البنتاغون وهيلاري كلينتون يتبادلان توبيخات علنية بشأن الانسحاب من العراق

باراك أوباما: لا يمكن استعمال القوات لحل مشاكل إنسانية أو منع إبادة جماعية

عراقية تخبز في فرن من الطين في معسكر للنازحين في النجف أمس (أ.ف.ب)
TT

تبادلت وزارة الدفاع الاميركية وهيلاري كلينتون مرشحة الديمقراطيين للرئاسة، توبيخات علنية حول موضوع سحب القوات الاميركية من العراق، وفي غضون ذلك قال باراك أوباما المرشح الديمقراطي الآخر للرئاسة، إن الولايات المتحدة لا يمكنها استعمال قواتها العسكرية لحل مشاكل إنسانية في العراق أو منع إبادة جماعية محتملة (العنف الطائفي). وأوضح أن ذلك ليس سبباً كافياً للاحتفاظ بقوات عسكرية هناك. وكانت هيلاري كلينتون قد استفسرت البنتاغون في وقت سابق حول ما إذا كانت لديهم خطط تضمن جلاء القوات الاميركية من العراق من دون ان تتعرض لمخاطر. ووصف البنتاغون هذا الاستفسار في حالة تقديم معلومات بشأنه بأنه «يقدم خدمة للعدو». وقالت كلينتون في رسالتها التي بعثت بها الى روبرت غيتس وزير الدفاع الاميركي في مايو (أيار) الماضي، إنه بغض النظر عن توقيت سحب القوات، فإن خروج جنود ومعدات من العراق ليس أمرا سهلا، خاصة اذا كانت ستمر في طريق انسحابها بأراض تهيمن عليها مشاعر عدائية. ورد اريك ادلمان وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية بعنف على استفسار هيلاري وقال «هذا الامر ببساطة يعزز حظوظ العدو»، وزاد يقول في رسالة مكتوبة وجهها الى كلينتون «النقاش السابق لأوانه حول سحب القوات الاميركية من العراق يعزز دعاية العدو بأن الولايات المتحدة ستتخلى عن حلفائها في العراق اكثر مما فعلنا في فيتنام ولبنان والصومال».

وأثارت لغة الرسالة الفظة الاستغراب في الكونغرس لأنها موجهة لعضو في لجنة مجلس الشيوخ للشؤون العسكرية. وهو ما أثار حفيظة كلينتون التي كتبت امس رسالة الى روبرت غيتس تستفسره حول ما إذا كان يتفق مع مضمون رسالة ادلمان. ووصفت رد البنتاغون بأنه «معيب وخطير». وقالت هيلاري في رسالتها إن أدلمان تفادى اسئلتها ودخل في جدال زائف لتجنب الحديث عن خطط الطوارئ لسحب القوات الاميركية من العراق. وطالبت هيلاري كلينتون في رسالتها عقد جلسة مغلقة يعرض خلالها البنتاغون خططه عندما يحين وقت الانسحاب. وقال فيليب رينز الناطق باسم هيلاري «أرسلنا رسالة جادة الى وزير الدفاع وتلقينا بكيفية غير متوقعة رداً سياسياً».

وفي موضوع ذي صلة، قال باراك اوباما «اذا كان معيار تدخل قوات اميركية في الخارج هو منع احتمالات الابادة الجماعية، فانه طبقاً لهذه الحجة كان علينا نشر 300 الف جندي في الكونغو عندما ذبح الملايين لأسباب عرقية.. وهو ما لم نفعله، كما كان علينا نشر قوات من جانب واحد لاحتلال السودان، وهو ما لم نفعله، حتى اولئك الذي يهتمون بإقليم دارفور يعتقدون بأنها ليست فكرة جيدة».

وأوضح أوباما رؤيته لمسألة الانسحاب من العراق وقال في هذا الصدد «لا أحد يقترح انسحاباًً كلياً، إذ لا بد من وجود قوات اميركية يمكنها ان تتدخل مع قوات اخرى في حالات الطوارئ»، وزاد قائلا «لا شك أن هناك احتمالا لارتفاع وتيرة العنف الدموي في العراق حتى بدون وجود اميركي هناك، والمجازفة الكبرى هي البقاء في العراق، وفي تقديري ان نسبة المجازفة اكبر اذا واصلنا احتلال العراق لنتحول الى مغناطيس لا يجذب فقط الارهابيين بل الفصائل العراقية». ويدعو أوباما الى الحد من الدور الذي تلعبه القوات الأميركية في العراق، وقال في هذا الصدد «لم نخسر معركة عسكرية في العراق، لذلك عندما يقول الناس اذا انسحبنا يعني أننا خسرنا، فاننا بذلك نسأل السؤال الخطأ، إذ لا يمكننا الحصول على عراق آمن عبر الوسائل العسكرية لأنه في هذه الحالة يمكن ان يتواصل قتالنا هناك حتى الحقبة المقبلة». ويعتقد أوباما ان حل مشكلة العراق والنزاعات المدنية الاخرى يتم عبر الطرق السياسية.

وينتقد الجمهوريون أوباما ويقولون إنه لم يتخذ موقفاً واضحاً بعد من حرب العراق على الرغم من مطالبته المستمرة بالانسحاب. وقال الجمهوري آمبر ويلكرسون «كان أوباما يقول إن انسحاباً سريعاً من العراق يعد بمثابة صفعة في وجه القوات الاميركية، ثم صوت الى جانب من رفضوا رصد اعتمادات جديدة لتمويل القوات الاميركية التي تمر بأوضاع صعبة». وأضاف ويلكرسون قائلا «الاميركيون يتطلعون نحو قادة لديهم مبادئ وليس الى سياسيين مبتدئين يتذللون للجناح اليساري في حزبهم في محاولة للفوز بالانتخابات الرئاسية». وعلق أوباما على ذلك قائلا «انهم (الجمهوريون) يريدون الحصول على نقاط سياسية بثمن بخس».