باكستان ترفض قيام أميركا بعمليات ضد الأصوليين على أراضيها

بوش يشيد بجهود الرئيس مشرف في التصدي للمتطرفين

TT

أصرت باكستان، أمس، على انه لا يمكن لأي طرف سوى قواتها تنفيذ عمليات مكافحة الارهاب على أراضيها، رافضة بيانا أصدرته واشنطن بأن القوات الأميركية تحتفظ بكل الخيارات مفتوحة في مهاجمة «القاعدة» أو طالبان.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية تسنيم إسلام في بيان: «ما زلنا عازمين على عدم السماح للقاعدة أو أي كيان ارهابي آخر بإيجاد ملاذ آمن على أراضينا. اي تحرك لمكافحة الارهاب داخل باكستان ستتخذه قواتنا الأمنية. كان هذا وما زال أساس تعاوننا مع الولايات المتحدة». وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو، اول من امس، ان الولايات المتحدة لم تستبعد قط أي خيارات فيما يتعلق بضرب «القاعدة» أو طالبان.

ووصفت إسلام مثل هذه البيانات بأنها: «لا تتسم بالمسؤولية وخطيرة». وسبق أن شنت القوات الاميركية في أفغانستان هجمات في باكستان وكثيرا ما تستخدم طائرات بريدتور التي تطير من دون طيار وتحمل صواريخ دون أن تقر بأنها شنت هذه الهجمات كي لا تسبب حرجا للرئيس برويز مشرف، وهو حليف مهم لواشنطن. وتضغط الولايات المتحدة على باكستان لبذل مزيد من الجهود للحد من أنشطة «القاعدة» على أراضيها ولاسيما في إقليم وزيرستان الشمالي القبلي المتاخم للحدود الافغانية والذي يعد ملاذا آمنا للمتشددين منذ ان أبرمت الحكومة الباكستانية معاهدة سلام هناك في سبتمبر (أيلول) الماضي. وأبرمت المعاهدة بسبب تزايد الخسائر في صفوف الجيش الباكستاني الذي سقط 700 من جنوده قتلى وهم يقاتلون متشددين في المناطق القبلية. ولا يزال نحو 85 ألف جندي متمركزين في المناطق الحدودية. وانسحب المتشددون من المعاهدة الاسبوع الماضي ليزيدوا المشاكل التي يواجهها مشرف من الاسلاميين الذين نفذوا حملة تفجيرات انتحارية بعد عملية للجيش لسحق متشددين كانوا متحصنين داخل المسجد الاحمر في اسلام آباد في وقت سابق هذا الشهر.

وقتل ما لا يقل عن 180 شخصا معظمهم من أفراد الشرطة والجيش في هجمات الاسلاميين، بينما قتل 102 معظمهم من أتباع حركة تستلهم نهجها من طالبان في الحصار والهجوم الذي شنته القوات الخاصة على المسجد الاحمر.

من جهته، ربط الرئيس الاميركي جورج بوش امس الحرب الاميركية ضد تنظيم القاعدة بجهود باكستان لمكافحة اعمال العنف التي يقوم بها اسلاميون وخصوصا الهجوم على المسجد الاحمر قبل عشرة ايام. وفي كلمته الاسبوعية اشاد بوش بجهود الرئيس الباكستاني برويز مشرف «لإنقاذ باكستان بكاملها من التطرف» بما في ذلك «معقل» لـ«القاعدة» في المناطق القبلية. ووصف بوش إنشاء هذه المعاقل التي تحدث عنها بالتفصيل تقرير صدر اخيرا للاستخبارات الاميركية، بأنها أحد الوجوه «الأشد اضطرابا» للحرب على الارهاب التي بدأت بعد اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001. وأكد الرئيس الاميركي الذي أضعفته الحرب على العراق، ان مشرف وافق على ان اتفاقا عقد في سبتمبر 2006، وأضاف ان «القوات الباكستانية تخوض معارك، وقتل عدد كبير من افرادها. والولايات المتحدة تدعمها في هذه الجهود. وسنعمل مع حلفائنا حتى لا تتمكن طالبان او القاعدة من ايجاد موطئ قدم في باكستان او في اي مكان آخر في العالم».

وتواجه باكستان موجة غير مسبوقة من الاعتداءات التي ادت الى مقتل اكثر من 200 شخص، بعدما اقسم الاسلاميون الباكستانيون المدعومون من «القاعدة»، بالانتقام لمائة من ناشطيهم قضوا في الحصار ثم في الهجوم على المسجد الاحمر في 10 و11 يوليو (تموز). وتتزايد الانتقادات في الكونغرس الاميركي منذ اسابيع حول قدرة الرئيس مشرف على التصدي للارهاب في مناطق قبلية لا تتولى الدولة المركزية توفير الامن فيها. الى ذلك، يتخوف ضباط المخابرات الباكستانية من ان تصبح بلادهم مثل العراق بكل ما يشهده من تفجيرات انتحارية. ويوم الخميس الماضي وحده وقعت ثلاث هجمات انتحارية اسفرت عن سقوط 52 قتيلا.

واستهدفت الهجمات الشرطة والجيش ومهندسين من الصين أوثق حليف باكستان في المنطقة. ونجا الصينيون دون اي أذى، ولكن مرافقيهم من رجال الشرطة قتلوا. ويقول مسؤولون إن مسلحين يسيرون على نهج «القاعدة» وطالبان شجعتهم الاخفاقات الاميركية في العراق ويعتقدون ان بوسعهم زعزعة استقرار باكستان وإسقاط الرئيس برويز مشرف حليف الولايات المتحدة باستخدام نفس أساليب المسلحين العراقيين.

ويتعرض مشرف لضغط دائم من الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي، ليبذل جهدا أكبر للقضاء على ملاذات آمنة لأفراد طالبان داخل باكستان.

وعلى مدار أكثر من اسبوعين من شهر يوليو، قتل اكثر من 180 معظمهم من الجنود ورجال الشرطة، وسقط أغلب الضحايا إثر تفجيرات انتحارية.