رئيس الحرس الثوري يتهم واشنطن بدعم «مهربي المخدرات واللصوص» في إيران

مسؤول أمني أفغاني يتهم إيران بدعم «طالبان»

TT

اتهم قائد الحرس الثوري الجنرال يحيى رحيم صفوي الولايات المتحدة بدعم مسلحين ومهربي المخدرات من اجل زعزعة استقرار ايران في وقت اعلن عن مقتل 11 من عناصر الحرس الثوري جنوب شرقي البلاد. ونقلت صحيفة «هامبستاغي» عن صفوي أمس تصريحات ادلى بها بعد مقتل الجنود الـ11 جراء مواجهة مع مهربي مخدرات اول من أمس: «الولايات المتحدة تدعم قطاع الطرق المسلحين واللصوص ومهربي المخدرات والارهابيين بهدف خلق عدم الاستقرار في البلاد، مما يظهر يأس ولؤم هذه الدولة التي تسمى بالعظمى التي فشلت في كل محاولة لقب نظام الجهورية الاسلامية الايرانية». وقالت وكالة الانباء الايرانية «ارنا» أمس ان احد عشر عنصراً من الحرس الثوري قتلو ليل الخميس بينما تسعة جنود اخرين اصيبوا بجروح في المواجهات في محافظة سيستان ـ بالوشستان جنوب شرقي البلاد. وأضافت الوكالة ان في اشتباك منفصل بين قوات الامن ومسلحين في مدينة زاهدان، في المحافظة الجنوبية نفسها، قتل اربعة مسلحين واصيب 7 اخرين. وتوعد التلفزيون الايراني «ثآراً قوياً» لمقتل الجنود الايرانيين، تزامناً مع الاعلان عن القاء القبض على اثنين من المشتبه في تورطهم في المواجهة المسلحة. وتأتي هذه الحادثة في وقت تشكو فيه طهران من دعم الولايات المتحدة لجماعات معارضة داخل ايران، بينما تواجه قوات الامن مشكلة في التصدي لمهربي المخدرات. ويذكر ان قسماً كبيراً من المخدرات المنتجة في افغانستان، اكبر منتج للافيون في العالم، يمر عبر ايران قبل نقله الى الاسواق الاوروبية او العربية. ويستهلك قسم من هذه المخدرات حتى في ايران التي بها مليوني مدمن على الاقل.

ومن جهة اخرى، تتهم الولايات المتحدة ايران تكراراً بدعم المسلحين في افغانستان والعراق لمحاربة قواتها في البلدين. وبدأت جهات افغانية تكرر هذه الاتهامات ضد ايران في الاونة الاخيرة مع وصول اسلحة لمقاتلين طالبان عبر حدود ايران. وقال الكولونيل رحمة الله صافي قائد شرطة الحدود الافغاني في الاقاليم الغربية الثلاثة فرح وبادغيس وهيرات أن قواته ضبطت أسلحة من بينها ألغام مضادة للدبابات على الحدود الافغانية الايرانية التي كانت في طريقها لطالبان.

وقال صافي لوكالة الانباء الالمانية في مقر قيادته الذي يقع على مسافة 15 كيلومتراً خارج مدينة هيرات: «نظراً لان الاميركيين في موقف صعب في العراق ترغب إيران في تحويل أفغانستان إلى عراق ثانية بالنسبة لهم ولحلفائهم الدوليين». وأضاف: «إن المسؤولين الايرانيين يحاولون جعل القوات الاجنبية في البلاد مشغولة بمحاربة طالبان ومن ثم لا تكون أمامهم فرصة لممارسة مزيد من الضغط أو مهاجمة إيران بسبب برنامجها النووي».

وتابع صافي: «لدي معلومات بأن 45 مقاتلا يقودهم يحيى خورتاراك الذي كان قائدا للمجاهدين في إقليم هيرات في الماضي هو الان يخضع للتدريب في البلدة الحدودية توربات جام في إيران وهم يرغبون في دخول هيرات من منطقة كامانا على الحدود لتنفيذ بعض الاعمال الارهابية مثل زرع الالغام أو حتى القيام بهجمات انتحارية».

ويضم لواء الجند الذي يتولى صافي قيادته 1652 جندياً ولكنه يقول إن الرقم الحقيقي للافراد الذين يقومون بدوريات على الحدود البالغ طولها 1186 كيلومتراً هم 900 جندي فقط.

وأعترف: «ليس لدينا حتى حارس واحد لكل كيلومتر واحد ولكن الايرانيين لديهم الالاف ولذا من المستحيل ألا يكونوا على غير علم بتلك التحركات».

وأكد الناطق باسم قوة المساعدة الامنية الدولية (إيساف) بقيادة الناتو الليفتنانت كولونيل ماريا كارل أيضا أنه تم العثور على أسلحة إيرانية الصنع في أفغانستان. ولكنه قال إن التحالف غير متأكد مما إذا كانت طهران هي التي تزودهم بها ام لا. واوضح: «هناك بالتحديد عدد من الاسلحة التي عثرنا عليها تحمل علامات تتفق مع الاصل الايراني ومن ثم هذا الجزء لا خلاف عليه بالمرة». وأضاف: «لكنه ما زال غير واضح ومازلنا لا نملك دليلا على أي دعم سياسي إيراني رسمي أو أن حكومة إيران وراء ذلك».

ونفى نائب وزير الخارجية الايراني مهدي سافاري التهم الموجهة لبلاده حول دعم المسلحين في افغانستان. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية (إرنا) عن سافاري قوله: «تلك المزاعم لا أساس لها حيث أن الدور الايراني في إعادة تعمير أفغانستان مؤكد بالاجماع من قبل أصدقاء وأعداء إيران».

وأضاف مهدى: «إن اتهامات القوات الاجنبية ليست أكثر من محاولة لتغطية ضعفهم في المواجهة الفعالة للارهاب وإقرار الامن في أفغانستان».