وزير الدفاع الأميركي يهدئ التراشق اللفظي بين البنتاغون وهيلاري كلينتون حول العراق

بوش يطلب وقتا إضافيا.. وجنرال أميركي يقول إن تدريب القوات العراقية لن ينجز قبل عامين

TT

تدخل وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس لتهدئة تراشق لفظي وهجمات متبادلة نشبت بين مسؤولين كبار في البنتاغون والسيناتورة هيلاري كلينتون الساعية لترشيح الحزب الديمقراطي لها للرئاسة.

وقال غيتس في بيان باسمه إنه لم يطلع على الرسالة التي طالبته فيها كلينتون بوضع استراتيجية خروج آمنة من العراق، لكنه يرحب بإشراف الكونغرس على أعمال السلطة التنفيذية. وحمل البيان عبارات تهدئة تخالف الرد الغاضب الذي تبناه وكيل وزارة الدفاع اريك ادلمن متهما هيلاري كلينتون بالترويج لدعاية العدو في مطالبتها للانسحاب من العراق.

وفي محاولة منه لتخفيف حدة رد فعل البنتاغون على مطالب كلينتون قال وزير الدفاع الأميركي إنه دائما من المؤيدين لتدخل الكونغرس في الإشراف على أعمال الحكومة منذ أن كان في الاستخبارات الأميركية وعندما أصبح على رأس وزارة الدفاع، معربا عن اعتقاده بأن الجدل الدائر في مجلسي الشيوخ والنواب له أهداف بناءة مناسبة.

وأضاف أنه لم يقرأ حتى الآن رد السيناتورة هيلاري كلينتون على وكيل الوزارة ولكنه سيرد عليه بعد انتهاء عطلة نهاية الأسبوع.

ومن جانبها دافعت هيلاري كلينتون عن الانتقادات التي وجهتها الى وزارة الدفاع طالبة ايضاحات حول خطط الانسحاب من العراق. وقالت في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، إن اتهام البنتاغون لها بالترويج لدعاية العدو «موقف خطر ومهين».

وأضافت قائلة: «بعثت برسالة جديدة حول مواضيع الامن القومي الى  الامانة العامة لوزارة الدفاع، وحصلت على  رد  سياسي  ومهين». وكانت كلينتون قد بعثت في مايو ( ايار)  رسالة سابقة الى  وزير  الدفاع  روبرت غيتس،  طلبت فيها منه إعداد  خطط  اجلاء  لسحب  الجنود الاميركيين المنتشرين في العراق  بطريقة آمنة. وكتبت «على  الكونغرس ان يكون  متأكدا  من  اننا  مستعدون  لسحب  قواتنا  من  دون  تعرضهم  لاخطار  لا  جدوى  منها». ورد  وكيل  وزير  الدفاع  اريك  ادلمن ان «مناقشة  انسحاب  القوات  الاميركية  من  العراق  قبل  الاوان  وعلنا  يعزز  دعاية  العدو  التي  تقول  ان  الولايات  المتحدة  ستتخلى  عن  حلفائها  في  العراق،  كما  نحن  متهمون  بذلك  في  فيتنام  ولبنان  والصومال». واضاف  في  رسالة  تحمل  تاريخ  16  يوليو (تموز)  ان «مثل  هذه  التصريحات  تسيء  الى  حلفائنا  العراقيين  الذين  نطلب  منهم  تحمل  عبء  مخاطر  كبيرة  لتحقيق  اهداف  المصالحة  الوطنية  والاصلاح  الدستوري  ومواضيع  خلافية  اخرى». واوضحت  كلينتون  ان  رد  ادلمن  يستخدم  «حجج  خادعة  لتجنب  الحديث  عن  اعداد  خطط  الانسحاب  من  العراق». وفي نفس الوقت، فيما جدد الرئيس الأميركي جورج بوش تحذيره من النتائج السلبية التي قد تترتب على أي «انسحاب متسرع» من العراق، شدد زعماء بالكونغرس على ضرورة أن تقدم الإدارة الأميركية تقريرها حول تقييم الوضع بالعراق، في منتصف سبتمبر (أيلول) المقبل، من دون تأخير. وفي لقائه مع عدد من قدامى المحاربين وأسر العسكريين، انتقد الرئيس الأميركي الكونغرس الذي بدأ قادته الإعداد لبدء عطلته في أغسطس(آب) المقبل، من دون الموافقة على مشروع قانون يتعلق بسياسة الدفاع، يقضي بزيادة الأجور للعسكريين، ومزيد من العتاد للحرب. ومن جهته، لفت الجنرال والتر غاسكن، قائد القوات الأميركية العاملة في محافظة الأنبار العراقية السنية المضطربة، إلى أن قواته حققت تقدماً في قتالها ضد المجموعات المسلحة في المنطقة، غير أنه نفى وجود أية إشارات إلى إمكانية خفض عدد الجنود الأميركيين في العراق في المدى الزمني المنظور. وتوقع غاسكن أن تكون القوات الأميركية والمتعددة الجنسيات بحاجة على فترة عامين «على أقل تقدير» لتدريب القوات العراقية، ومساعدتها على بناء قدراتها للوقوف على قدميها في مواجهة المسلحين والإمساك بأمن البلاد. وتجنب غاسكن الإجابة بشكل مباشر عن سؤال حول الجدول الزمني للوجود الأميركي بالعراق، ونوه بالمقابل بنتائج الحملة العسكرية الجديدة، معتبراً أن التقدم الحاصل سببه التعزيزات التي تلقتها قواته مؤخراً، والتي سمحت لها بشن عمليات لملاحقة المسلحين. وجاءت تصريحات غاسكن في وقت قرر الجيش الأميركي تمديد فترة خدمة 2200 عنصر من مشاة البحرية «المارينز» في الأنبار حتى الخريف المقبل على أقل تقدير، كجزء من استراتيجية الرئيس الأميركي جورج بوش الجديدة لفرض الأمن في البلاد.

ومن جهته قال برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي لرويترز ان الوقت حان من اجل تحديد وضع القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق في المستقبل بشكل اكثر وضوحا، ولكنه قال ان بناء قوات الامن العراقية سيستغرق وقتا. وقدم صالح تقريرا مؤقتا للامم المتحدة بشأن وثيقة العهد الدولي التي تضع خطوات محددة للحكومة العراقية مقابل تخفيف الديون ودعم دولي اخر.