وزارة التربية العراقية: لا صحة لإلغاء الامتحانات الوزارية.. وستعلن النتائج نهاية الشهر الحالي

الطلاب المتفوقون يطالبون بإعادتها لوجود بعض الخروقات

TT

«لقد ضاع تعبي كله وقد ندمت لأنني حولت مركزي الامتحاني إلى مكان بعيد عن المنطقة التي كنت أعيش فيها»، بهذه الكلمات بدأت ( د.ح) حديثها مع «الشرق الأوسط» عندما أبلغتها زميلة لها أن مدرستها في منطقة (هور رجب) التي انتقلت منها بسبب توتر الأوضاع الأمنية قد دخلها مسلحون وأمروا بأن يدخل الطلبة كتبهم المدرسية أثناء الامتحان الوزاري ليتعرفوا على الأجوبة الصحيحة للأسئلة الموجهة لهم في جميع المواد الدراسية. وقالت (د.ح) إنها انتقلت إلى مدرسة في جانب الكرخ وكانت الرقابة أثناء الامتحانات على أشدها بينما المدارس التي تقع في أطراف بغداد من جهة الغرب قد شهدت انفلاتا نقله لها الطلبة والأقارب في تلك المدارس، وهذا الأمر حسبما تصفه الطالبة سيضيع عليها التعب الذي شعرت به في الدراسة وفي التنقل من منطقة إلى اخرى بسبب التوتر الأمني.

احدى المعلمات التي شهدن عمليات الغش، وإدخال الكتب المنهجية إلى قاعات الامتحان نقلت لـ«الشرق الأوسط» ما وصفته «اختراقا تربويا كبيرا»، وقالت «إن المنطقة التي تعيش فيها تسيطر عليها بعض جماعات ما يطلق عليهم بأفراد من دولة العراق الاسلامية والذين يفرضون النقاب على كل النساء في تلك المناطق»، واضافت، رافضة ذكر اسمها او اسم مركزها الامتحاني خوفا من استهدافها «ان المسلحين المذكورين دخلوا الى قاعات الامتحان وقالوا للطلبة ادخلوا كتبكم واستخرجوا كل أجوبة الامتحان، وبين ذهول الطلبة وفرحهم بما يحصل وقف جميع المراقبين لحظات صمت مطبق حتى لا يعاقبوا على أية ردة فعل وقد اخبرنا المسلحون بعدم إخبار المسؤولين بذلك».

أكثر من معلم وطالب ابلغ «الشرق الأوسط» بحالات الخرق، وقال احدهم «إن جماعات ما يعرفون بجيش المهدي في منطقة ابو دشير ايضا دخلوا المدرسة التي يراقب فيها واجبروا الأساتذة على ادخال الكتب او مساعدة الطلبة في الإجابة الصحيحة».

وفي نفس الوقت، ذكر طلاب آخرون تشديد الرقابة الامتحانية، وتمنى العديد من الطلبة المتفوقين الغاء الامتحانات لأن جهدهم سيضيع وسط هذه الفوضى، بينما عدد آخر من الطلبة طلب ايضا ان يغض المسؤولون النظر عما حصل، لأن ما حصل في مدارسهم يعد فرصة لن تتكرر بالنسبة لهم.

وقال مرشد تربوي لـ«الشرق الاوسط» «إن ما حصل اختراق تربوي سيسحب العملية التربوية بشكل عام في العراق الى ما لا تحمد عقباه وسيكون على المسؤولين إدراك الخطأ الذي وقعوا فيه عندما سيستمر الحال على ما هو عليه ويتم الاعتراف بهذه». من جهته، طمأن المتحدث الرسمي باسم وزير التربية العراقي وليد حسين، الطلبة العراقيين وفي جميع المحافظات «بأن الامتحانات جرت بشكل طبيعي وسيتم الإعلان عن النتائج نهاية الشهر الحالي، وان ما تروج له بعض وسائل الإعلام حول إلغاء الامتحانات لا أساس له من الصحة». وأضاف حسين في حديث لـ«الشرق الأوسط» «أن الامتحانات جرت بانسيابية طبيعية رغم حدوث بعض الخروقات التي تمت متابعتها من قبل غرفة العمليات التي شكلت بالوزارة والمعنية بمتابعة سير الامتحانات وتذليل العقبات، وقامت بعلاج هذه الخروقات بشكل فوري».

