ساعة الصفر لحسم «معركة البارد» لم تبدأ والجيش اللبناني يواصل «تضييق الخناق»

رابطة علماء فلسطين تؤكد أن عدد المدنيين داخل المخيم يقارب الألف

جنود لبنانيون يتقدمون امس داخل احد أزقة مخيم نهر البارد المدمر بفعل القصف المدفعي (رويترز)
TT

رغم مرور يومين على بداية الشهر الثالث من المواجهات في مخيم نهر البارد، لم تظهر أي اشارة الى بدء ساعة الصفر لحسم المعركة، علماً ان التوقعات تتوالى بشأن هذا التوقيت او ذاك. والعنوان الوحيد المتداول الآن هو تضييق الخناق على المسلحين عبر احتلال هذا المبنى وتدمير ذاك.

اللافت في الساعات الاربع والعشرين الماضية كان التراجع الملموس في قدرة المسلحين على توجيه القذائف الصاروخية من المخيم باتجاه القرى المجاورة والبلدات كما حصل خلال الاسابيع الثلاثة الماضية، فبعد ان كان عدد الصواريخ يصل يوميا الى الثلاثين او اكثر تراجع الى اربعة، سقطت مساء الجمعة الماضي في محيط بلدة دير عمار على بعد نحو سبعة كيلومترات من المخيم، واقتصرت اضرارها على الماديات.

لم يطلق المسلحون اي صاروخ حتى الساعات الاولى من بعد ظهر أمس، واقتصر الوضع الميداني على المناوشات التي كان يقطعها القصف العنيف من المدفعية بعيدة المدى او مدفعية الدبابات من وقت الى آخر. وهذا ما حصل ثلاث مرات امس قرابة التاسعة صباحاً والحادية عشرة قبل الظهر والأولى بعده، وشملت المحور الشرقي وتحديدا حي سعسع الفوقاني والمغاربة حيث حقق الجيش تقدماً محدوداً تمثل برفع العلم اللبناني على احد المباني المطلة على الشارع الرئيسي. وجاء ذلك بعد قصف مركّز استهدف محيط مركز الشفاء وبعض الملاجئ في المنطقة من مدفعية الميدان، فيما كانت مدفعية الدبابات تمطر الجبهة الجنوبية الغربية وتحديداً مجرى نهر البارد بالقذائف وخصوصاً المواقع التي كان المسلحون يستهدفون منها وحدات الجيش.

في موازاة ذلك، واصلت وحدات الهندسة تمشيط المباني التي اصبحت اخيراً تحت سيطرة الجيش من اجل تنظيفها من الأفخاخ التي تعيق بشكل كبير تقدم الوحدات العسكرية.

على صعيد آخر، عقد اجتماع تشاوري بين الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية في الشمال ووفد من فصائل المقاومة الفلسطينية في مقر الحزب السوري القومي الاجتماعي في طرابلس، بحث في وضع الفلسطينيين في مخيم البداوي. واصدر المجتمعون بيانا جددوا فيه ادانتهم الاعتداءات التي طاولت الجيش اللبناني واكدوا رفضهم ظاهرة «فتح الاسلام»، مطالبين بـ«الاسراع في انهاء هذه الظاهرة لضمان عودة سريعة للفلسطينيين». كما دانوا الاعمال العدوانية «بالصواريخ على القرى الامنة والمدنيين اللبنانيين في الشمال»، معتبرين «ان هذه الصواريخ هدفها ايجاد شرخ في العلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية، بعدما فشلت كل المحاولات السابقة لتوتير العلاقات بين الشعبين الشقيقين».

وختم اللقاء، بتأكيد «ضرورة ابقاء لبنان بعيدا مما يحصل في الضفة الغربية وقطاع غزة من صراع بين بعض الفصائل الفلسطينية».

وعلى صعيد آخر، استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني وفدا من رابطة علماء فلسطين في لبنان برئاسة الشيخ مصطفى الداود الذي أوضح ان الزيارة ترمي الى توضيح ما جاء في الصحف عن لسان قباني بعد لقائه وفد الرابطة، وقال: «كأن الرابطة صدر عنها بعدما التقت سماحة المفتي في زيارة سابقة أن سماحته يتكلم عن أرض في الشمال بإمكان الإخوة اللاجئين المهجرين في الشمال أن يستفيدوا منها، وكأن الصياغة جاءت على قاعدة ما يسمى الدعوة إلى التوطين. ونحن نقول ان سماحة مفتي الجمهورية معروف تماما بمواقفه الثابتة والأصيلة تجاه قضية فلسطين،.. وكذلك رفض المفتي قباني الكلي والثابت لكل مؤامرات التهجير والتوطين».

وعما اذا كان يعتقد ان مخيم نهر البارد قد سقط عسكريا، قال: «من الواضح أن الاستنزاف ما زال موجودا، والمعركة حاليا داخل مخيم نهر البارد أصبحت أكثر تعقيدا لأن المدنيين الباقين وخصوصا أهالي جماعة فتح الإسلام رفضوا الخروج. فإما أن يخرجوا مع الجماعة وإما أن يبقوا مع الجماعة، وهذا من شأنه تأزيم المعركة أكثر وادامتها أطول فيحصل بهذا مزيد من الاستنزاف والخسارات والدمار للمخيم». وعما اذا كان يجري اتصالات مع قادة «فتح الاسلام»، أجاب: «الاتصالات ما زالت قائمة معهم وهي إما للبحث معهم في إخراج المدنيين او دعوتهم إلى وقف استخدام قذائف الكاتيوشا في قصف الجوار، وإما لتأكيد حرصهم للخروج بحل سياسي يتوافق عليه الجميع». وعن عدد المدنيين الذين ما زالوا داخل المخيم، قال: «سكان المخيم مع أهالي جماعة فتح الإسلام يقارب عددهم الالف أو أقل من ذلك بقليل».