوش في يناير (كانون الثاني).

وقد ظهر كل من بترايوس وكروكر في البنتاغون في ساعة مبكرة أول من امس في جلسة رتبها البيت الابيض عبر الفيديو لأعضاء مجلسي النواب والشيوخ. وقد دعي مائة من اعضاء المجلسين من اللجان واللجان الفرعية الرئيسية لحضور الجلسة، وقبل الدعوة 50 عضوا فقط. كما دعي جميع اعضاء مجلس الشيوخ وعددهم مائة الى جلسة خاصة وحضرها 30 فقط.

وتجدر الاشارة الى ان ردود الفعل من جميع الاطراف تشير الى تصاعد التوتر السياسي. فقد سخرت قيادات الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ من الجلسة باعتبارها لا تساهم في الحل وغير منظمة. ووصفها هاري ريد زعيم الاغلبية بأنها «تنوير مفترض» واشار الى ان العديد من مكاتب كابيتول هيل لم تكن على علم بالجلسة.

اما السناتور باتي موراي الديمقراطية عن ولاية واشنطن فقد ذكرت ان العاملين في مكتبها وجدوا الدعوة وسط مجموعة من رسائل الفاكس العام الذي يتلقى مئات الرسائل يوميا. كما اكد ريتشارد دوربين المسؤول التنظيمي لحزب الاغلبية انه لم يتلق الدعوة.

وعبر المسؤولون في البيت الابيض عن ضيقهم من عدم التنظيم في الكونغرس واشاروا الى ان البنتاغون هو الذي اختار إرسال الدعوات عبر الفاكس. وقضى البيت الابيض جزءا من اليوم يلاحق مسار رسائل الفاكس، ويؤكد انها ارسلت للذين اشتكوا من عدم تلقيها.

وفي رده على رسالة هيلاري بتاريخ 16 قال ادلمان «هذه مناقشات علنية وسابقة لأوانها» عن الانسحاب تدعم دعايات العدو بأن الولايات المتحدة ستتخلى عن حلفائها في العراق، مثل الاعتقاد فيما يتعلق بفيتنام ولبنان والصومال».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الاوسط»