وعن هذه الخروقات، أوضح أن الوزارة أجلت امتحان الإسلامية للصف السادس الإعدادي بفرعية الأدبي والعلمي، بسبب حدوث خلط بالرزم؛ أي أن الأجهزة الرقابية وجدت رزمة أسئلة خاصة بالسادس مع الرزم المخصصة للصف الثالث المتوسط. وأوصت الوزارة بتأجيل الامتحان وفعلا جرى ذلك. وعن الخروقات الأخرى التي حدثت أثناء سير الامتحانات هو تعرض بعض المراكز الامتحانية لخروقات أمنية، وأيضا تعرض أخرى لاعتداءات إرهابية، وقمنا بشكل فوري بتحويل هذه المراكز إلى مناطق أكثر أمنا وحضر أليها الطلبة وأكملوا امتحاناتهم بشكل عادي».

وعما ورد حول حدوث عمليات تزوير جماعية، وإمكانية صدور قرار بإلغاء الامتحانات بشكل كلي، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية، انه لا صحة أبدا لمثل هذه المعلومات والتي أوردتها بعض الوسائل التي وصفها وليد بـ«المأجورة» والتي تتقاضى أموالا مقابل بث ما يزيد من توتر الأوضاع وإثارة الفتنة والدفع باتجاه تسييس كل الظواهر، مؤكدا انه ونيابة عن وزير التربية الدكتور خضير الخزاعي اطمأن جميع الطلبة العراقيين على ان الامتحانات الوزارية هي مسألة تربوية بحتة بعيدة تماما عن السياسة والمناحرات السياسية، ووزارة التربية هي وزارة لكل العراقيين بكافة توجهاتهم وانتماءاتهم وأعراقهم وليست وزارة فئة دون أخرى، وعليه نحن ندعو إلى عدم تسييس هذه الوزارة الخدمية التي تقدم خدماتها للجميع من دون تمييز. وتساءل وليد بشأن تلفيق قضية التزوير الجماعي «إذا كانت هناك عمليات تزوير جماعي يعني هذا بالمئات؟ ومثل هذا الأمر يمكن كشفة ببساطة، وحتى من قبل أناس غير مهنيين، ورغم ذلك فهناك لجان تم تشكيلها من قبل وزير التربية لمتابعة جميع الأمور والتأكد من سلامة سير الامتحانات في كافة المراكز الامتحانية».

وبخصوص إعلان نتائج الامتحانات أوضح أنها ستعلن بشكل رسمي نهاية الشهر الحالي وستتم دعوة وسائل الإعلام بكافة أنواعها لمؤتمر موسع ويزودون بنسخ رسمية من النتائج.

وعن موضوع الطلبة المهجرين، أكد المتحدث الرسمي أن الوزارة سعت وقبل الامتحانات بفترة طويلة إلى معالجة هذا الأمر، وأوعزنا لكافة المدارس باحتوائهم وإكمال مناهجهم وإدخالهم الامتحانات الوزارية، لكن نتائجهم سيتم حجبها لحين ورود الأوراق الأصولية التي تثبت أنهم طلاب في هذه المرحلة الدراسية عبر مدارسهم الأصلية، مضيفا أن الجميع تم اختبارهم بشكل طبيعي ولم تحدث أية مشكلة بهذا الخصوص.

واختتم حسين اللقاء بالحديث عن الطلبة الموهوبين، وقال «إن لدى الوزارة حاليا 59 موهوبا وتشير نتائجهم إلى أنهم يملكون مقومات العلماء، وقامت الوزارة باحتضانهم واستحصال قبولات لهم في جامعة قطر للموهوبين، واختيارنا لقطر جاء بهدف ضمان إكمال مشوارهم العلمي في بيئة عربية قريبة من بيئتنا العربية وعدم اختلاطهم بمجتمعات قد تؤثر عليهم مستقبلا، كما وأوعز رئيس الوزراء بتخصيص مرتبات شهرية لهم تصرف لهم في قطر لمساعدتهم، وأيضا كنوع من الاهتمام بهذه الشريحة النادرة التي يحتاج لها العراق».