باكستان: عودة كبير القضاة إلى منصبه تزعزع نظام مشرف

المحامون المعارضون للرئيس يواصلون حملتهم ضده ووسائل الإعلام تحث على الهدوء

TT

استيقظت باكستان أمس على اجواء هدوء وترقب بعد قرار المحكمة العليا باعادة كبير القضاة الباكستانيين افتخار تشاودري الى منصبه أول من أمس بعد قرار الرئيس برويز مشرف بفصله. وبينما ناشدت الحكومة الباكستانية، في بيان اصدره نائب وزير الاعلام الباكستاني طارق عزيم، تشاودري لتخطي المرحلة السابقة وطي صفحة الماضي، اكدت حركة المحامين التي ساندت تشاودري في حملته ضد مشرف انها لن تتخلى عن مساعيها. وقال رئيس «جمعية محامي المحكمة العليا» منير مالك لـ«الشرق الأوسط» إن حركته ستواصل عملها ومعارضتها لمشرف «حتى اعادة الحكم المدني الى باكستان وانهاء التدخل العسكري في سياسة البلاد». وبعد عودته الى منصبه، يصعب على تشاودري مواصلة حملته ضد مشرف، حيث قاد مسيرات ضد الرئيس في مدن باكستان الكبرى وظهر كأبرز المعارضين لحكمه في الاشهر الماضية. ولكن بموجب منصبه، سيكون على رئيس القضاة النظر في قضايا تخص آلية الحكم في البلاد، على الرغم من اعلان المحكمة العليا عدم تدخل تشاودري المباشر في مثل هذه القضايا. وينظر لقرار المحكمة الذي صدر أول من أمس بوصفه نكسة كبرى للجنرال مشرف الذي اوقف القاضي عن العمل في مارس (اذار) الماضي لاتهامه باساءة التصرف، وبوصفه أيضا انتصار لاستقلال القضاء الباكستاني عشية الانتخابات المقررة في نهاية العام الحالي. وتأتي هزيمة مشرف حليف الولايات المتحدة بينما تعاني باكستان من حملة عنيفة يشنها متشددون اسلاميون.

ومن جهتها، حذرت صحف باكستانية أشادت باعادة المحكمة العليا لكبير القضاة الى منصبه القوى الديمقراطية من أن زعزعة الرئيس برويز مشرف قد تصب في مصلحة المتشددين والمتطرفين.

وتناقضت تغطية الصحف الباكستانية في صفحاتها الاولى المحتفلة بأول حكم على الاطلاق في باكستان ضد حاكم عسكري مع قصص الاسبوع الماضي المفجعة وصور التفجيرات الانتحارية المتعددة التي نفذها متشددون اسلاميون.

وكتبت صحيفة «ذي نيوز»، وهي أكبر صحيفة تصدر باللغة الانجليزية في عناوينها الرئيسية «استعادة العدالة واعادة كتابة التاريخ». وأظهرت صورة تحت العنوان كبير القضاة افتخار تشاودري مزهوا وهو يرفع ذراعيه للاعلى.

وقالت صحيفة «ديلي تايمز» في مقالة بعنوان «دروس من انتصار تاريخي» ان الرئيس العسكري لباكستان لن ينجو ان رفض الحكم على الرغم من أن متحدثاً قال بالفعل ان ذلك لن يحدث. ولكن الصحيفة نصحت ضد العجلة في استعادة «الديمقراطية المطلقة» واطاحة مشرف الذي تولى السلطة بعد انقلاب عام 1999. وقالت «ديلي تايمز» اذا كان احساس الانتصار يجب أن يعزز موقف القوى المساندة للديمقراطية ويخلق أزمة سياسية بين السلطة التنفيذية والقضائية «فان البلاد يمكن أن تنزلق الى فوضى ستصب في مصلحة قوى التشدد الديني».