الحريري لـ«الشرق الأوسط» : احذر من المس بالطائف لأنه أساس الاستقرار

كوسران أبلغ المسؤولين السوريين: لبنان ممر إجباري لعلاقاتنا

TT

يصل الى بيروت غداً الموفد الفرنسي السفير جان كلود كوسران للتحضير للزيارة المرتقبة لوزير خارجية بلاده برنارد كوشنير في نهاية الشهر الحالي في محاولة لجمع قيادات «الصف الاول» في نسخة بيروتية من الحوار اللبناني الذي جرى في سان كلو اخيراً.

غير ان اوساطاً لبنانية شككت في امكان حصول «اختراق» فعلي في جدار الازمة القائمة عبر التحرك الفرنسي بسبب غياب العناصر اللازمة لنجاح هذا التحرك، وشبه انعدام فرصة اللقاء بين زعماء الاكثرية والمعارضة لأكثر من سبب بينها «الهاجس الامني».

وقالت مصادر دبلوماسية عربية لـ «الشرق الاوسط» ان كوسران عاد من زيارته الاخيرة لدمشق بانطباعات غير مشجعة. وقد ابلغ مسؤولين عرباً زارهم بعد عودته من دمشق انه حمل الى المسؤولين السوريين رسالة صارمة مفادها ان زيارته ستكون الاخيرة لمسؤول فرنسي اذا لم تغير دمشق تصرفاتها في لبنان. وقد أكد لمن التقاهم في العاصمة السورية رفض بلاده لـ «عزل» العلاقة معها عن العلاقة مع لبنان، جازماً لهم بأن «لبنان هو الممر الاجباري لهذه العلاقة». وفي هذا الاطار، تلقى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة اتصالاً هاتفياً من كوشنير الذي نقل اليه في «الافكار المتداولة» بعد جولة كوسران العربية. وابلغه ان كوسران سيزور لبنان غداً على ان يتبعه هو في 28 من الشهر الحالي. واكد كوشنير دعم بلاده لبنان وحكومته في هذه الظروف «مع التشديد على ان فرنسا ترى مصلحة لبنان واستقلاله من الاولويات في المنطقة».

وقال احد المشاركين في مؤتمر سان كلو لـ «الشرق الاوسط» انه على الرغم من ان المعارضة اعلنت تمسكها باتفاق الطائف خلال الجلسات، فإنها استعملت قنوات دبلوماسية ايرانية وجهات لبنانية من تيار النائب ميشال عون لتضع الانتقال من المناصفة (في السلطة بين المسيحيين والمسلمين) الى المثالثة (بين الموارنة والسنة والشيعة) شرطاً لها.

وسألت «الشرق الاوسط» رئيس تكتل «المستقبل» النائب سعد الحريري عن تعليقه على هذا الكلام، فأجاب: «نحن لم نتبلغ من لقاء سان كلو، الا ما جرى من مداولات علنية، لكننا نحذر اي طرف من التلاعب باتفاق الطائف، لأن الشعب اللبناني لن يقبل بأي مساس بصيغة العيش المشترك وباتفاق هو اساس الاستقرار في لبنان».

وأعرب الحريري عن ثقته الكاملة بفرنسا ودورها التاريخي في لبنان، ووقوفها المستمر بجانب قضيته وشعبه.

واستبعد وزير الشباب والرياضة اللبناني احمد فتفت حصول لقاء في بيروت على مستوى قادة الصف الاول، لكنه امل في لقاء على مستوى الصف الثاني، معتبراً «اننا بذلك نكون انجزنا خطوة متقدمة في اتجاه تنفيس الاحتقان».

وحذر من «خطر يتهدد الاستحقاق الرئاسي اذا ما دخلنا في موضوع حكومة الوحدة الوطنية»، مشيراً الى انه وخلال لقاء سان كلو دار حوار بينه وبين ممثل حزب الله الوزير المستقيل محمد فنيش زاد من قلقه حول نيات المعارضة، «اذ سألت الوزير فنيش عن اسباب التمسك بالحكومة قبل الرئاسة، فرد معتبراً انه يجب الافتراض بامكان عدم حصول انتخابات رئاسية لذلك يجب قيام حكومة وحدة وطنية تتولى صلاحيات الرئاسة».

وفي هذا الاطار قال عضو كتلة العماد ميشال عون النائب ابراهيم كنعان امس «ان الارادة الفرنسية كانت مهمة في حصول لقاء سان كلو، والا لم نكن لنسميها استراتيجية فرنسية جديدة تضغط في اتجاه تحقيق تقارب بين اللبنانيين، كما انه لا يمكن التقليل من اهمية ارادة اللبنانيين في هذه الفترة». مشيراً الى ان البعض «يتحدث عن تدويل الازمة اللبنانية وعن محاور». وقال: « لقد خرجنا من سان كلو بأهم من بيان ختامي... فقد خرجنا بأفكار اخرى جديدة فرنسية ولبنانية تنطلق من سان كلو، ولا اذيع سرا عندما اقول انه لم يكن هناك مخطط لزيارة الوزير الفرنسي كوشنير للبنان»، معتبرا «ان هذه الزيارة المنتظرة هي نتيجة ايجابية لما تحقق في سان كلو، بالاضافة الى ايجاد مساحات مشتركة».