الجزائر: مقتل 8 مسلحين في عملية عسكرية كبيرة ضد معاقل «القاعدة»

جريح وخسائر مادية في اعتداء بالمتفجرات على قطار

TT

تعرض قطار خاص بشحن الوقود الى اعتداء بالمتفجرات، مما تسبب في جرح جندي كان بالقرب من سكة الحديد، فيما أسفرت عملية عسكرية تشنها قوات الأمن ضد معاقل المسلحين، منذ أسبوع، عن مقتل 8 مسلحين على الأقل.

وأصيب سكان سوق الأحد بولاية بومرداس (50 كلم شرق العاصمة) مساء أول من أمس، بالهلع بسبب دوي انفجار قوي مصدره شبكة سكة الحديد بالمنطقة، وسرعان ما شاهدوا ألسنة النار تنبعث منها. وأفادت مصادر مطلعة بأن قطارا لنقل الوقود كان متوجها إلى مدينة بجاية (350 كلم شرق العاصمة) عندما تعرض لتفجير قنبلة كانت مزروعة على طرفي سكة الحديد، وأوضحت أن التفجير الأول أعقبه مباشرة تفجير ثان بالقرب من مركز للجيش، تسبب في إصابة أحد الجنود بجروح خفيفة.

وتذكر معطيات مستقاة من مكان الانفجار، أن القطار انحرف عن سكته وأن عرباته التي كانت تحتوي على وقود اشتعلت فيها النيران وتعرض بعضها للتخريب بفعل قوة القنبلة التي تم تفجيرها عن بعد. ولم يصب أي مدني في العملية بحكم بعد منازل السكان عن مكان الانفجار. وتنسب مصادر مطلعة حادثة سوق الأحد إلى عناصر تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» والذي يعرف انتشارا في بومرداس.

وترى مصادر تتابع نشاط الارهاب، أن تفجير سكة الحديد تم بهدف تخفيف الضغط على مجموعة من المسلحين محاصرين في غابة كثيفة بمنطقة عكوران في ولاية تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة). وقد شرع الجيش الأسبوع الماضي في قصف مواقع مسلحين يرجح أن عددهم يفوق الـ50، حيث أطلق عملية عسكرية كبيرة مباشرة بعد إفشال محاولة استهداف ثكنة عسكرية بنفس المنطقة. وتفيد معطيات قريبة من العملية بأن حصيلة القصف المتواصل أفضت إلى مقتل ثمانية مسلحين على الأقل. وقد اعترف تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» (الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا)، في بيان اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، بمقتل أربعة من أفراده وزعم انه ألحق خسائر بالجيش. وذكرت مصادر إعلامية بأن الجيش استخدم جرافات لشق طريق نحو المكان الذي يتحصن به المسلحون، وحرص على غلق جميع المنافذ التي يمكن ان يهرب منها المحاصرون، أو قد يتسلل منها رفاقهم لمد يد العون لهم. وتتحدث مصادر أمنية عن العثور على أجهزة إعلام آلي في أحد مخابئ المسلحين بغابة عكوران، يرجح أنها استخدمت في بث العمليات الإرهابية على شبكة الانترنت بغرض الدعاية. وقالت صحف إن عبد القهار بن حاج نجل الرجل الثاني في «الجبهة الاسلامية للانقاذ» المحظورة علي بن حاج، يوجد ضمن المحاصرين. وكان تنظيم «القاعدة» قد بث صور عبد القهار رفقة مغاربة التحقوا حديثا بمعاقل المسلحين بالجزائر، حيث ظهر مرتديا زيا عسكريا وحاملا سلاح كلاشنيكوف.