واشنطن تعتزم فتح جبهة جديدة في منطقة القبائل الباكستانية لكنها تستبعد نشر قوات أميركية

البنتاغون يقول إن ألف جندي باكستاني قتلوا في مواجهات مع « القاعدة » وطالبان

بيتر بيس خلال لقاء مع محافظي الاقاليم في افغانستان ( الشرق الاوسط)
TT

تعتزم اميركا التدخل في النزاع القائم حالياً بين الحكومة المركزية الباكستانية ومقاتلين من تنظيم « القاعدة » وحركة طالبان الافغانية في منطقة القبائل، لكنها استبعدت نقل قوات اميركية الى المنطقة في الوقت الراهن على الأقل. ورجحت واشنطن توجيه ضربات جوية وقصف بعض الاهداف طبقاً لما اشار اليه توني سنو الناطق الصحافي باسم البيت الابيض في تصريحات ادلى بها في وقت سابق.

وأعلن مسؤول عسكري اميركي بارز ان واشنطن تبحث حالياً عن كيفية التعاون مع القوات الباكستانية داخل منطقة القبائل وفي منطقة الحدود المشتركة مع افغانستان دون المس « بسيادة باكستان» . وقال بيتر بيس رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية « نبحث عن وسيلة للوصول الى الارهابيين داخل باكستان وفي الوقت نفسه مراعاة الطبيعة الخاصة لمنطقة القبائل وسيادة الحكومة الباكستانية». واضاف في تصريحات ادلى بها في المانيا خلال زيارة لقاعدة اميركية «نعمل من اجل هذا الهدف ولم نصل بعد للحل المثالي لتنفيذه لكننا لن نيأس». واعلن بيس ان واشنطن عبرت عن استعدادها للمساعدة، لكن ذلك يصطدم بالمشكلة الحقيقية في الحرب ضد الارهاب، على حد اعتقاده. وشرح ذلك قائلاً « كيف نحارب اعداءنا داخل بلدان لسنا في حالة حرب معها، وكيف نحترم بكيفية لائقة سيادة الدول الاخرى في وقت نعمل فيه على حماية سيادتنا وحريتنا». وقال بيس إن باكستان تشارك بفعالية في الحرب ضد الارهاب، ولا يمكن للولايات المتحدة تنفيذ عمليات عسكرية دون مساعدة باكستانية. وكشف المسؤول الاميركي النقاب عن ان باكستان فقدت حوالي الف جندي في مواجهات ضد « القاعدة » ومتطرفين آخرين يحاولون استعمال منطقة القبائل على الحدود الباكستانية الافغانية كملاذ آمن. ولم يحدد بيس الفترة التي قتل فيها هؤلاء الجنود، لكن يرجح ان ذلك حدث بعد اقتحام القوات الباكستانية « المسجد الاحمر» في مدينة اسلام اباد. وأوضح بيس ان الولايات المتحدة مستعدة للتعاون في مجال الاستخبارات او تقديم اي دعم آخر يجد قبولاً من طرف المسؤولين الباكستانيين. وتعقد القوات الاميركية وقوات من حلف الناتو مع الباكستانيين ومجموعات من منطقة القبائل اجتماعات منتظمة لدراسة الاوضاع. وتسعى اميركا جاهدة الى عدم الزج بقوات في مناطق التوتر التي تسيطر عليها القبائل الباكستانية، وهي منطقة خارج نفوذ وسلطة الحكومة التي تسعى لمنحها نوعاً من الاستقلالية في تصريف اوضاع المنطقة شريطة طرد مقاتلي طالبان و« القاعدة » . بيد ان بيس الذي وزع البنتاغون تصريحاته على المراسلين في واشنطن، عبر عن اعتقاده ان الباكستانيين حاولوا عدة أشهر تجربة هذا الحل لكن دون نتيجة تذكر، وهو ما دفع الى نشر قوات باكستانية على طول الحدود بين باكستان وافغانستان. يشار الى ان بيس الذي تنتهي مهامه في نهاية اكتوبر (تشرين الاول ) المقبل بعد ان رفض روبرت غيتس وزير الدفاع الاميركي التمديد له في منصبه، يقوم حالياً بجولة على القوات الاميركية خارج الولايات المتحدة، وكان استهل جولته بزيارة العراق ثم زار بعد ذلك افغانستان والمانيا، ويعتقد انها جولة وداعية قبل ان يذهب الى التقاعد.