المسيري: «كفاية» في طريقها للتحول إلى مؤسسة ديمقراطية

نفى أن تكون نواة لإنشاء حزب سياسي وقال إنها حركة ضمير وطني مصري

TT

كشف الدكتور عبد الوهاب المسيري المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)، عن أن حركته في طريقها للتحول إلى «مؤسسة ديمقراطية»، فيما نفى أن تكون هذه الخطوة نواة لتأسيس حزب سياسي. وقال المسيري لـ«الشرق الأوسط»: «نعني بكلمة مؤسسة أننا سننتهج آلية جديدة داخل الحركة، تتمثل في المزيد من الديمقراطية في اتخاذ القرار عن طريق تفعيل دور اللجنة التنسيقية للحركة، وزيادة عدد أعضائها وضم شباب الحركة لعضويتها».

واعتبر أن الهدف من هذه الآلية هو «مشاركة أكبر عدد من الأعضاء في اتخاذ القرارات، وطرح المزيد من الأفكار الهادفة لتطوير أداء «كفاية». وقال «لا نريد أن نكتسب صفات النظم السلطوية التي يتركز فيها اتخاذ القرار في يد شخص واحد».

وأضاف «لن ننشئ حزبا سياسيا، لأن كفاية حركة ضمير وطني تهدف إلى تجميع كل قوى وتيارات المعارضة لمواجهة الحكومة، إضافة إلى أن الحياة الحزبية في مصر أصابها الترهل وبها العديد من السلبيات التي نحرص على تلافيها». ونفى المسيري، 69 عاما، اعتزامه التنحي عن منصب المنسق العام للحركة بسبب متاعب صحية، وقال «عندما توليت المنصب قبل أربعة أشهر، اتفقت مع قيادات الحركة واللجنة التنسيقية على أن أتولى هذا المنصب لمدة عام واحد، أرشح بعدها شخصا لخلافتي، وأعرضه على اللجنة التنسيقية لتوافق عليه في إطار الحرص على تداول السلطة الذي نحرص على تطبيقه في الحركة».

وكان المسيري قد عاد منتصف يونيو (حزيران) الماضي من رحلة علاجية من مرض السرطان في أميركا. من جهة أخرى طالب المسيري المصريين بالمشاركة في العصيان المدني، الذي دعت إليه مجموعة من شباب الحركة من أعضاء حزب الكرامة تحت شعار «خليك بالبيت»، بعد غد الاثنين في الذكرى الخامسة والخمسين لثورة 23 يوليو (تموز) 1952، وأعلنت كفاية دعمها له ومشاركتها فيه. إلى ذلك، قال جورج إسحاق المنسق العام المساعد لحركة «كفاية»: «ندعو المواطنين إلى البقاء في منازلهم ورفع العلم المصري في الشرفات، مع تعليق شارات سوداء حدادا، على الحالة التي وصلت مصر إليها»، معتبرا أن «هذه الدعوة تهدف للعودة إلى مبادئ ثورة يوليو، التي راحت هدرا.. فالأوضاع ساءت على جميع المستويات لدرجة فاقت التوقعات». وأوضح إسحاق لـ«الشرق الأوسط»، أنه تم اختيار يوم 23 يوليو لتنفيذ حملة «خليك بالبيت»، لأنه سيكون عطلة رسمية في الدولة بمناسبة ذكرى الثورة، وقال «ستكون هناك فرصة مناسبة لاشتراك أكبر عدد من المواطنين».

ورفض إسحاق اعتبار هذه الدعوة تخليا من الحركة عن التظاهر في ظل الممارسات الأمنية الصارمة، التي تقابل مظاهرات الحركة، وقال «خط المظاهرات ثابت ولن نتراجع عنه فقد انتزعناه بصعوبة من السلطات وسنحافظ عليه». ونفى إسحاق أن تكون الخلافات التي حدثت داخل «كفاية» خلال الفترة الماضية قد أثرت على أنشطتها، وقال «مصر كلها في حالة سكون، وليس كفاية فقط، نتيجة لممارسات الحكومة المصرية في قمع الحريات والتعبير عن الرأي».

وتأسست الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» في شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2004 من نخبة من المثقفين والمعارضين المصريين من مختلف التوجهات السياسية، وطالب البيان التأسيسي للحركة بـ«إنهاء احتكار السلطة وفتح الباب لتداولها ابتداء من موقع رئيس الدولة، وإعلاء سيادة القانون والمشروعية واستقلال القضاء واحترام الأحكام القضائية وتحقيق المساواة وتكافؤ الفرص بين كافة المواطنين، وإنهاء احتكار الثروة الذي أدى إلى شيوع الفساد والظلم الاجتماعي وتفشي البطالة والغلاء». ونظمت الحركة منذ تأسيسها عدة مظاهرات في مناسبات مختلفة، رغم التشدد الأمني الذي انتهجته السلطات المصرية لمنع هذه المظاهرات، والذي وصل في بعض الأحيان إلى استخدام العنف ضد المتظاهرين والاعتقال في أحيان أخرى.