«حقوق الإنسان»: السعوديون المتورطون مع «فتح الإسلام» وقعوا ضحية «بزنس» جماعات التهريب

الحارثي لـ«الشرق الأوسط»: جثث القتلى الـ25 في نهر البارد ملامحها لبنانية وإيرانية

TT

أسفرت زيارة وفد تقصي الحقائق السعودي، المكلف من قبل هيئة حقوق الإنسان الحكومية زيارة كل من لبنان والأردن وسورية، عن تحديد مجموع السعوديين المعتقلين في تلك الدول، والبالغ عددهم 140 معتقلا، يتفاوت جرمهم بين قضايا جنائية وأخرى إرهابية.

وكشفت معلومات أدلى بها سعوديون متورطون بالمشاركة في صفوف مقاتلي «فتح الإسلام» في لبنان، لوفد حقوقي سعودي، أن جماعات ومنظمات سورية وعراقية، وقفت خلف دفعهم للانضمام لصفوف «الحركة» لقتال الجيش اللبناني هناك.

وقال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور زهير الحارثي، المتحدث الرسمي باسم هيئة حقوق الإنسان الحكومية، إن مواطني بلاده المتورطين في المشاركة بالمعارك الدائرة بين عناصر «فتح الإسلام» والجيش اللبناني، وقعوا ضحية «بزنس» الجماعات الإرهابية وجماعات التهريب.

وتبين لوفد تقصي الحقائق السعودي، الذي قام بزيارة المعتقلين السعوديين في لبنان، أنه قد تم بيعهم لجماعة لبنانية، بواقع 3 آلاف دولار للشخص الواحد.

وكشف الحارثي، أن عدد السعوديين المحتجزين في لبنان، لا يتجاوز الـ8 أشخاص، قال إن غالبيتهم من صغار السن ممن لم تتجاوز أعمارهم الـ20، ومن الذين عمدت جماعات في سورية والعراق على استدراجهم، للاستفادة منهم في معارك نهر البارد. غير أن واحدا من السعوديين المتورطين في معارك نهر البارد، اتضح أن له صلة وثيقة بتنظيم «القاعدة»، وفقا للسلطات اللبنانية.

وبحسب بيان وزعته هيئة حقوق الإنسان الحكومية أمس، فإن غالبية السعوديين الموقوفين لدى السلطات اللبنانية، قد صور لهم أن ما يحدث في نهر البارد، أرض حقيقية للجهاد. غير أن اعترافاتهم التي أدلوا بها لوفد تقصي الحقائق السعودي، عكست تيقنهم أن ما يجري هناك ليس إلا تصفية حسابات بين أطراف متناحرة.

وأكد الحارثي، أن ما طرحه مواطنو بلاده الموقوفون في لبنان، «يرسخ مقولة أن هناك جهات تمول وتوظف وتستخدم الشباب السعودي، في أعمال التفخيخ».

وأكدت السلطات اللبنانية لوفد هيئة حقوق الإنسان الحكومية، إمكانية تسليم الموقوفين السعوديين الذين لم يرتكبوا أي جرائم يعاقب عليها القانون إلى بلادهم، فيما أكدت السلطات هناك أن المتسللين والمغرر بهم سيتم استكمال إجراءات تسليمهم للسعودية، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بين البلدين.

وأنهى وفد هيئة حقوق الإنسان الحكومية، مهمته في كل من الأراضي اللبنانية والأردنية، والتي كانت ترمي للإطلاع على أوضاع السجناء والموقوفين السعوديين في السجون اللبنانية والأردنية، من حيث أعدادهم وقضاياهم، والأحكام الصادرة بحقهم، ومدى تمتعهم بحقوقهم القانونية.

ولفت زهير الحارثي، إلى أن الجثث الـ25 التي قيل أنها تعود لسعوديين، اتضح أنها تعود لجنسيات مختلفة. وأبلغ الحارثي «الشرق الأوسط»، أن وفد الهيئة الذي اطلع على تلك الجثث، كشف عن حمل بعضها لملامح لبنانية وإيرانية. وقال «قد يكون اثنان أو 3 منها تعود لسعوديين، غير أن هذا الأمر لا يمكن التأكد منه سوى بعد تحليل الحمض النووي».

وسارعت عائلات سعودية، فقدت أثر أبنائها في لبنان، إلى التوجه إلى هناك، بغرض البحث عن أبنائها بين جثث قتلى نهر البارد.

وأكد وفد تقصي الحقائق، الذي التقى ببعض الأسر السعودية في لبنان، على ضرورة إجراء تحليل الحمض النووي، وتسليمه للسفارة السعودية في بيروت، لتقوم بدورها بإجراء المطابقة مع الجهات الأمنية هناك، نظرا لصعوبة التعرف على الجثث جراء تغير ملامحها أو احتراقها.

وفي جانب زيارة الوفد السعودي للأردن، فقد تبين أن عدد السعوديين المحتجزين في السجون الأردنية، لا يتجاوز الـ73 مواطنا، متهمين على خلفية قضايا جنائية.

وتتفاوت الأحكام الصادرة بحق السعوديين المعتقلين في سجني سواقة وجويدة بالأردن، ما بين سنتين و15 عاما، فيما تتراوح أعمارهم بين 20 و45 سنة، في حين أن سجينا سعوديا واحدا يدعى فهد الفهيقي، قد حكم عليه بالسجن المؤبد، بعد أن صدر عفو ملكي أردني، يقضي بتخفيف عقوبة «الإعدام» التي صدرت بحقه.

ونقل وفد هيئة حقوق الإنسان الحكومية، عن الفهيقي، مناشدته للمسؤولين، بأن يتم نقله لبلاده السعودية لقضاء بقية فترة محكوميته في بلده.

وتكفل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بتحمل تكاليف علاج أحد السجناء السعوديين في الأردن، بعدما علم بإصابته بمرض السرطان، حيث تم التنسيق مع السفارة السعودية في عمَان بهذا الشأن، وستجرى له عملية خلال اليومين المقبلين.

وكان وفد هيئة حقوق الإنسان الحكومية، قد زار سورية الأسبوع الماضي، لمعرفة وضع المتسللين السعوديين المقبوض عليهم في الأراضي السورية، حيث تم التأكيد بأنه سيتم تسليمهم لبلادهم السعودية بعد استكمال التحقيقات المبدئية معهم، وأنه لن تتم إحالة أي منهم للمحاكمة.

وقال الحارثي، إن مواطني بلاده الذين حاولوا التسلل إلى العراق ولبنان، عبر محطة سورية، ليسوا بالضرورة أن يكونوا من تنظيم القاعدة. إلا أنه ذكر «أنهم ربما تأثروا بالفكر القاعدي الراديكالي. فهم ليسوا مرتبطين بها هيكليا، ولكنهم متماهون معها أيديولوجيا».

ويبلغ عدد المعتقلين السعوديين في سورية، قرابة الـ59 معتقلا، تورط 29 منهم في قضايا جنائية، ويشكل المتبقون مجموعة من الذين كانوا ينوون التسلل عبر الأراضي السعودية.