ملوح يطالب قيادتي حماس وفتح بالتضحية وجعل من قضية الوحدة الهدف الأول

داعيا إلى رفع قضية الأسرى إلى محكمة العدل الدولية بعد 24 ساعة من الإفراج عنه

مهند جرادات أقدم الأسرى المحررين يذرف الدموع لدى لقائه مع شقيقته في بلدة السيلة الحارثية قرب جنين شمال الضفة الغربية (ا.ب)
TT

بعد يوم واحد على تحريره من الاسر الاسرائيلي الذي قضى فيه نحو 5 سنوات الى جانب 254 اسيرا اخر، دعا عبد الرحيم ملوح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الى رفع قضية الاسرى الفلسطينيين الذي يصل عددهم الى نحو 11 الفا الى محكمة العدل الدولية في لاهاي في هولندا، لتصبح قضيتهم ذات بعد عالمي من أجل ممارسة الضغوط على إسرائيل.

وقال ملوح، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقد في فندق «غراند بارك» في حي المصيون في مدينة رام الله، «يجب وضع قضيتهم امام محمكة العدل الدولية باعتبارهم اسرى حرب وليس معتقلين امنيين (كما تزعم اسرائيل دوما). هذه قضية جماعية فلسطينية وليست قضية فردية تخص تنظيما معينا دون اخر». واضاف «لا احد يمكن له ان يدرك تماما معنى الحرية بالنسبة للاسير سوى الاسير نفسه، ويجب علينا ان نعمل جميعا مع مؤسسات المجتمع الدولي من اجل منحهم حريتهم».

وشدد ملوح على أن المطلوب اليوم هو أن تتحول قضية الأسرى إلى قضية جماعية، ومطلوب أن تتوحد كافة الجهود في جهد واحد يصب في مصلحة إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين في السجون.

من جانبه قال جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، إن الجبهة رحبت وعبرت عن سعادتها في الإفراج عن الأسرى الذين تحرروا أمس، وعلى رأسهم ملوح. وطالب مزهر الجميع بوضع قضية الأسرى على سلم أولويات العمل الوطني والإسلامي، حتى يتم الإفراج عن الأسرى والمعتقلين جميعاً.

واعتبر مزهر في بيان صحافي، أن إسرائيل تمارس سياسة الباب الدوار، حيث أنها تفرج عن عدد قليل من الأسرى، في الوقت الذي تواصل اعتقال غيرهم، اذ يفوق عدد الفلسطينيين الذين تعتقلهم اسرائيل شهريا حسب الاحصائيات، عدد الذين افرجت عنهم اول من امس.

وأوضح أن إسرائيل تقوم ايضاً بعملية خداع وتضليل للرأي العام العالمي، من خلال إطلاق عدد قليل من الأسرى، مذكراً بأن هناك أكثر من 11 ألف أسير. وأشار إلى أن اسرائيل تمارس سياسة التمييز بين الأسرى حسب انتماءاتهم السياسية وفي محكومياتهم، مشدداً على ضرورة رفض المعايير الإسرائيلية، وإطلاق سراح الأسرى وفق مزاجها ووفق رؤيتها الخاصة، ودون الالتزام بالمعايير الفلسطينية.

وأضاف ان هناك عددا كبيرا من الأسرى أمضوا أكثر من عشرين عاماً في السجون ولهم الأولوية في إطلاق سراحهم، ويجب العمل بكل جد وبذل كل الجهد من أجل أن يفرج عنهم جميعاً، باعتبارهم «عنوان الحرية وأبطال المقاومة وضحوا لأجل فلسطين ومن أجل قضيتهم العادلة».

وحول التطورات، التي شهدتها الساحة الفلسطينية اثناء وجوده في السجن، لاسيما الاخيرة منها وسيطرة حماس بالقوة على قطاع غزة، اعتبر ملوح ما فعلته حركة حماس في قطاع غزة غير مقبول، «وأساء للشعب الفلسطيني بشكل كبير، وهز ثقة العالم في قدرتنا على قيادة دولتنا وتحقيق أحلامنا». ودعا حماس لأن تنزل عن الشجرة وقيادة فتح لأن تنظر لدورها ولمصلحة الشعب الفلسطيني. وأضاف أن المطلوب من القيادتين التضحية وجعل قضية الوحدة الهدف الاول، ومن ثم التفكير في حسابات اخرى.

وشدد ملوح على أن ما اقدمت عليه حماس عمل مدان وينبغي ألا يحدث، مؤكداً تطلع جبهته الى حوار جدي بعد أن تقدم حماس على مراجعة الخطأ الذي اقدمت عليه «حتى يتمكن الجميع من اعادة تشكيل الوضع السياسي الفلسطيني ويتم الاتفاق على الانتخابات وحكومة وحدة وطنية جديدة».

وحول دعوة المجلس المركزي الفلسطيني لاجراء انتخابات مبكرة اشترط ملوح اجراء الانتخابات باحترام نتائج الانتخابات كي لا تتكرر تجربة الانتخابات السابقة، مضيفا أن الانتخابات يجب ان تطال الضفة وغزة، وضرورة اجراؤها وفق منطق الوحدة الجغرافية والسياسية والاقليم الواحد، مؤكدا ألا تكون «وسيلة للصراع وتسعير الخلافات». وقال إن الانتخابات ليست كل الديمقراطية، بل هي مفتاح لهذه الديمقراطية، «ولكن في حالنا الفلسطيني فإنه لا مخرج من المأزق الذي نحياه سوى صندوق الاقتراع الذي يقرر فيه الشعب، وعلى جميع الأطراف احترام النتائج سواء كانت في صالحها أو في غير صالحها».

وأضاف، أن الأسرى استقرأوا ما يحصل من تطورات على الساحة الفلسطينية وحاولوا حله من خلال الخروج بوثيقة الأسرى التي سميت وثيقة الوفاق الوطني في ما بعد. واعتبر أن وثيقة الوفاق الوطني لا تزال تصلح لأن تكون أساساً لوفاق بين الفصائل الفلسطينية، وأن على الجميع أن يضعوا حدّاً لما يجري، لأن المشروع الوطني الفلسطيني برمته بات مهدداً.

وعاد ملوح للتأكيد على أن العموم الفلسطيني يتحمل مسؤولية ما يحدث لأن جميع الفصائل لم تقم بالدور المطلوب منها، لوضع حد لحالة الاستقطاب السياسي التي يشهدها المجتمع الفلسطيني، مؤكداً أن المطلوب حالياً هو إنهاء حالة التشرذم، والعمل من أجل تفعيل الحالة الفلسطينية في منظمة الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق انتقد ملوح ما وصفه بحالة التشرذم لدى الجبهة الشعبية وباقي الفصائل، مما سمح لحالة الاستقطاب بين فتح وحماس أن تصل الى الحد الكبير، الذي وصلت اليه، داعيا هذه القوى الى لعب دور اقوى في المستقبل.