نواب يرفضون مقترح خليلزاد بتدويل الملف العراقي والمالكي يدعوهم لحل مشاكل الحكومة

يصفونه بأنه تهرب أميركي من المسؤولية تجاه البلد

TT

أعرب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، عن أمله في أن يبادر البرلمان الى إلغاء عطلته الصيفية او تقليصها الى أسبوعين فقط، من أجل ان يساعد الحكومة في حل المشاكل العالقة وفي مقدمتها ملء الحقائب الوزارية الشاغرة. من ناحية ثانية، رفض نواب عراقيون المقترح الذي تقدم به سفير الولايات المتحدة الاميركية لدى الامم المتحدة زلماي خليلزاد الداعي الى تدويل القضية العراقية وإشراك دول مجاورة وإقليمية في محادثات مباشرة حول الشأن العراقي الداخلي، وإعطاء حجم أوسع للامم المتحدة لكي تلعب دور الوسيط على الصعيد الداخلي ومع الدول المجاورة.

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي، إن المالكي اكد لدى استقباله السفير الاميركي في العراق رايان كروكر ومستشارة الرئيس جورج بوش لشؤون العراق ميغن اوسليفان، على أهمية تحريك الوضع السياسي بما يلبي طموحات الشعب العراقي ويساعد في حل المشاكل التي يعاني منها. وقال انه «لا بد للعملية السياسية ان تتقدم ويجب ان تعمل الحكومة مع البرلمان من أجل ان تقدم للشعب العراقي شيئا في هذه الظروف الصعبة». وأشار رئيس الوزراء العراقي الى وجود العديد من مشاريع القوانين التي لم تأخذ طريقها الى المناقشة داخل البرلمان، بسبب عدم اكتمال النصاب. وأعرب عن أمله في أن يبادر البرلمان الى الغاء عطلته الصيفية او تقليصها الى اسبوعين فقط من اجل ان يساعد الحكومة في حل المشاكل العالقة وفي مقدمتها ملء الحقائب الوزارية الشاغرة. وأعرب السفير كروكر عن استعداد الادارة الاميركية لدعم العملية السياسية ودفعها الى الامام، مشيرا الى الجهود التي يبذلها هو شخصيا على هذا الصعيد. الى ذلك، وصف محمود عثمان النائب في البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني المقترح الذي تقدم به المندوب الاميركي لدى الامم المتحدة، بأنه «تهرب من المسؤولية وموقف لا مسؤول من قبل الادارة الاميركية لتبرير فشلها على مدى السنوات الاربع الماضية في العراق».

وقال عثمان في تصريح لـ«الشرق الاوسط» «في البداية كانوا لا يقبلون مشاركة اي طرف في الموضوع العراقي وتزمتوا في رأيهم وقراراتهم رغم دعوتنا لهم لإشراك الاطراف ذات العلاقة، وبعد ان فشلوا في ادارة البلاد يريدون رمي فشلهم على العالم، والآن يدعون الى إعطاء دور أكبر للأمم المتحدة التي فشلت في عملها خلال الفترة الماضية، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا، وهو أمر غير إيجابي».

وقال عثمان انه مانع من تدخل الامم المتحدة بصورة اكبر، لكن «ليس في هذا الوقت العصيب»، وأضاف أن هذا التدخل ممكن فقط «عندما تجد واشنطن الحلول للمشاكل التي وضعت فيها العراق، وتستقر الامور في عموم البلاد». من جهته، اكد النائب عباس البياتي عضو مجلس النواب عن الائتلاف العراقي الموحد، أن الأمم المتحدة شريكة في رعاية العملية السياسية في العراق حسب قرار مجلس الأمن الدولي 1546 الخاص بدور الامم المتحدة. بيد انه اضاف قائلا إنه «يجب ان تكون عملية توسيع دور الأمم المتحدة ضمن سقف محدود وليس بشكل مفتوح». وقال البياتي إن «تدويل القضية العراقية يعني إدخال عوامل تعقيد اضافية لهذه القضية». وأضاف أن العراق مع تنشيط دور بعثة الأمم المتحدة في بغداد «لكن لا ان يتجه الى تدويل المسألة العراقية وجعل الامم المتحدة محور العملية السياسية، لأن الشعب العراقي هو محور تلك العملية وعلى الامم المتحدة تقديم المساعدات حسب تحديد الحكومة العراقية».

وقال البياتي في تصريح لـ«الشرق الاوسط» «نحن ننتظر توضيحا من الحكومة الاميركية والأمم المتحدة حول دور المبعوث الاممي الجديد، وهل سيكون وفق القرار الأممي السابق او سيكون له دور جديد، فلا بد ان يتم التنسيق مع الحكومة العراقية بهذا الصدد، لأن من دون الاتفاق مع الحكومة العراقية حول ذلك فان واشنطن تحاول تدويل القضية العراقية بعد ان رفضتها خلال الفترة السابقة».

وأوضح البياتي أن «إقحام الأمم المتحدة في الشأن العراقي بهذا الوقت وبصورة اكبر من السابق ومن دون ترتيبات قد يفهم منه محاولة اميركية ايجاد شركاء آخرين بحسب توصيات تقرير (بيكر ـ هاملتون)». وكانت دعوات سابقة قد صدرت من بعض الجهات والشخصيات والقوى السياسية من داخل العملية السياسية وخارجها، حثت على إشراك المجتمع الدولي من خلال عقد مؤتمر دولي يعنى بالقضية العراقية والمساعدة في ايجاد الحلول الناجعة لإنهاء دوامة العنف والدمار في البلاد. ووعد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس الاميركي جورج بوش والقادة العراقيين في مناسبات عديدة بلعب دور اكبر في العراق من اجل إعادة إعماره وتحقيق الأمن والاستقرار فيه.