النائب حرب: انتخاب رئيس لبناني لسنتين أو ثلاث اعتداء على موقع الرئاسة

أشار إلى أن الكنيسة المارونية ترفضه

TT

أعلن النائب اللبناني بطرس حرب (أحد أركان قوى 14 آذار) انه لن يقبل «بأي خرق للدستور وتعديله لمصلحة شخص او مشروع». وحذر من ان كل تعديل لمدة ولاية رئيس الجمهورية هو «اعتداء على موقع الرئاسة واضعاف له»، مؤكداً ان الكنيسة المارونية ترفضه. ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى ملاقاة الدعوات «لتخفيف حدة الصراع وكسر الحلقة المفرغة، وليشكل مع اصحاب هذه الدعوات خطا انقاذيا موحدا وساعيا الى تقريب وجهات النظر للاتفاق على رئيس جديد للبلاد».

وأشار حرب، في مستهل مؤتمر صحافي عقده امس، الى ان السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان ابلغه «أن عدد اللبنانيين الذين تقدموا بطلبات تجديد جوازاتهم الاميركية هذه السنة بلغ الآلاف، وفاق بنسبة 524% عدد الذين جددوا جوازات سفرهم السنة الماضية (سنة الحرب الاسرائيلية على لبنان) ومنهم من كان مضى على انتهاء العمل بجوازاتهم عشر سنوات من دون تجديدها». وخلص الى الاستنتاج «ان لبنان اصبح في مهب الريح مجددا». وقال: «بتنا نتساءل أين أصبح الحلم بلبنان العظيم، السيد، الحر، الديمقراطي ؟ وبتنا نخجل من دماء شهداء الاستقلال والتحرير بحيث أصبحنا عاجزين عن تبرير ما يحصل».

ورأى «ان التحدي يكمن في مدى التزامنا مواثيقنا الوطنية ودستورنا وقوانيننا». وقال: «مخطئ من يتصور أن الصراع قائم على شخصية رئيس الجمهورية المقبل أو على شكل الحكومة أو على قانون انتخاب. القضية أصبحت تلامس الكيان والمصير والمستقبل. وعلينا إدراك ذلك. وأن مظاهر الخلاف ليست إلا العوارض المرضية الناتجة عن الاختلاجات الأساسية التي تصيب الجسم اللبناني». وأشار الى انه «في هذا المناخ المتفجر المحفوف بالاخطار تصدر بعض المواقف السياسية الجديدة المتميزة في إطار قوى 14 آذار. ولي منها شخصيا البعض. وهي مواقف تعبر عن قلق فريق منا واستشعاره بالخطر الكبير الذي يهدد البلاد وانسداد الأفق. وتعبر عن رغبة في السعي الى خلط الأوراق ومد الأيادي إلى الآخرين لتخفيف حدة الصراع ولكسر الحلقة المفرغة التي تدور فيها البلاد. وهي تشكل صرخة نابعة من ضمير البعض لاستدراج مبادرات وطنية جديدة للانقاذ». وأسف لأن «يحاول البعض توظيف هذه المواقف المتميزة في خانة تفكك فريق 14 آذار وانتصار فريق 8 آذار. وهو ما يتعارض مع نيات أصحاب هذه المواقف وما يتناقض مع رغبتهم في تحويل مواقفهم هذه إلى قوة ضاغطة على كل الأطراف السياسية للتفتيش عن حل للأزمة المستفحلة».

وقال: «من هذا المنطلق ننتظر من الرئيس نبيه بري، ومن موقعه كرئيس لمجلس النواب وبالنظر الى أهمية دوره في المرحلة المقبلة، أن يبادر إلى ملاقاة هذه الدعوة ليشكل وأصحاب هذه المواقف خطا إنقاذيا جديدا موحدا للبلاد وساعيا إلى تقريب وجهات النظر للاتفاق على رئيس جديد للبلاد، رئيس قادر على قيادة البلاد وإعادة ترتيب البيت اللبناني وتوحيد أبنائه حول مشروع وطني يعيد بناء الدولة السيدة المستقلة الديمقراطية ومؤسساتها الدستورية».

ووصف حرب بـ«الطروحات المشبوهة» الترويج لحل يقوم على انتخاب رئيس مؤقت للجمهورية لسنتين او ثلاث، على ان تجرى الانتخابات النيابية المقبلة وينتخب المجلس الجديد رئيسا لمدة ست سنوات. وقال: «إن مركز رئيس الجمهورية في لبنان ليس جزءا من ديكور الصيغة السياسية بحيث يمكن تقصير ولايته أو تطويلها حسب مصالح هذا الفريق أو ذاك. فرئاسة الجمهورية تشكل الركن الأساس في نظامنا الديمقراطي الجمهوري البرلماني والرئيس المستقر في ولايته لست سنوات، بينما لا تتجاوز ولاية مجلس النواب ورئيسه الأربع، ولا تتجاوز حياة الحكومات ورؤسائها الأشهر أو السنوات القليلة. فهو رئيس البلاد وكل مؤسساتها ورمز وحدتها واستقرارها وراعي الحياة الديمقراطية والسياسية فيها ... وإن كل تعديل لمدة ولاية الرئيس، إنقاصا أو زيادة، يشكل اعتداء على موقع الرئاسة وإضعافا له. ويؤدي بالنتيجة إلى وقوع الخلل في النظام مع ما ينتج عن ذلك من أزمات كالتي نتخبط فيها اليوم».