مجموعة الاتصال حول كوسوفو تبحث المرحلة الجديدة من المفاوضات حول مصير الإقليم

الموفد الدولي الخاص إلى كوسوفو: مهمتي انتهت

TT

بدأت مجموعة الاتصال حول كوسوفو امس المباحثات الخاصة بالاعداد لاستئناف المفاوضات في شهر أغسطس (اب)، وذلك عقب مرور أسبوع على عرقلة روسيا لقرار ملزم حول مصير اقليم كوسوفو.

وارسلت الدول الاعضاء في مجموعة الاتصال (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا) مديري وزارات خارجيتها المكلفين شؤون البلقان، للنظر في كيفية تنظيم المرحلة الجديدة من المفاوضات بين الصرب والبان كوسوفو، بهدف التوصل الى تحديد وضع الاقليم، الذي تتولى الامم المتحدة ادارته منذ 1999.

وتقوم الامم المتحدة بإدارة شؤون كوسوفو، منذ حملة القصف التي شنتها منظمة حلف شمال الاطلسي عام 1999، لوقف القمع الذي كانت تمارسه القوات الصربية ضد المسلحين الالبان المطالبين باستقلال الاقليم. ولم يدع الصرب والبان كوسوفو للمشاركة في استئناف اعمال مجموعة الاتصال. ومن المتوقع ان يشدد الاوروبيون، خلال الاجتماع على تحديد مهلة قصوى امدها حوالي 120 يوما، للمفاوضات الجديدة، التي ستجري بين الصرب والبان كوسوفو.

وقال دبلوماسي اوروبي في بروكسل لوكالة الصحافة الفرنسية، ان الاوروبيين يعتبرون ان المهلة يجب الا تتعدى 120 يوما، غير ان الروس بدأوا الكلام عن مهلة غير محددة. وسبق ان استضافت العاصمة النمساوية مجموعة الاتصال، فضلا عن الصرب والبان كوسوفو، خلال الاجتماعات التي عقدت في 2006 ومطلع 2007 برعاية موفد الامم المتحدة الخاص حول كوسوفو مارتي اهتيساري. واوصى اهتيساري، في تقرير قدمه في ابريل (نيسان) الى مجلس الامن الدولي، بمنح كوسوفو الاستقلال تحت اشراف دولي لفترة اولى، محددا بشكل مفصل سبل مساعدة سكان كوسوفو على الانخراط في المجتمع الدولي.

غير ان موسكو رفضت الموافقة على مشروع القرار خلال المحادثات التي جرت بشأنه في مجلس الامن، حيث تملك حق الفيتو.

وان كانت روسيا لا تملك هذا الحق في مجموعة الاتصال، الا انها اعلنت بوضوح، مساء اول من امس على لسان ميخائيل كامينين، المتحدث باسم وزير الخارجية سيرغي لافروف، ان «دور مجموعة الاتصال يقضي بالمشاركة في المفاوضات المباشرة بين بلغراد وبريشتينا بدون فرض استنتاجات نهائية. اما وضع اتفاقات تلقى قبولا متبادلا، فهو شأن الاطراف».

وفي مواجهة رفض بلغراد القاطع لخطة اهتيساري، تتطلع بريشتينا الى الاستقلال وفي اقرب فرصة ممكنة. وطرح رئيس كوسوفو الالباني فاتمير سيديو من جهته فكرة اعلان استقلال الاقليم، بالتنسيق مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وليس من طرف واحد.

وتؤيد واشنطن هذا الحل، بعد ان هددت لفترة طويلة بتجاوز الامم المتحدة والاعتراف بشكل احادي باستقلال كوسوفو. غير ان هذه الصيغة لا تحظى بالاجماع في مجموعة الاتصال، وان كان البريطانيون يؤيدونها، فان الفرنسيين والالمان يبدون حذرا حيالها. من جانب اخر، اعلن الموفد الدولي الخاص الى كوسوفو مارتي اهتيساري، الذي وضع خطة لاستقلال الاقليم ذي الغالبية الالبانية باشراف دولي عن صربيا، امس ان مهمته انتهت.

وفي حديث الى التلفزيون الفنلندي العام «ايل»، قال اهتيساري «لقد انتهى عملي». وكان الرئيس الفنلندي السابق البالغ سبعين عاما، قد اعلن لدى تسلمه مهامه من الامم المتحدة قبل ستة اشهر، انه لن يمدد مهمة الوساطة التي اوكلت اليه في حال حصلت عرقلة من احد الطرفين. وانتقد اهتيساري باستمرار موقف صربيا التي لم تقم بأي تنازل، على حد قوله، ولم تبد اي رغبة بايجاد تسوية. وتوصل مارتي اهتيساري الى خلاصة نتيجة مفاوضاته مع الصرب واقليم كوسوفو، بان استقلالا مع فترة مراقبة دولية هو «الحل الوحيد القابل للاستمرار» لهذا الاقليم، الذي تتولى الامم المتحدة ادارته منذ 1999. وتعارض صربيا بقوة وبدعم من موسكو هذا الحل وتعتبر كوسوفو «المهد التقليدي» للامة الصربية.

واكد الوسيط الفنلندي انه لا الامم المتحدة ولا مجموعة الاتصال الخاصة بكوسوفو (روسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا) طلبتا منه مواصلة المفاوضات، في مواجهة رفض روسيا المستمر دعم الاستقلال. الا انه ابدى استعداده للقيام بـ«دور استشاري»، اذا طلب منه ذلك، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ويتألف اقليم كوسوفو من غالبية 90% من الالبان الذين يطالبون بالانفصال عن صربيا، وتديره الامم المتحدة منذ انتهاء النزاع (1998-1999) بعد حملة قصف جوي نفذتها قوات حلف شمال الاطلسي لوقف عملية التطهير الاثني التي كانت تقوم بها. وعشية انعقاد اللقاء في فيينا، وافق البرلمان الصربي مساء اول من امس بغالبية ساحقة على قرار للحكومة يرفض اي مناورة تهدف الى منح الاستقلال لاقليم كوسوفو الصربي ذي الغالبية الالبانية.

وفي ختام مناقشة دامت اكثر من ثماني ساعات اثناء جلسة خاصة، صوت النواب الصرب على القرار بغالبية 217 ضد 12. وامتنع ثلاثة من اصل 232 نائبا حاضرا من اصل 250 نائبا يتألف منهم البرلمان.